![]() |
العدالة ليست مزحة!
و أخيرا و بعد صبر مني كبير، تم استدعائي للمثول بين يدي القاضي، بعدما تناهى إلى مسامعه أنني أرغب، بل أطالب بتحقيق العدالة في المدينة و في كل الدنيا و لما لا، ومن ذا الذي لا يريد أن يتحقق هذا المراد المرغوب و القصد المحمود؟
- من أنت؟ يخاطبني القاضي.. - أنا؟ لا يهم من أنا، بل المهم ما أطالب به، هذا إن كنت حقا أهلا لتحقيقه! - أقول لك من أنت، و أنت هنا لا تجيبني، تظن نفسك إنسانا فطنا، و متكلما بارعا، أنت تستحق حقا وسام الإستخاف بعدالتنا الموقرة، هيا..فلتجبني في الحال من أنت؟ - أنا فلان إبن فلان من المنطقة الفلانية و أعمل في الوظيفة الفلانية... - - يا سلام! إذن فحسب تقديرك فهذا التعريف وحده كاف برأيك... - اممم...ربما هناك تفاصيل أخرى، فأنا متزوج من المرأة الفلانية و عندي الأولاد الفلانيون! - هذا كل شيء؟ يا سيادة الإنسان الصالح الذي يطالب بالعدالة! - في الحقيقة يا سيادة القاضي، لم أعرف القصد من سؤالك الغامض، فأنا طلبي واضح و صريح، تحقيق العدالة في مدينتنا! - سأقول لك من أنت! أجل...فبما أنني مطالب بتحقيق العدالة الشاملة و الكاملة حسب رأيك، فلما لا أبدأ بك إذن؟ أريد منك أن تعد لي جميع أخطائك، مع البشر، مع الحيوانات و الشجر، مع نفسك و الحجر، الكبيرة و الصغيرة، التي تقال و التي لا تقال، أفعال أو أقوال،نيات و أسرار،عن قصد أو عن غير قصد، في السر أو في العلن... و بعد كل هذا يمكنني النظر في قبول الدعوى أو رفضها، بعدما أكون قد كونت فكرة أولية عنك فالعدالة ليست مزحة! و بعد تفكير طويل... - لا يا سيدي أنا هنا أتنازل عن الدعوى، و أفر من العدالة إلى الرحمة! - بل قم بطلبها منه! - |
رد: العدالة ليست مزحة!
برمزية وبنبرة فلسفية عالية سطرت لنا حوارية جميلة
يقف عندها القارىء متأملاً جوهر العدالة ومضمونها السامي لقلمك التحية والتقدير ... |
رد: العدالة ليست مزحة!
اقتباس:
سيدتي الفاضلة، أشكرك من أعماق القلب على ردودك الطيبة، و لغتك العفوية الصادقة، التفاعل يعني الإهتمام و أينما يكون الإهتمام يطيب المقام.. |
الساعة الآن 06:34 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.