الجمجمة / قصة قصيرة: بشار عطاالله البطرس
الجمجمة التي اشتريتها من أحد حفاري القبور لتعينني على دروس التشريح؛؛؛
..... "الأسبوع الأول" : نبت لها شعر، على جلد أصفر كجلودنا، وبدأت الفقرات الرقبية تتطاول، حتى صارت تدير نفسها باتجاه الشباك لتتنشق الهواء النقي! "الأسبوع الثاني" : اكتمل نمو عمودها الفقري، وظهرت لها عينان ثابتتان، وأذنان دقيقتان، وفم وشفاه، وصارت تلتفت يمينًا ويسارًا، وترتعد عند سماع الأصوات العالية أو المنفردة، أو صخب الأغاني السريعة. "الأسبوع الثالث" : استطالت أطرافها: يدان، ساقان؛ وصار بإمكانها التجول في المنزل، مما اضطرني لتهيئة مكان خاص لنومها. "الأسبوع الرابع" : صارت تتمشى في المنزل، تقلب الكتب والأوراق، لكنها لا تحرك عينيها، وتحدث ضجيجًا غير مستحب من قبل أفراد الأسرة، وتتابع برامج الرائي والمحطات الفضائية! "الأسبوع الخامس" : صار لها لسان، وبدأت تناقشني في مشاكل قرننا، وتقارن بين حياتنا وحياتها الماضية. فكانت حجتي أضعف من حجتها بالبقاء معنا، أو التعرف على شخصيتها. "الأسبوع السادس" : ارتدت حذاءً رياضيًا من أحذيتي، وقالت لي: "أنا ذاهبة من حيث أتيت، فلم تعجبني حياتكم". ومدت لي لسانها ومضت!! ..... مازلت أبحث عن جمجمة لميت حديث العهد.. |
رد: الجمجمة / قصة قصيرة: بشار عطاالله البطرس
قصة عميقة تنضح بالجمال و تجيش بالرمزية...شكرا اخي عبد الباسط على الانتقاء المميز..
سلم ذوقك. ابو الفضل |
رد: الجمجمة / قصة قصيرة: بشار عطاالله البطرس
اقتباس:
|
رد: الجمجمة / قصة قصيرة: بشار عطاالله البطرس
قصة تروي حدثا مع نقش العبر و عمق التفاصيل
|
الساعة الآن 01:30 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.