![]() |
ليلُ المدينة البارد، وأصابع طفلةٍ في الخامسة
ليلُ المدينةِ باردٌ في الخريف، باردٌ مثل قطعة ثلجٍ تذوب على مهل في كأس الكولا، وباردٌ مثل أصابع طفلةٍ صغيرةٍ لم تتجاوز الخامسة من عمرها، تنام على بلاط الرصيف بلا أملٍ في الدفء، تلفّ جسدها الهزيل ببطانية قديمة، وتتأملّ العابرين الذين يتجنبون النظر إليها قدر ما يستطيعون. ليلُ المدينة موحشٌ أيضا، تتوسّد الطفلة فخذ أمّها المنهمكة في فتح عُلبة الطعام الجاهز التي منحها إياها عضو جمعيّة خيرية أعتقد أنَّ اسمها القلوب الرحيمةُ أو اسم مشابه، والعابرون لا يزالون يتجنبون النظر إليها. ليلُ المدينةِ مُظلمٌ وهادئ، وتنام مرتجفةً تحتَ شلالٍ من الضوء المنهمر من عمود الكهرباء القديم، لولا وجهها المتّسخ لأضاءت ما حولها، لكنّ المارة بالكاد ينتبهون لوجودها، يمرّون سراعا كأنها كابوسٌ مخيف، وأمّها الثلاثينية تطعمها بيدين خشنتين، وتهمس في أذنها عبارة غير مسموعة، والمدينة تصغي لكلّ الأصوات إلا صوتهما. |
رد: ليلُ المدينة البارد، وأصابع طفلةٍ في الخامسة
قصة تتميز بأسلوبها الخاص و تتدثّر بمعاني لها قيمة عالية بلا شك ..
فيها جميع عناصر الجودة التي تجعلها تفاجئ المتلقي . معظم سطور قصتك فيها الكثير و ما بين السطور .... أكثر ! تحياتي لقلمك المبدع:30: |
رد: ليلُ المدينة البارد، وأصابع طفلةٍ في الخامسة
اقتباس:
كل التحية لك، وللطفلة الدفء. |
رد: ليلُ المدينة البارد، وأصابع طفلةٍ في الخامسة
نص موجع ويكتنفه صوت حزين عن قسوة الحياة على المهمشين .
انامررت من هنا وبقدر متعة النص كان الالم حاضرا لهكذا صورة لحياة الملايين في هذا العالم بالفعل القص ليس ترفا ولا متعة بل الم و امل . تحياتي |
رد: ليلُ المدينة البارد، وأصابع طفلةٍ في الخامسة
اقتباس:
|
رد: ليلُ المدينة البارد، وأصابع طفلةٍ في الخامسة
اقتباس:
ليل موحش ومظلم وبارد وليل هادئ ومع هذا تُسمع فيه كل الأصوات إلاّ همس الأم كيف لهم أن يسمعوا وصخب الحياة يأكلهم ؟! تباً لنا ولهم وتباً لكل من لا يسمع قصة هادئة كهذا الليل ولكن النهاية جاءت صارخة بورك القلم أبدعت تحية ... ناريمان |
رد: ليلُ المدينة البارد، وأصابع طفلةٍ في الخامسة
واقع مرير
قاتل أجدت أخي الكريم محمد في سرد ما تريد ووصل جميلا مؤثرا أحسنت تحيتي لك |
الساعة الآن 09:35 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.