منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   سوا ربينا* (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=2944)

ريم بدر الدين 01-04-2011 11:27 PM

سوا ربينا*
 
سوا ربينا*






تداعيات اللحظة الآنية تغمس دواتها في قلب الماضي تنبش منه أكثر الأشياء حزناً وأكثرها قرباً من الروح ... وعندما فيروز " يسألو عنا أهالينا " هل ثمة أقوى منها في داخلي ؟ هل ثمة أبلغ من صداها؟
شيء يخرجني إلى حافة الماء عتمة ليل.. تتقلب الموجات في مواضع نومها من ضفة بعيدة إلى ضفتي التي أمتلكها الآن وربما يقصر عمرها فتولد موجة أخرى منها قبل أن تلفظ هبّتها الأخيرة في منتصف الماء
عندما الظلمة تحتوي روحك وتنتقل الحلكة إلى الحدقة لا تعكس إلا سواداً والفكر مشاكس لا يفتأ يذكرك بتلك الجزيرة التي بنيتها ذات ضياع ..
تلك الجزيرة وكوخ في قلب غابة ... لم تكن طبعا تفكر في فخامة الأثاث ولا في دهان الأبواب و لا في مقابضها الثمينة
كل ما يجول ببالك هو أن تشارك طاولتك ذاكرة غابات الراتنج التي أتت منها أو رائحة الصنوبر في دعامات سريرك أو ربما تشكرك تلك القطع الخشبية التي ألقيتها في المدفأة لأنها مع أنفاسها الأخيرة تذكرت صقيع غابة ثلجية ليلة رأس السنة.
لم تكن تفكر في رخام يغطي الأرضية لأن ذلك البساط الحامل وجع القنب ثروة كبيرة لا تعادلها نشوة جبال الرخام تردد الصدى فيها فيما تُقتد من جنباتِها جنباتُها .
لم يخطر في بالك هناك حلية الذهب المنزوع من عروق الأرض العتيقة ولا ملمس الحرير وآلام الشرنقة المكتوية بماء حار كي تصوغ نفسها ثوباً لا يبلى ..
كنت تفكر من أين أتيت؟ وأين تمضي؟ نشوتك الإبحار في كتاب مع شخصيات تؤنسنها .. أنت بذلك تريح ذاتك المتعبة لكنك تتعبها تلك الشخصيات بك وبما تحمِّلها ما لا طاقة لها به..فمهما كان خيال مؤلفها كئيبا لن يكون بقدرة وجع إنساني حقيقي على إيلام النفس ووخز أصابعها المتعبة
مع فيروز مازلت أنا على الضفة ..حافة الماء أو الوقت كلاهما سيّان .. لكن الضفة الأخرى بعيدة .. و رقمك المطلوب لا يمكن الوصول إليه .. و ربما أستمتع بغرائبية هذه اللحظة فأفكر كيف يسافر صوتك خارج الغلاف الجوي ثم يرتدُّ إليَّ ثانية ملوناً في كل مرة بمشاعر مختلفة .. عاشقاً .. واهناً... حزيناً ... مشتاقاً ... وكثيرا ما يكون متعباً ؟و ربما أنصفك ففي مرات معدودة أتاني يفيض فرحاً و لم أكن من الغرور بحيث أنسب أسباب تلك الأفراح لي فما العاجز عن إسعاد نفسه بقادر ٍ أن يفعل ذلك مع نفسه الأخرى
أتساءل عن صوتك الملوَّن فعرفت أنَّ تلك النجمات السادرات في الفضاء .. عاطلات عن العمل منذ أن انتهت حياتهن و بقي منها الإشعاع .. يتلقفن صوتك ويتسلين بتزيينه و ملء أوقات فراغهن الأزلية باللعب في تربة عواطفي المندّاة دوماً بدموعي المالحة..
سافر هناك وتفحص أناملهن قبل أن يبتلعها سواد ثقب كبير، ربما وجدت تحت أظافرهن الطويلة نتفاً من ذاكرتي و حزني و فرحي..
منذ تركت باب الخزانة مفتوحاً على مصراعيه ينشد خواء باطنه .. تلك أمي ..و أنا لوحدي أسافر آلاف المرات لأماكن مجهولة تارة ولبُقعٍ أعرفها جيداً تارة، ألتقي بمن صنعت معهم صداقاتي
كل ليلة أساهرهم وأتعلم منهم .. أحبهم وأكرههم.. بل إنني عشقت شخصية من رواية ، ما لفتني منها نظارة طبية بيضاء ..
في وقت آخر استضافني قرب ناره جميل بن معمر و حملني رسالة إلى بثينة و لم أستطع لحد الآن إيجاد سبب ٍ واحد ٍ منطقي يمنعه أن يحبها كما تمنى هو و كما تمنيت لهما أنا أيضا ً.
أتعرف ؟ صلـّيت كثيرا كي يمنحني ربي حباً كهذا .. وعندما استجاب ربي لدعائي صلـّيت له كثيرا كي يرزقني نسيانه .. هكذا نحن عندما نكون في الـ " هنا " نرى الـ " هناك " أروع و عندما نحصل عليه عمداً أو مصادفةً، نتمنى أن نرجع إلى الـ " هنا " التي صارت الآن "هناك " !
ربما ما قيل في هذا الكائن غير المتكوِّن أصلا ً ..الخرافي ،فاقد الكينونة، كثير.. لكنه شيء يبقيني تارة ً عند ذات الضفة أو جوار مكتبي، أقرأ تارة ، أمسك إبرة التطريز تارة، فيروز دوما ،و عندما يداهمني النعاس أطوي نسيجي و أنام..





