![]() |
برقيَةٌ إلى السماء
(في وداع جدي لأبي "محمد محمود ولد الفظيل" والذي ارتقى إلى الرفيق الأعلى مطلع تشرين الثاني من العام الذي سبق الجائحة)
نَظلُّ إلى أحلامِنا نَتَسَلّقُ نُسابُقُ بَعضاً والمَنِيَّةُ أسبَقُ ونأمَنُ أحداثَ الزَّمانِ وغدرَها ونَغفلُ عن أعمارِنا وهْيَ تُسرَقُ ونَغفلُ عمّا سَوفَ يحدثُ فيْ غَدٍ كأنْ لَيْسَ مَكتوباً عَلَينا التَّفرُّقُ حبيبيْ، أريد الدربَ -دربَكَ- مُشْرَعاً لَعَلّيْ إذا أتقَنتُهُ بِكَ ألحَقُ يَموتُ بَنو الدُّنيا بلحظةِ مَوتِهِمْ، وإنَّكَ بعد المَوتِ تولَد/تُخلَقُ فحينَ نعاكَ النّاسُ أجملَ مَيِّتٍ كأنّيْ بكُلِّ المَيِّتينَ تأنّقوا يُريدونَ مِنَكَ الأُنسَ فالقبر موحِشٌ يُريدونَ مِنًكَ الضَّوءَ فالليلُ مُطبِقُ أبا الحَسَنِ، انظُر حَولَ قَبرِكَ جَيِّداً وسَوفَ ترى الدنيا جَميعاً تُحَدِّقُ تفضّلْ، وكلِّمْ أيَّ شَيءٍ تشاؤهُ فقد تنطِقُ الخَرساء، بَلْ سَوف تنطِقُ تعالَ، وقُلْ للنّاس قَولاً مُدَوزَناً فأنتَ الصدوقُ القَول أنتَ المُصَدَّقُ سَتكتُبُكَ الأجيالُ سِفْراً مُقَدَّساً فأنتَ بِنا حَيٌّ وما زِلتَ تُرزَقُ ففيْ كلِّ يَومٍ سَوف تجلسُ بَيننا -كما كُنتَ- للتَّدريسِ ثُمَّ نُحلِّقُ.. حَنانَكَ، أخبِرنيْ: متى أنتَ راجِعٌ؟ فإنّيْ على "المَيمونِ" -بعدَكَ- مُشفِقُ مضى مَوكِبُ التَّشيِيعِ نَحوَكَ مُتعَباً يَسير بِلا ساقٍ، هَوىً يَتدَفِّقُ وجاءتْ جَمِيعُ الكائناتِ، فهذِهِ جُموعٌ مِن الأشجار بابَكَ تَطرقُ وهذيْ أراضٍ تحتَ نَعشِكَ أعشَبتْ وهذيْ سَماواتٌ لِأجلِكَ تُبرِقُ وتِلكَ صحارى قد أتتكَ حزِينَةً وسِربٌ مِنَ الأنهارِ بالماء يَشْرَقُ وذلكَ جَيْشٌ مِنْ طُيورٍ مُرابِطاً وتلكَ رِياحٌ في الفضاءاتِ تَشهَقُ وهذا قَليلٌ مِن كثيرٍ، ألا ترى؟ كذلِكَ هُوَ الكَونُ ساعةَ يَعشَقُ تَغَنَّتْ لَكَ الآفاقُ يا جَدُّ، فاستَمِعْ: هَنيئاً لِمَنْ راحوا وتَعساً لِمَنْ بَقوا. |
رد: برقيَةٌ إلى السماء
اقتباس:
رحم الله أبا الحسن وأسكنه فسيج الجنان وأعانكم الله وأعان الميمون على فراقه، أعظم الله أجركم ورحم ميتكم، إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون نص في غاية الجمال وفي غاية الروعة، صور شعرية آسرة ساحرة سافرت معها كمن يسافر على بساط الرّيح، مسرعاً أمسكُ شطراً وعيني على الثاني، أحسنت بارك الله فيك تحياتي واحترامي |
رد: برقيَةٌ إلى السماء
اقتباس:
|
رد: برقيَةٌ إلى السماء
تدور القصيدةُ هاهنا حول عزفٍ ونزفٍ ..وعزاء
بينما تتحدُ الجُذى لتتوهجَ في ساقةِ القصيدةِ قرىً للعقولِ والأرواح رحم الله جدكم لأبيكم وأسكنه فسيح جناته.. |
رد: برقيَةٌ إلى السماء
رحم الله جدك ورزقه الفردوس الأعلى
قصيدة جميلة سررت بالإبحار بين حروفها والغوص في معانيها بوركت أخي محمد تحياتي وتقديري |
رد: برقيَةٌ إلى السماء
رحم الله جدكم الفقيد وجعل الجنة مثواه.
شعور صادق وشعر يفيض بالحياة والحكمة والجمال.. تحياتي وتقديري أخي الشاعر المبدع محمد يحيى ولد الحسن :31: |
رد: برقيَةٌ إلى السماء
ونأمَنُ أحداثَ الزَّمانِ وغدرَها
ونَغفلُ عن أعمارِنا وهْيَ تُسرَقُ ونَغفلُ عمّا سَوفَ يحدثُ فيْ غَدٍ كأنْ لَيْسَ مَكتوباً عَلَينا التَّفرُّقُ وإن من الشعرِ لَحِكمًا رائعٌ هذا الصوتُ الشعريُّ التأمُّليُّ ورحم اللهُ أمواتنا أجمعين |
رد: برقيَةٌ إلى السماء
مضى مَوكِبُ التَّشيِيعِ نَحوَكَ مُتعَباً
يَسير بِلا (ساقٍ)، هَوًى يَتدَفِّقُ/ فَّقُ ربما كان الأفضل مع موكب- حيث يكثرُ المشيّعون- أن تُجمع كلمة ساق على سوقٍ وهي جمعُ تكسيرٍ ومعها يبقى الوزنُ سليمًا وهذا قَليلٌ مِن كثيرٍ، ألا ترى؟ (كذلِكَ هُوَ) الكَونُ ساعةَ يَعشَقُ بين القوسينِ أربعُ مُتحرِّكات مُتتالية؛ عساكَ تختصرُها والأمرُ إليك |
رد: برقيَةٌ إلى السماء
اقتباس:
|
الساعة الآن 04:37 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.