![]() |
|
ذاكرة المرايا [2]
دخل الحمام يستعد لحلاقة ذقنه.. غسل وجهه، وضع صابون الحلاقة وسرح في وجهه المعكوس على المرآة. صوت داخلي بدأ يمدح شبابه وجاذبيته.. "مازلتُ صغيراً ووسيماً لأقبر هذا كله في الزواج" امسك شفرة الحلاقة وبدأ يقودها على طرقات وجهه الغضة.. وقبل أن يصل لآخر محطة، توقف شَارِدًا في غياهب أمنياته الكثيرة لبرهة استغرقت سبعون خريفاً معلقاً على شجرة عجوز سئمت من نفسها وحيدة، حتى الرياح استكبرت إلقاء التحية على أغصانها العارية... أكمل حلاقة آخر شعرة عالقة على وجهه الهرم.. امسك منشفة يجفف فيها حقول وجهه المهجورة.. صوت داخلي يضحك على شر البلية وعيناه بحيرتا ملح.. خرج من الحمام ووقف على شرفة حياته منتظرا تساقط ما تبقى من وريقات.... . . "من مرآة عجوز وحيد مع سبق الإصرار" . |
رد: ذاكرة المرايا [2]
تحية طيبة...
أسلوب سلس وآسر ..وتصوير مبهر للمشهد مع وصف دقيق لأدق التفاصيل ... التشويق حاضر وعنصر المفاجأة لم يسقط رغم العلم المسبق بأنها حكاية مريض بالزهايمر.. صورة واقعية لما يمكن أن يسببه هذا المرض الذي يصيب الذاكرة بالاختلال والنسيان .... الأستاذة المبدعة كوكب العلي : يسرني أن أكون من المتابعين لقصصك.. تحياتي وتقديري. |
رد: ذاكرة المرايا [2]
اقتباس:
وأسلوب ملفت مميز وزاد من إعجابي صديقي السبعيني المفعم بالحياة والحيوية الراقي جدا ولعله توأم بطل هذه القصة الجميلة (لبرهة استغرقت سبعين خريفا) أجدت كثيرا أستاذة كوكب تحياتي والتقدير |
رد: ذاكرة المرايا [2]
لك التحية أيتها العزيزة كوكب وحياك الله هنا في منابر أغبطك على هذا الأسلوب .. دقة في الوصف وعمق واضح رائعة |
رد: ذاكرة المرايا [2]
اقتباس:
إنها تلك المرحلة الطويلة التي تقع بين الشباب والكِبَر والتي تمضي مع طولها وكثرة أحداثها وكأنها لحظات. فما أقساها تلك اللحظات حين يمضي العمر والروح وحيدة.. وتشتد القسوة أكثر عندما تكون الوحدة من اختيار يداك/ يديك.. أستاذي القدير محمد لقد استطعتَ قراءتها بشكل مبدع ومختلف.. فكل منا يرى المرايا من زاويته المختلفة. نورت احترامي وتقديري. |
رد: ذاكرة المرايا [2]
درج القول في أمثالنا الشعبية أن دخول الحمام لن يكون كالخروج منه، والمفارقة المدوية في النص أن الحمام رمز للتطهير بمعنى التخلص من الآثام والوصول إلى صورة أرقى، عكس بطلنا الذي دخل ممتلئاً وخرج بخفي حنين فارغا إلا مما خطه الزمن على صفحته لكأنه احتطب أوزار غيره، وتلك غنيمة مجزاة. رأيت النص يجرد الدنيا من زينتها ولعله إشارة حمراء لمن لايريد الالتزام بقواعد اللعبة و فضل الغوص وحيدا منصاعا لما تمليه عليه دخيلته دون تمحص في دنيا تحتاج إلى كثير من الائتلاف.
لمست النص لمسة خفيفة لعله ينطق بما ادخره ولأنه محبوك ومتقن رأيت أن يجفف بالمنشفة لا فيها. الأستاذة كوكب العلي لك قلم يستحق الإعجاب. تقديري |
رد: ذاكرة المرايا [2]
- صوت داخلي بدأ يمدح شبابه وجاذبيته..
ثمَّ تلاهُ صوتٌ آخر: - صوت داخلي يضحك على شر البلية وعيناه بحيرتا ملح.. خرج من الحمام ووقف على شرفة حياته منتظرا تساقط ما تبقى من وريقات.... : جميلٌ هذا التنقُّلُ الفكري والنفسي بين الصوتين قال الكثير عن مهارتكِ الإبداعية المنسابة في نعمومة الحرير تحياتي والورد للأديبة كوكب العلي |
رد: ذاكرة المرايا [2]
اقتباس:
الأستاذ القدير حمزة شكراً جزيلاً لمرورك الرائع.. نورت احترامي وتقديري |
رد: ذاكرة المرايا [2]
اقتباس:
الأستاذة القديرة ناريمان شكراً جزيلاً لمرورك الراقي.. وجودي بينكم هو الأروع.. نورتِ احترامي وتقديري |
رد: ذاكرة المرايا [2]
اقتباس:
الأستاذ القدير ياسر أحببت قراءتك للقصة والأبعاد التي ذكرتها تنم عن قارئ عميق ومبدع شكراً جزيلاً لمرورك الراقي نورت احترامي وتقديري |
الساعة الآن 12:46 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.