حكاية لم تنته
حكاية لم تنته.. لأغنية ميتة
أغنية أولى( موال) يا..... وفي حلق المغني وقفت غصة ثقيلة مرة، أمسك المغني عن الغناء وراح يبحث عن نسمة تنعش حنجرته، وفي رحلة بحثه التي طالت وتواصلت كانت المواويل ( تهر) من حنجرته المثقوبة وظل المغني يبحث عن أغنية أو موال جديد بعد أن نفذت الأغاني من حنجرته أغنية ثانية "نشيد" بدنا..... وانطلقت آلاف الحناجر تهتف نشيدا واحدا لأسمر ظل حلما كبيرا لذيذا دخل إلى كل رأس وسكن كل قلب وكلما تعالى صوت النشيد كانت الحناجر الهاتفة تكثر ويتسع المدى لها .. وراح الأسمر وقد امتلأ نشوة وشعر بعظمته يطل على هذه الحناجر كي يمنحها القوة ويلقي إليها المزيد من الأحلام وأخذت صورة الأسمر تكبر وترتفع وترتفع حتى أصبحت الحناجر كليلة عن بلوغ المدى الذي وصل إليه فانقطع النشيد وهوى كأنه خيط عنكبوت قديم وعندما علا الأسمر وارتفع كثيرا لم تعد تطرق أذنيه أصوات المنشدين الهاتفين فأحس بوحشة لافتقاد نشيد طالما أطربه وعندما نظر ليستطلع الأمر .. تهاوى إلى الأسفل فتهشم كمرآة علاها غبار أحلام طويلة الحكاية: ويروي الراوي...بعد أن تناثرت المرآة إلى قطع صغيرة جدا ، تذكر الناس - يا سادة يا كرام – تذكروا المغني وأصاخوا السمع جيدا ولكنهم لم يسمعوا غناء ولم يشنف آذانهم صوت المغني بل كان كل ما وصل إليهم أنين خافت عميق بعيد وإذ اشتد بهم ظمأ الروح انطلقوا في رحلة بحث علهم يجدون المغني ولكن اتجاهاتهم تناثرت وتشعبت بهم الدروب والمسالك فعادوا بعد رحلتهم المضنية وهم في غاية الرضا والسعادة إذ حصل كل واحد على قطعة صغيرة من مرآة محطمة. ولكن السعادة لم تدم طويلا حيث حل بدلا عنها رعب عميق .. فانكمش كل واحد من الحالمين المنشدين داخل ذاته عله يجد الخلاص والراحة ولكن المسالك تشعبت وتشابهت وفي الأفق استطالت غابة من المرايا أخذت تتمدد في كل الاتجاهات ومن عمق غابة المرايا طغت على انكسارات الرؤى صورة واحدة أحاطت بالجهات الأربع أغنية ثالثة(موال جديد) يا..... من آه عميقة انبعث الموال من جديد غير أن صوت المغني كان حزينا يذهب بعيدا في حزن سكن الأوردة ودموع استوطنت العيون وتمتد الآه وتندفع الريح لترفع الآه عاليا وفي غمرة الحزن يتذكر أولئك القابعون في غابة الخوف ماحملوه من حلم وحنين فتشتعل في نفوسهم ثورة عارمة لكنها سرعان ما تخمد ويتهاوون صاغرين عندما تطل عليهم مرآة الجهات الأربع الفاجعة: على مدار البصر لم يبق إلا مرآة وحيدة تتجلى فيها صورة لا تتغير . يمر بها سكان الرعب في كل وقت يقفون أمامها بإجلال وخشوع ينحنون للصورة التي ترتسم عندما ينظرون في المرآة ويلثمون أطراف المرآة المقدسة ومن البعيد البعيد يتسرب صوت حشرجة لمغن اقتلع حنجرته ويرتد الصدى من العمق الأكثر بعدا تمتمات لحكاية يرويها راو بتر لسانه . زكريا ابراهيم المحمود |
الأديب الكريم زكريا إبراهيم المحمود المحترم
أرحب بك بداية . . وأرجو أن نرى انتاجاتك بشكل مستمر . . عن المشاركة هنا . . فقد لا تصنف على أنها (قصة) . . ولكن . . وكما أقول دوماً فالتصنيف بحد ذاته لا يرفع العمل . . هنا نحن أمام فلسفة حياتية متكاملة . . وقد تمكن الكاتب من استعمال أدواته بيسر . . الموهبة واضحة . . لغة السرد تحمل ثقة كبيرة . . أشعرتنا بأن الكاتب يحاول أن يستعرض قوته الأدبية شيئاً ما . . والكاتب هنا لا يحتاج إلى ذلك . . هكذا أحسست . . عزيزي . . حللت أهلاً ونزلت سهلاً . . تقبل تحيتي وودي . . وبانتظار جديدك . . ** أحمد فؤاد صوفي ** |
اقتباس:
تحية وشكر لهذه الوقفة على أحد نصوصي علما أني لست جديدا على المنابر ودنيا الأدب بشكل عام أنحني احتراما لرايك معقبا على ما تفضلت به: تصنيف النص لا يرفعه أو يضعه أوافقك الرأي غير أن التمسك بالمقومات والعناصر التقليدية لأي جنس أدبي هو قوننة قاتلة للابداع وبالتالي فان الفصل بين الأجناس الأدبية هو مرحلة تم تجاوزها على ما أعتقد اما استعراض القوة الأدبية فلا أوافقك الرأي هو أسلوب تفرضه حالة القص وهو أسلوبي في معظم ما كتبت ولا ينتابني خاطر الاستعراض عندم أضع نصا في أي منتدى فغايتي هي التواصل مع العلم مسبقا اني أضع نصي بين أيادي أدباء لهم وجودهم وقاماتهم السامقة في دنيا الأدب من جديد أتقدم بخالص الشكر والتقدير والاحترام مع خالص المودة |
الساعة الآن 01:54 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.