![]() |
الاحتجاج بالقَدْر
ما قدَّره الله وقضاه بالنسبة للإنسان نوعان :
1 - الأول : ما قضاه الله وقدّره من أعمال وأحوال خارج إرادة الإنسان : سواء كانت فيه : كطوله وقصره , أو حسنه وقبحه , أو حياته وموته , أو وقعت عليه بغير اختياره كالمصائب , والأمراض , ونقص الأموال والأنفس والثمرات , وغيرها من المصائب التي تارة تكون عقوبة للعبد , وتارة تكون امتحانا ً له , وتارة ً رفعة ً لدرجاته . وهذه الأعمال التي تجري فيه أو تقع عليه دون إرادة منه لا يُسأل عنها الإنسان ولا يُحاسب عليها , ويجب عليه الإيمان أن ذلك كلّه بقضاء الله وقدره , وعليه الصبر والرضا والتسليم , فما حادثة في الكون إلا وللعليم الخبير فيها حكمة . 1 - قال الله تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) . 2 - وعن ابن عباس ٍ رضي الله عنهما قال : كنت ُ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ً فقال : ( يا غلام إني أُعلِّمك كلمات ٍ احفظ ِ الله يحفظك , احفظ الله تجدُه ُ تُجاهك , إذا سألت َ فاسأل الله , وإذا استعنت َ فاستعن بالله , واعلم أن َّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ٍ لم ينفعوك إلا بشيء ٍ قد كتبه الله لك , ولو اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيء ٍ لم يضرُّوك إلا بشيء ٍ قد كتبه الله عليك , رُفعت ِ الأقلام ُ وجفَّت الصُحُف ُ ) صحيح , أخرجه الترمذي . 3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله عز َّ وجل َّ يؤذيني ابن آدم يسب ُّ الدَّهر َ وأنا الدهر , بيدي الأمر أُقلِّب ُ الليل والنهار ) متفق عليه . |
2 - الثاني :
ما قضاه الله وقدّره من الأفعال التي يقدر عليها الإنسان ويفعلها بما وهبه الله من العقل , والقدرة , والاختيار , كالإيمان والكفر ... والطاعات والمعاصي ... والإحسان والإساءة . فهذه وأمثالها : يُحاسب عليها الإنسان , وبحسبها يكون الثواب والعقاب ؛ لأن الله أرسل الرسل , وأنزل الكتب , وبيَّن الحق من الباطل , ورغّب في الإيمان والطاعات , وحذّر من الكفر والمعاصي , وزوَّد الإنسان بالعقل , وأعطاه القدرة على الاختيار , فيسلك ما شاء بمحض اختياره , وأي الطريقين اختار فهو داخل تحت مشيئة الله وقدرته , إذ لا يقع في ملك الله شيء بدون علمه ومشيئته . 1 - قال الله تعالى : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ ) 2 - وقال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) . 3 - وقال الله تعالى : ( مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ) . 4 - وقال الله تعالى : ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) . |
اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير ...
بحث قيم ...جعله الله بميزان حسناتك أخي عبد السلام |
اقتباس:
شكرا ً بشير لمرورك الكريم وجزاك الله خيرا ً |
الساعة الآن 09:06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.