![]() |
خرافة الماء الأحمر ...!!!!!!
دس عبود السباك بعض الأوراق النقدية في جيب ممدوح ظنا منه أنها ستجبر خاطره بعد تهشيم رأس الحاسوب ورمي ذاكرته مع باقي الأشلاء في الزبالة....!!!
حزن حزنا شديدا وتحسر كثيرا على بيعه للحاسوب... أهمل مظهره حتى شعثت لحيته وتدلت أظافره ... إعتزل العالم في حجرته الصغيرة لأيام كان لا يخرج فيها إلا لجلب أكل أو قضاء حاجة ..!!!! أثار الحدث فضول جمع من المجانين ..!!!.. وكانوا يلحون في معرفة ما تحويه تلك الذاكرة .!!..قال بعض من يدعون الفهامة إنها تحوي رسما لكنز كان سيجعله يودع الفقر والأحزان للأبد !!..بينما ذهب البعض الآخر إلى أنها تحوي خرائط لتحف غابرة لا تقدر بثمن ...!! بدأ سكان الحارة يبحثون في المزابل ومطارح النفايات عن الذاكرة الثمينة ....وصدقوا في ذلك الحكايات والأساطير، التي ألفها الكذابون منهم، وجعلوها طعما للطماعين، الذين بلعوه وجازت عليهم الحيلة....ومن الخرافات المقدسة أن الوحدة المركزية للحاسوب المفقود تحتوي في جوفها غرامين من الماء الأحمر الذي يستقوي ملوك الجن بالارتواء منه و يفتحون لمن يسقيهم منه خزائن الياقوت والمرجان ويلبسونه خاتم الحكمة والقبول..!!!!.بينما ادعى بعضهم أنه ماء قابل للانفجار ، يستعمل في الصناعات الحربية و يباع الغرام منه في الأسواق المظلمة بملايين الدولارات !!! .. تسربت الكذبة للأحياء المجاورة، ومنها للمدن الصغيرة والكبيرة، حتى عمت البلاد كلها، وأصبح الناس يسافرون من مدينة لأخرى بحثا عن ذاكرات الحواسيب القديمة التي تحمل نفس الأوصاف... ونشأت تجارة سرية، درت أرباحا طائلة على مجموعة من النصابين، الذين استطاعوا بالتعاون مع أمهر المحتالين من جعل العالم كله يصدق الحكاية حتى أصبح الناس يحلفون يمينا أنها حقيقية، وأنهم فازوا حقا بمجالسة بعض المحظوظين، الذين أدلوا بشهاداتهم وحكوا قصة اغتنائهم من تجارة الماء الأحمر، والذي يوجد أيضا حسب ادعاءاتهم في الراديوهات القديمة جدا وفي الميازين البدائية للحرارة... كما أبدع بعض المعاتيه بدعة جديدة تقول بوجود نسبة من هذا الماء في دم الإنسان دون أن يكشفوا عن تفاصيلها..ربما لتكون احتياطا للزمن من هذه المادة الحيوية والمهددة بالنفاذ في أي لحظة وحين .!!!.. لم يكن ممدوح ليصدق هذه الخزعبلات و لم يكن ليؤمن بمثل هذا الهراء، ، إلا أنه استسلم بغرض التسلية والمتعة هربا من وعثاء المشاكل التي قد لا يعالجها المال بالضرورة وإن كان مطلوبا... !! إنخرط في الحراك رفقة بعض أصدقائه البهاليل الذين ركبوا على متن هذا الحلم المجنون....ويذكر أنه صادف في رحلته بعض المجاذيب الذين كانوا يعيشون في برج عاجي يبحثون فيه عن إكسير الحياة الذي يوجد حسب تعاليم شيوخهم ، في قوارير من الياقوت الأخضر، مدفونة في أضرحة الأولياء الصالحين وقبور النبلاء الأرستقراطيين.ويزعمون أنه ماء خارق لا يشقى شاربه ولا يهرم كما أنه يعيد للعجزة شبابهم ويطيل عمرهم.!!..وهو أنذر وأغلى أنواع المياه على الإطلاق .!!!!... توقف ممدوح عن التفكير المضني والسفر الطويل و طرح السؤال التالي على نفسه..لماذا لم يشرب الأولياء والنبلاء من هذا الماء وأوصوا بدفنه معهم بعد موتهم. ...؟؟؟؟ |
رد: خرافة الماء الأحمر ...!!!!!!
