![]() |
" إلى فتاة الإسلام "
على ورقتي أسطر شفقتي ونصحي لفتاة الإسلام ؛ إليك أختي .. مشاعري ، وغيرتي ، وحرصي أصبها في قنوات قلبك ، راجياً أن تتلقيها بعيداً عن مؤثرات واهتزازات الحساسية وسوء الظن ، فكم نرى من أعراس الحب التي أصبحت وهما مجرداً من أصل الحقيقة ! وما هو إلا سعياً منهن إما لخوض مغامرة يُراد منها العيش في رومنسية لطالما شاهدتها ، أو أنها سمعت عنها ، وتريد أن تعيش واقعها وأحداثها ! أو أنها بذلك الفعل تريد أن تملأ ذاك الفراغ العاطفي الذي لطالما شكى شح الظمأ ، وبعيداً عن جر الأدلة النقلية التي وردت في كتاب الله وسنة رسوله _ عليه السلام _ نقتصر على العقلية منها ، كي نخرج من علة التأويل ، وفهم النص ، فلو طرحنا سؤالاً على أي فتاة ممن عاشت في ربيع تلك العلاقة ، التي كان زهرها كلمات الغرام ، والوعود التي تداعب الأحلام ، هل تظنين بأن تلك العلاقة ستنتهي باجتماع القلبين ؟ أم أنها خاضعة ل لعل ، ويمكن ، وعسى ؟ هناك حقيقة لعلها طارت من عقل بعض الفتيات ، بأن الشاب، أو الرجل الشرقي ، أو ممن شذ عنهم _ تختلف تركيبته الجينية المستوحاة من العادات ، والتقاليد ، وتعاليم الدين ، فمهما ذاب في تقليعات الغرب وتقمص عاداتهم وعيشهم ، ستمتثل أمامه تلك المُثل ساعة يقظة ضمير ، وصحوة تفكير ، لأن العاقل سيتبادر إلى ذهنه ساعة العزم والإقدام لفعل الشيء _ أعني الزواج والارتباط _ بأن هذه الفتاة مثلما سمحت لنفسها كسر حاجز الحياء والعيب ، وخيانة الأهل ، ستكسره مع واحدٍ غيري ! وكم من شباب نالهم الاستفتاء ، وكانوا حصيلة استبيان ، حيث كان السؤال هل تتزوج من كانت لك علاقة بها قبل الزواج : فكان الجواب ؛ لا أتشرف أن ارتبط بفتاة خانت نفسها ، ودينها وأهلها ! ولعل الحبل سيمر على الجرار ! فيا فتاة الإسلام ؛ لا تجعلي إفراغ العاطفة استقطابا لعذاب القلب والروح ، فكم من فتاة تبكي وتنوح أما على شرف مسفوح ! أو أمرٍ بات مفضوح ! ولا ترسلي صورك ، فغدا ستكون في يد العابث ورقة مساومة وابتزاز ، فاحذري نقمة الإنتقام ، وسوّري قلبك بعفة الإيمان ، وراقبي قولك وفعلك تسلمي من افتراس الذئاب . ولا تجعلي قلبك مرتعاً لكل من مر عليه وراح ، واعلمي بأن الفتاة شرفها وعزتها في عفتها ، ورزانتها ، وعلمها ، وذاك يعلو على جمالها ، لا بتغنجها ، وتبذلها ! لأن الشباب يتهافتون على الرخيصة في نفسها ، حينها سيجدون فيها متعة الترفيه والتنفيه ! وكسر الفراغ ، لتكوني لهم حينها آلة تسلية ، وكسر الفراغ والملل ! أعلم بأني : " قد أكون قاسياً في عباراتي تلك ، ولكن هي صرخة تحذير مُحب ، خوفاً أن يفوت وقت الندم " . مٌهاجر |
رد: " إلى فتاة الإسلام "
كم تفكرت كثيرا في تلكم الجملة التي كان والدي _ رحمه الله _ يرددها على مسمعي بقوله : " لا تتزوج بو مال أحبِك وأحبك " _ لهجة عُمانية _ ، بمعنى ... لا ترتبط بفتاة كانت بينكما تواصل . كنت حينها لا أدرك معنى كلامه ، ولكوننا غير منفتحين على تلكم الأجواء ، ولم أعرف معنى كلامه غير " الآن "! عندما : غزت التكنلوجيا شتى مرافق الحياة ، فتداخلت من ذلك الثقافات ، وذابت تلك الفوارق ، ليكون الإنسان فيها مخترق الداخل ، وليكون بين نقيضين يوشك أن يقع في الذي يُحاذر أن يقع فيه ، من زلات قدمٍ قد تُقصيه عن الذي يؤمن به ، ويعتنقه ، ويحرص على المحافظة عليه ، وفي هذا الزمان : نجد تلكم المشاعر التي يؤججها ما يتبادر لأسماعها وأبصارها ، لتبحث عن المتنفس الذي تُخرج ما تكدّس في دواخلها من عظيم المشاعر التي ما عاد للقلب أن يتحمّل ثقيل حِملها ! ومن هنا وهناك : يكون السعي للمّ شتات القلوب ليجد من يُسكَّن الثائر ، ويداوي الجروح ، وفي رحلة البحث يجد الكثير ممن قاسمه الهم ، وبات حبيس الغمّ ، ليُناغي الأمل ، داعياً بملاقاة المأمول ، ليرتاح قلبه من ذلك ، ويُسكّن حاله . فعندما يجد مراده : تبقى هالة الشكوك تخترق الثقة بذاك المحبوب ! ويأتي السؤال على صيغة : هل من أتواصل معه أفردني بحبه ؟! أم أن هنالك من يقاسمني حبه ؟! ليطول الحديث ، وتعلو القلوب ارتياح عميق _ مؤقت _ بسماع حديث الحبيب ، ليُحلّقان في فضاء التخيلات والأحلام ، وبأن البعيد بات قريب ، وأن المعاناة باتت تحتضر في فراش الحُب الجديد ، وبأن السعادة بدأت تعزف عذب النشيد ! ولكن ... تبقى الشكوك تقُضّ مضجع الحبيب !! من هنا : استرجع ما استحفظني به أبي بتلكم الجملة ، لأجعلها حاضراً أرى منه معنى جملته تلك . ليكون المعنى : أن الاضطراب قد يتخلل العلاقة ، وبأن الخيانة حاضرة تنتظر فقط اكتمال خيوطها ، وتوفر أسبابه ! وليكون التساؤل : من فتح باب قلبه للغريب ، فلابد أن تكون له كبوات ، لتكون له عادة ، فلا يُمانع من أن يفتح صفحته لغير الذي ناله منه الحُب القريب ! لهذا نقول : علينا أن نحفظ قلوبنا ومشاعرنا ، وأن لا نجعلها مُشّرعة !لكل من يمر عليها ، كي لا نصطلي بنار النتائج التي تنسف أحوالنا ، فنبقى دهرا ننوح على حالنا |
رد: " إلى فتاة الإسلام "
وما أشد حاجةَ فتياتِ اليومِ إلى ما أهديتَ من حكمة بالغة
بُورِكتِ النصائح الغالية والكتابة الهادفة تحياتي لرُقيّ فكرِكَ واهتماماتِك |
الساعة الآن 12:40 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.