حسن زكريا اليوسف 01-05-2011 02:56 AM


صباحك الورد يا ريم دمشق

العنوان يأخذ بنواصي الأنفاس ونبضات القلوب إليه

ومع الولوج إلى جنان كلماتك يتملك القارىء سحر لا فكاك منه

ولعله يتشبث بتلبس السحر له دون أن يعتقه

هنا للإبداع راية لا تذوي ولا تنام

ومنارة تسعف بهداها كل تواق

تصفيق حار بجناحي القلب قبل الراحتين

ويستحق أكثر
دام إشراقك وعـبق حروفك
مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي

ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

علي الغنامي 01-05-2011 10:15 AM

لا اجيد التعليق على من تجاوز حدود النخبة.


يثبت على ناصية المنبر حتى شعار أخر

بشير حلب 01-05-2011 01:20 PM

الأستاذه ريم ...

كم هو فاخر هذا البراق الذي قذفنا إلى جزرك ...كم هو ساحر ما بنيت ( ما بنى ) ذات ضياع .

ضاع عبير الصنوبر ..وسرى دفئ منعش ، وعتقنا من عناقيد ذلك

الكوخ -الواحة في رمضاء العمر- نبيذاً يلهب ليلاً من فيروز وذكريات .

هذا المكان المرصع عسجداً ونجوماً لا تكفيه زيارة .

لك التقدير الكبير .

نبيل أحمد زيدان 01-06-2011 02:05 AM

الأخت الفاضلة ريم بدر الدين الموقرة
نص رائع وجميل
محل إعجاب وتقدير
ولك من أخيك كل المحبة والتقدير
دمت بحفظ الله ورعايته

طارق الأندلسي 01-06-2011 08:46 AM

بوحك يشف وقوراً
يسرح مزهواً .. عذب الإنشاد والإنشاء
الأنيقة ريم.. يصافيك الأدب
وتصفيه ودادك
وتصدح رؤياك
عذبة الأوراد
يضرجها الألق فخامة وانبهاراً
بورك بديع الكلام الذي يفيض مِهاراً

لك إكليلٌ ناهضٌ من غار .

ميساء صالح 01-06-2011 10:34 AM

كلماتك تستوطن الوجدان تتحرك دون قيود

وبعنفوان الأبداع بعثرتي ولملمتي الذات

استوقفتني هذه العبارة يا ريم

صلـّيت كثيرا كي يمنحني ربي حباً كهذا .. وعندما استجاب ربي لدعائي صلـّيت له كثيرا كي يرزقني نسيانه

سبحان الله

نحن لا نعلم اين الخير فالمنظور البشري قاصر


لذلك وبكل اليقين بت لا ادعو الا بما ينفعنا يوم الدين

حفظك الله

جميل عبدالغني 01-06-2011 11:24 AM

ah123qw
والله معك حق يا أخي علي الغنامي
يستاهل الجلوس في عرش منابر البوح
ولكِ منا زيادة
ym123qw
تحياتنا إلى نحلة منابر الراقيه

رقية صالح 01-06-2011 08:19 PM

هل ثمة كلام أجمل من هذا البوح الفاخر والباذخ
وصل صداه لكل الآذان امتلكتها ريم الشام
من فكر متنوع ..مشاكس ..ملوّن بألوان فيروزية
وقلب أبيض مرصع أنصع من بياض الثلج ليلة رأس السنة
لن ينصفك أي كلام يقال في حق هذا الجمال
سوى الوقوف والتأمل والتنقل على ضفاف
ذكريات فيروزية .. سوا ربينا
ونسرح مع نجمة بين نجمات سادرات
في فضاء ريم الشام
ليستجب رب العالمين لدعائك ويحقق مآربك
تحية لك ودي وتقدير لا ينتهي

منى شوقى غنيم 01-06-2011 11:25 PM

أستاذة ريم
دائماً أجد السكينة بين سطورك
كأني بروضة الياسمين أنعم بشذاها
دمتِ سيدتي بهذا القلب الجميل بكل خير


الساعة الآن 10:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team