منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الاستاذ علي هزايمه- مؤسف للغايه (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=27629)

علي هزايمه 12-28-2020 04:10 PM

الاستاذ علي هزايمه- مؤسف للغايه
 
مؤسف للغاية
أن تجد كثيرا من الناس لا همّ لهم سوى تمحيص أعمال الآخرين قولاً وفعلاً وتتبّع كل نابية والتشكيك في كل بادرة والاشتغال في مقارنة أقوال الأمس بأقوال اليوم وصرف المعاني إلى المكاني ولو استطاعوا أن يحصوا على الناس أنفاسهم ويعدّوا حركات عيونهم لفعلوا.. تراهم يندسّون في المجالس وينتشرون في المنتديات، يملئون الزوايا ويزحمون الأطراف يرشقون الجالسين بالملاحظات الباردة ويحرجونهم بالتعليقات اللاذعة، هذا النوع من المنظرين ألسوداويي التفكير القاصري الفهم الذاهلين عن عيوبهم موجود في كل المجتمعات ومنتشر على المستوى العام والخاص.

فهم سقم العيش ووباء الكدر والمسبار الذبابي الذي يكبّر كل صغير خبيث ويصغّر كل كبير طيب والعجيب في الأمر تلبسهم رداء المصلحين وادّعاؤهم مذهب المرشدين ولو صحت دعواهم لكان لأنفسهم منها حظ ولكان لهم منها شغل.

إذا وقع في هذا سفلة الناس وجهّالهم فإنّنا نربأ بالفضلاء والعقلاء عن الوقوع فيه، فالفهم كل الفهم إدراك مراد الله بنور الله والسعي لارتقاء مقام الدعوة والإصلاح بتتبع المنبع الذي ربّى به الله صاحب هذا المقام حين قال له: ( ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين) (الأنعام: 35).

فمن الجهالة الانصراف عن تدبّر سنّة الاختلاف والتفاوت في التزام عزائم الأمور والقدرة على فهم دقائق الحق والعمل به بين الناس إلى تقسيمهم وتصنيفهم بمقاييس اجتهادية قابلة للخطأ والصواب، والجهالة الأعظم منها اشتغالنا بمقياس إيمان غيرنا عن مراقبة إيماننا والعمل للرقي بأنفسنا لبلوغ أعلى درجات الإيمان والوصول إلى مقام الإحسان والثبات فيه.

فأما الأولى، فيحل بسببها الشقاق وينبت في جوانبها النفاق وينقطع من أثرها ماء الوفاق، وأما الثانية فنتيجتها الحتمية تفرّق القلب وتسلط العجب عند الغرق في النظر إلى نقائص الغير وهنا تزل قدم بعد ثبوتها وتذوق السوء.. والذي نتجرع جميعنا مرارته ونراه جليا في التمزق الفكري بين أبناء العقيدة بعد أن استحال الاختلاف خلافاً.. وكذا في التشرذم الاجتماعي المستشري في كلا الصعيدين العام والخاص، حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.. ونلمسه عن قرب في الآلام النفسية الواضحة آثارها في عوارض كالقلق والكآبة وهما الهمّ والحزن اللّذان علمنا النبي "- صلى الله عليه وسلم -" أن نستعيذ منهما صباح مساء وذلك لأثرهما القاتل لكل معاني الحياة الكاملة... فهلاّ وقفة نراجع فيها رسالتنا في الحياة؟..

ولنضع جانبا سيف الجلاد ولنخلع رداء القاضي ونكف عن غرز مخالبنا في نقاط ضعف الآخرين ونحاول أن نتعلم كيف نحب لهم الخير كما نحبه لأنفسنا.

محمد عبد الحفيظ القصاب 12-28-2020 04:30 PM

رد: الاستاذ علي هزايمه- مؤسف للغايه
 
مؤسفٌ حقاً أخي العزيز

هل يتبع النقد الموضوعي الجاد للرقي للأفضل من ضمن المؤسفات ؟!

