![]() |
غداً ألقاه
أمسكت بيديها تصريح الزيارة بلهفة وشوق .. وأطلقت زغرودة كلها فرح في الفضاء بلا وعي ( أويها حان موعد لقاه ، أويها توكلت على الله ، أويها اشتقتله يا اله ، لولولولو ) وصمتت بعدها صمتاً ابتل بدموع سالت على خدها ، وطوت التصريح في حقيبتها ، وبدأت تستعدّ لرحلة طويلة وشاقة في اليوم التالي ... أدّت فجرها بصدق وأطالت السجود معبأ بالدعاء لكي تصل برعاية الله إلى السجن لتلقى وليدها الذي طال فراقه حيث وصل إليها أنه مريض ، فهو محكوم بمؤبدات لأنه قام بعملية مسلحة قتل فيها مجموعة من الجنود ، ونهضت من فورها حتى وصلت ، بوابة السجن كان الجو قارساً يلسع الشباب ، فما يفعل البرد بجسدها المترهل وعظمها الطري .. لكنه بدا طيباً على جسدها استقبلته برحابة صدر لأنها بعد ساعات ستلتقي بالحبيب في الحافلة التي امتلأت بأهالي الأسرى ، كل منهم يروي مأساته بطريقته ، ليستهلكوا الوقت الطويل ، حتى يصلوا إلى السجن ، فالطريق تستغرق قرابة ست ساعات ، يتخللها تفتيش وتنغيص وإذلال يقوم به جنود الاحتلال بأهالي الأسرى حتى يملّوا من زيارة أبنائهم ، لكنهم لا يعرفون الملل ،، رغم كل شيء يستقبلون الأمر برحابة صدر .. انتظرت ساعة تحت غرفة مغطاة بالصاج الحديدي المشتعل حرارة بفعل أشعة الشمس الحارقة ، حيث كان الوصول في قيظ الظهيرة .. فسمعوا نداء بالعبرية أن حان الآن موعد الزيارة ,, فتقاطر الجميع على البوابات كل يندفع نحو قلبه الأسير ,, ومن خلف زجاج مزدوج يتحاكون باستخدام الهواتف ، استقبلته بدمعها الذي أخفته تحت إبطها لترفع من معنوياته ، وسألته عن حاله ، وكان الردّ فقط ب ( الحمد لله ) وقبل أن تنتهي الزيارة ، عرضت عليه صوراً فوتوغرافية للعائلة ، ومع كل صورة تسأله ؟ هل رأيت ؟ وهو يقول نعم .. ما أجملها !! سلمي على فلان وفلان .. وبعد المغادرة علمت أن ولدها لم ير شيئاً من الصور .. ولم يرها أصلاً فقد أصيب بالعمى |
رد: غداً ألقاه
مشهد من مشاهد كثيرة مؤلمة يحياها أسرانا البواسل وأسرهم
منسيون في سجون الاحتلال ولكنهم عرفوا الحرية الحقيقية بجهادهم وصبرهم وبسالتهم قصة واقعية مؤلمة بوركت غاليتي ناريمان ودمت طيبة العطاء محبتي |
رد: غداً ألقاه
تحية طيبة
قصة حزينة تختزل مأساة شعب، الكل فيه سجين. أسلوب جميل يثير الشجون، ويبعث مشاعر الأسى. دام إبداعك وتألقك |
رد: غداً ألقاه
اقتباس:
عزيزتي خديجة شكراً لك وآه لو تعلمين ؟! ما خفي أعظم !! تحية الصباح ... ناريمان |
رد: غداً ألقاه
نص مفعم بالمشاعر المفرحة والمحزنة ...
غزلت خيوطه في حبطة درامية ناريمانية ... تيبس وتتصلب ملامح الفرحة أمام سياط الألم والكتمان رأفة لحال سجينها ... وهي قصة لاتبعد عن الواقع بشبر واحد نسأل الله أن يفك أسر سجناء فلسطين و المسلمين كافة اللهم آمين ... |
رد: غداً ألقاه
اقتباس:
جزيل شكري أستاذ نعم ( الكل فيه سجين ) بارك الله فيك ،، وحقيقة أنني أشكر متابعتك كلي احترام تحية ... ناريمان |
رد: غداً ألقاه
ملاحظة / https://up4net.com/uploads3/up4net-لا-تقولوا.jpgمن وحي هذه الرسالة كتبت القصة |
رد: غداً ألقاه
متأخر كثيرا أنا عن هذا النزف الجميل الصادق
ولكني وصلت مبكرا جدا جدا فما زالت روح النص متدفقة نابضة بقلبك أيتها القلب الكبير المكتنز ألما وحبا وأحاسيس وشاعرية الاستاذة الرائعة ناريمان الوفاء والوطن نعم لك ما أردت فائق تقديري لك والتحيات |
رد: غداً ألقاه
اقتباس:
أسعد كثيراً عندما أقرأ ردك وأشعر أنه من القلب .. فكوني بالقرب أهلاً بك عزيزتي منى .. أشكرك على تعقيبك ودعائك الجميل تحية ومحبة ... ناريمان |
الساعة الآن 06:33 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.