![]() |
|
مداخلات مغلوب
مداخلات مغلوب 2002م .. روَيْدَك إنّ القلــــب أنْهَكَـــه الفِـكْرُ كأن قلوب الناس غاض بها الخيرُ .. فلستَ ترى في الناس لو شئت مُنْصِفًا سوى قلّةٍ والقاسطون هم الكثرُ .. وما تفعل الخلجان لو ماج نحوها وصبّ عليهــــا من تَعَنُتِـه البحـــرُ .. وإن كانت الأهواء في الناس قاضيًا فمـــــا نافع رأىٌ ولا صـــالح أمـــرُ ***** يرى كل ســاعٍ دونمـــا الناس أنـه له الحق والآمال والسبْقُ والقدرُ .. وإنّا لنسعــــى إذ لكلٍ جــــــــزاءه فشــرٌ لـــه شـــر وخـيرٌ لــــه الخـيرُ .. وما حظّ مغلوبٍ ولا حظ غالبٍ سوى عملٍ يبقى إذا نَفَدَ العمرُ .. وللناس آراء يؤرجحهـــــا الهوى فتنتج أســـقـامًا لهــــا أثَــرٌ مــــرُّ .. وإن قلوب السادرين غَوافـلٌ يُران عليهــــــا كلّمـــا كثر الوزرُ .. ومن يتخذ غير النزاهة مذهبًا فغـايتـــه بؤسٌ ومَسْلَكه وَعْرُ .. وأظلـــــــم بـــاغٍ قــــد رأيت مراوغٌ لك الجهد إذيصفوا له الشكر والأجرُ .. وإنِّي أرى من أدرك الكَسْبَ خِدْعةً وإن نالــــــه يسـرٌ فقـــد نالـه خسْــرُ .. وجمّـع ناس قبلنـــــا ثم خلّفــــــوا فما أحيت الأموالُ لو قتل الفقرُ .. ومن لم يُيَسّـــرْ للأنـام فمـــــــالـه وإن طالت الأيـام من أمره يسـرُ .. أرى كل ذنب كامن فيـــه عُــــذْرُه سوى الجورِ والإهمالِ ما فيهما عذرُ .. ومن يصنع المعروف صونًا لعزّه فليس له في ما يقدّمــــه شكـرُ ***** ترى الناس في فوضى إذا لم يكن لهم نظــــــامٌ إليه ينتهـــي الرأي والأمــــــرُ .. إذا أنت أسَلَمت الزّمام لجاهــلٍ ففعلك ما يجني ويلْحقك الوِزْرُ .. وتحكيم ليثٍ في قطيعٍ من المهـا فسادٌ كأسدٍ قد تسودَهم فـــــأرُ .. وإن الذي فيـه من النشء خلّـةٌ يظل عليها أو يضمهمـا القبـرُ .. ورب عظيـم القدر في عين نفسـه وحِصّته من كلِّ مَكْـــرَمةٍ صفـرُ .. وكيف الذي في الترب يُلْقى رُفَاتُـه يَتِيـه و يَزْهــــو أو يُراودُه الفَخْـــــرُ .. عدوّك من يبدي لك الحب وجهـه ومَقْتُك والإضْرار يكتمه الصدرُ .. هجرت سعاة السوء أبغـي سلامتي فما نفع الإزْلافُ أو عَصَم الهجـــرُ .. وما أنا ممن يكسـر اليأسُ عـزمَه وإن كنت رغم الصبر أنهكني القهرُ .. وما كان خصمي غير جهلٍ وريبـةٍ ولو قيل مـيّز دونك الماء والحبرُ .. بليت بفدم ٍواهن العقل قلبـه يزيـد سوادا كلّما شهب الشعرُ .. إذا كان قـدر الفرد ميلا وفوقـه فإن له قـدرًا تجـــــاوزه الشــــبـرُ .. أنا رأس مالي حسن عقل ومنطـقٍ وقلب يحب الخير ذو شرفٍ حـرُّ .. إذا كان تكبيل القوائم حكمـه فليس ملوما حينما يبطئ المهـرُ .. حملت لواء الجـدّ في كـل ساحة وقد نالني فيه المكيدة والغـدرُ .. ولو سرت بالتدليس زادت حصيلتي وما بت عاري الظهر يلسعني القـرُّ .. وأكسب من هذا لمن شاء مغنـما فؤاد نمت فيه الهدايـــة و الخـيرُ .. ومن عرف الدنيا وغـــــاية أمرهـا تحمّل ما فيهـــا وهان له العسرُ .. وأعجب ما في ذا الزمان بأنـه تراقص في نشوى فضائحه الكثرُ .. وإن كلامي غير مجْـــدٍ وواصـلٍ ولو كان حتى من مراكبه الشعرُ .. أكـرِّر معـلومــــــا أذكِّــــر غافــــــلا وما النفع في الذكرى لمن لا له ذكرُ .. إذا كان في الإصلاح للين منهـجٌ فليس صوابا حين ينتهج القسرُ .. دليلك للعلياء عـدلٌ وحكمـةٌ وعزم يذيب الصخر لو عرض الصخرُ .. ومن يعتصم بالله تصلح أمـوره ويدركــــه من كل ضائقــــة يسرُ |