نسأل الله السلامة

تحياتي والمحبة

ياسَمِين الْحُمود 12-29-2020 04:13 AM

رد: الاستاذ علي هزايمه- مؤسف للغايه
 
نعم أخي علي،،
يضربون الناس بالكلام الجارح ثم يتساءلون
لماذا تحترمونني بغضب؟
الكلام لا ينتهي مفعوله بمجرد ما نغلق أفواهنا…
بعض الكلام يُستودع في كيس،ومقدّر على هذا الكيس
أن يدور بين الناس
ثم يعود إلينا محمّلاً بالمزيد لينسكب فوق رؤوسنا،،
فلننتبه إلى ما نضعه فيه من كلام.
إفهم جيداً أن انطباعك عن الآخرين له أصل يبدأ من داخلك
ويمتد من انطباعك عن نفسك
احذر وأنت تصف الآخرين أو تحدثهم
ففمك في وجهك نعم،
ولكن في الواقع أنت ترسم نفسك بلسانك أمامهم
وهذا تذكيرٌ مهم .

أجدت أخي الكريم علي باختيار الموضوع:20:

عبد الكريم الزين 12-29-2020 02:09 PM

رد: الاستاذ علي هزايمه- مؤسف للغايه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي هزايمه (المشاركة 276177)
مؤسف للغاية
أن تجد كثيرا من الناس لا همّ لهم سوى تمحيص أعمال الآخرين قولاً وفعلاً وتتبّع كل نابية والتشكيك في كل بادرة والاشتغال في مقارنة أقوال الأمس بأقوال اليوم وصرف المعاني إلى المكاني ولو استطاعوا أن يحصوا على الناس أنفاسهم ويعدّوا حركات عيونهم لفعلوا.. تراهم يندسّون في المجالس وينتشرون في المنتديات، يملئون الزوايا ويزحمون الأطراف يرشقون الجالسين بالملاحظات الباردة ويحرجونهم بالتعليقات اللاذعة، هذا النوع من المنظرين ألسوداويي التفكير القاصري الفهم الذاهلين عن عيوبهم موجود في كل المجتمعات ومنتشر على المستوى العام والخاص.

فهم سقم العيش ووباء الكدر والمسبار الذبابي الذي يكبّر كل صغير خبيث ويصغّر كل كبير طيب والعجيب في الأمر تلبسهم رداء المصلحين وادّعاؤهم مذهب المرشدين ولو صحت دعواهم لكان لأنفسهم منها حظ ولكان لهم منها شغل.

إذا وقع في هذا سفلة الناس وجهّالهم فإنّنا نربأ بالفضلاء والعقلاء عن الوقوع فيه، فالفهم كل الفهم إدراك مراد الله بنور الله والسعي لارتقاء مقام الدعوة والإصلاح بتتبع المنبع الذي ربّى به الله صاحب هذا المقام حين قال له: ( ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين) (الأنعام: 35).

فمن الجهالة الانصراف عن تدبّر سنّة الاختلاف والتفاوت في التزام عزائم الأمور والقدرة على فهم دقائق الحق والعمل به بين الناس إلى تقسيمهم وتصنيفهم بمقاييس اجتهادية قابلة للخطأ والصواب، والجهالة الأعظم منها اشتغالنا بمقياس إيمان غيرنا عن مراقبة إيماننا والعمل للرقي بأنفسنا لبلوغ أعلى درجات الإيمان والوصول إلى مقام الإحسان والثبات فيه.

فأما الأولى، فيحل بسببها الشقاق وينبت في جوانبها النفاق وينقطع من أثرها ماء الوفاق، وأما الثانية فنتيجتها الحتمية تفرّق القلب وتسلط العجب عند الغرق في النظر إلى نقائص الغير وهنا تزل قدم بعد ثبوتها وتذوق السوء.. والذي نتجرع جميعنا مرارته ونراه جليا في التمزق الفكري بين أبناء العقيدة بعد أن استحال الاختلاف خلافاً.. وكذا في التشرذم الاجتماعي المستشري في كلا الصعيدين العام والخاص، حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.. ونلمسه عن قرب في الآلام النفسية الواضحة آثارها في عوارض كالقلق والكآبة وهما الهمّ والحزن اللّذان علمنا النبي "- صلى الله عليه وسلم -" أن نستعيذ منهما صباح مساء وذلك لأثرهما القاتل لكل معاني الحياة الكاملة... فهلاّ وقفة نراجع فيها رسالتنا في الحياة؟..

ولنضع جانبا سيف الجلاد ولنخلع رداء القاضي ونكف عن غرز مخالبنا في نقاط ضعف الآخرين ونحاول أن نتعلم كيف نحب لهم الخير كما نحبه لأنفسنا.

تحية طيبة.
قاعدة (نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) مفتقدة كثيرا في مجتمعاتنا.
أصبت في تحليلك للموضوع.


الساعة الآن 06:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team