وتستمر الخرافة بأخذها لناصية البسطاء
وربما هي زرع الماكرين ليغتنو على حسابهم ربما الناس تتعلق بالخرافات كأمل... أما عن السؤال الأخير عن الأولياء فلينفع نفسه قبل أن ينتفع بطريقته اللاحقين جيدا أنك كتبت التكملة في صفحة منفصلة لتأخذ حقها في القراءة ملاحظة....وهي حقيقية توجد نسبة من الذهب في الحواسيب القديمة في الكيس تحديداً ولكم كل التقدير |
رد: خرافة الماء الأحمر ...!!!!!!
اقتباس:
شكرا جزيلا على القراءة وحسن الرد وعلى المعلومة القيمة... تشرفت بمروركم الطيب احترامي وتقديري |
رد: خرافة الماء الأحمر ...!!!!!!
أستاذ محمد كتبت من صميم الواقع.
يحكى أن محتالين اتفقا على بيع ثعلب، وذهب الأول عند واحد من تجار السوق المهووسين باصطياد الطرائد بدون جهد، وقال له أريد ثعلبا في أسرع وقت ممكن، قدم له مبلغا من المال مقدما على أن يعطيه الباقي بعد الحصول على الثعلب، بعد ساعة كان صديقه يمر أمام التاجر يجر خلفه ثعلبا، استوقفه التاجر وبدأت المفاوضات، و أخيرا اكتملت أركان الصفقة وفاز التاجر بالثعلب، عاد البائع أدراجه غانما والتحق بصاحبه يقهقهان. تصور أستاذي محمد كيف وقع هذا التحول في المجتمع، شيء يدعو للأسف أن تجد أسرا كانت تملك من الكرامة ما يجعلها تبتعد عن النصب والتسول والمال المجاني، كانت تعيش على الكفاف والعفاف وعزة النفس، رمى أبناؤها ذلك عرض الحائط وخاضوا مع الخائضين، بل قل أن تجد أسرة عزيزة، المسألة ليست حاجة بقدر ما هي نوع الهوس. وأصبحت بعض الأمثال تنطبق حرفيا على الظاهرة: "عضة فالفكرون ولا يمشي فالت" يعني أن تقضم قضمة من السلحفاة ولا تتركها تمر بسلام. تقديري. |
رد: خرافة الماء الأحمر ...!!!!!!
اقتباس:
دام نبضك أخي ياسر جمعة مباركة ابو الفضل |
رد: خرافة الماء الأحمر ...!!!!!!
الاخ محمد الانسان يحتاج للامل ومستعد ان يكون احمقا مقابل ان يتعايش معه
فالتاريخ والتجارب السابقه لم تفلح مع البشر والسبب هي كلمة ممكن يسقط اناس في حفرة وبعدها بعام يسقط اخرون في نفس الحفرة وهم قد سمعوا بل وعاينوا والسبب حبهم للمغامرة |
رد: خرافة الماء الأحمر ...!!!!!!
البعض يناضل للتحرر من الخرافات، والبعض الآخر يناضل لتحرير الخرافات.
قرأت لغة عذبة، انسيابية يقبض على كل ماهو طري بين المفردات، ليشكل المعنى كما يريد إلا أن إغراقه المتعمد في الابهام لايحتمل كأنه يتعمد إغضاب القارئ بتشتيت أفكاره وهو يراوغ في القصد حتى لكأنه يقول: هيّئ نفسك لن تصل إلى شيء… شخصيا لم أصل إلى ذاك الاهتمام بالذاكرة:22-41: ولمَ يبحث عنها الجميع… استمتعت جداً:20: |
رد: خرافة الماء الأحمر ...!!!!!!
اقتباس:
يشرفني حضوركم وهذا الحرف القريب اخي الحبيب حياك الله:43: |
رد: خرافة الماء الأحمر ...!!!!!!
اقتباس:
و من هنا جاءت فكرة النص الذي قمت بتحريره و وتحويره ...وانا أوافقك الرأي أن ربط الخرافة بالذاكرة أمر غير وارد أو لنقل غير صحيح وهذه هي الحقيقة..ولكني أراها من زاوية الخيال ذلك الكنز الذي يستطيع أن يؤلف كل تلك الخرافات ويحفظ كل تلك الكنوز.. عذرا على الإطالة شكرا مرة أخرى على تفاعلكم ... دمتم للقلم... :43: |
الساعة الآن 07:16 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.