رد: مداخلات مغلوب
اقتباس:
نص مميز شاعرنا المميز أستاذ عبد الحكم وطالما اقتنعت أن هذا البحر يتدفق ويتلاطم مع أغراضه وخصوصا الحكمة واسمح لي أن أقرأ الفعل (يدركه) مرفوعا حسبما يريده الوزن لك شاعرنا تحياتي الكثيرة |
رد: مداخلات مغلوب
البهي عبد الحكم
اكتملت القصيدة بين يديك والفلسفة أضاءت من حروفك والجمال شع من سطورك قصيدة تستحق الوقوف عندها والتأمل في كنوزها مليئة وغنية بالصور المتراصة الجميلة والحكم توظيف اللغة بهذه السلاسة كان رائعا:20: |
رد: مداخلات مغلوب
اقتباس:
أشكرك على هذا المرور الكريم الفياض الذي أضفى الجمال والبهجة.. وأما المفردة فهي مرفوعة فللمعطوف على جواب الشرط تجيز اللغة ثلاثة أحوال .لك كل التقدير وأزكى التحيات |
رد: مداخلات مغلوب
اقتباس:
|
رد: مداخلات مغلوب
وما تفعل الخلجان لو ماج نحوها
وَصَبّ عليهــــا من تَعَنُّتِـه البحـــرُ : اقتبستُ هذا البيتَ المُدهش، وقد أسرَني وكلما أوغلتُ ازدادتْ قيودي حتى نهايةِ القصيد الملحمي الفارِه؛ في قفصِ البلاغة الذهبيّ البديع! كنتُ أظن أن شاعر الحكمة العبّاسي صالح بن عبد القدوس بلا مُنافس فإذا بشاعرِنا القدير عبد الحكم يتفوّقُ عليه ويبهرنا بهذه الخريدة الفريدة للهِ درُّ الحكمةِ في طروسِ الإبداع، وشَجَنٌ يحتلُّ القلبَ في عُذوبةٍ ناطقة مع سِحرِ قافيةٍ تُحاكي قوافي (أراكَ عصيَّ الدمعِ) لأبي فِراس الحمدانيّ ويحضُرني هنا: إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى ** وأذللتُ دمعًا من خلائقِهِ الكِبْرُ تكادُ تُضيءُ النـــار بين جوانحي **إذا هي أذكتْها الصَّبابةُ والفِكرُ بُستانُ :45::45::45: عساهُ يليق |
رد: مداخلات مغلوب
على هامش الروعة:
روَيْدَك إنّ القلــــب أنْهَكَـــه الفِـكْرُ كأن قلوب الناس غاض بها الخيرُ هل يأتي الفعل (غاض) مبنيًّا للمعلوم؟ أم أنه دومًا كما جاء في قصة الطوفان (وغِيضَ الماءُ)؟ حقيقةً: لا أعرفُ؛ أسأل لأتعلم .. وإنّا لنسعــــى إذ لكلٍ جــــــــزاءه جزاؤهُ/ على الرفع فشــرٌ لـــه شـــرٌّ وخـيرٌ لــــه الخـيرُ فَشَرٌّ / شَدّة مع التنوين .. وما حظّ مغلوبٍ ولا حظ غالبٍ سوى عملٍ يبقى إذا نَفَدَ العمرُ نَفِدَ/ بكسرِ الفاء كما جاءتْ في سورةِ الكهف "لَنَفِدَ البحرُ قبل أن تنفَدَ كلماتُ ربّي" .. وأظلـــــــم بـــاغٍ قــــد رأيت مراوغٌ لك الجهد إذ يصفوا له الشكر والأجرُ يصفو/ والألِف خطأ كيبوردي .. وأعجب ما في ذا الزمان بأنـه تَراقصُ في نشوى فضائحه الكثرُ وأعجبُ ما في ذا الزمانِ ( أنهُ/ بدون باء ) ربما يروقُكَ شاعرُنا التخلصُ منهما بأن تقول: وأعجب ما في ذا الزمانِ (زمانِنا) والأمرُ إليك وأكرر تحياتي مع بستان وردٍ مُندّى وأمنيات بدوام الألقِ والإبهار ***** |
رد: مداخلات مغلوب
وليس للروعة إلا التثبيت
في 19/5/2021 |
رد: مداخلات مغلوب
حفظك الله ورعاك وكم نسر ونسعد بمرورك لأنه جامع للأنس والفائدة
اقتباس:
|
رد: مداخلات مغلوب
وكأني بالقصيدة شجرة وكل بيت يحمل ثمرة
طابت حروفك المكللة بالحكمة تقديري |
الساعة الآن 12:03 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.