![]() |
|
امرأة من بغداد
امرأة من بغداد أين أنتم يا أصحاب الفضائح من ستر على مؤمن ستر الله عليه في الدنيا والآخرة. وليست هناك أسوة في الدنيا أفضل من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، الذي قال لرجل فضائحي أتاه ليخبره عن فعلة مشينة اقترفها أحدهم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم وكأنه يقرّعه: هّلا سترت عليه، وكررها ثلاث مرات وملامح الغضب كانت بادية على وجهه الكريم. وهناك فئة من الناس لا هم لها غير التلذذ بالحديث عن فضائح الآخرين، ولو أنك (بحبشت) في تفاصيل حياتهم لوجدت الخزي الذي يندى له الجبين. كلنا يخطئ وأفضلنا هو من يتوب، وما أكثر ما تبت. وإليكم هذه الواقعة التي تحدثت بها كتب التراث: قال أحمد بن مهدي: جاءتني امرأة ببغداد، ليلة من الليالي، فذكرت أنها من بنات الناس، وقالت: أسألك بالله أن تسترني، فقلت : وما محنتك؟!، قالت أكرهت على نفسي ـ أي يبدو أنها اغتصبت ـ، وأنا الآن حبلى، وبما أنني أتوقع منك الخير والمعروف، فقد ذكرت لكل من يعرفني أنك زوجي، وأن ما بي من حبل إنما هو منك فأرجوك لا تفضحني، استرني سترك الله عز وجل. سمعت كلامها وسكت عنها، ثم مضت. وبعد فترة وضعت مولوداً، وإذا بي أتفاجأ بإمام المسجد يأتي إلى داري ومعه مجموعة من الجيران يهنئونني ويباركون لي بالمولود. فأظهرت لهم الفرح والتهلل، ودخلت حجرتي وأتيت بمائة درهم وأعطيتها للإمام قائلا: أنت تعرف أنني قد طلقت تلك المرأة، غير أنني ملزم بالنفقة على المولود، وهذه المائة أرجوك أن تعطيها للأم لكي تصرف على ابنها، هي عادة سوف أتكفل بها مع مطلع كل شهر وأنتم شهود على ذلك.. واستمررت على هذا المنوال بدون أن أرى المرأة ومولودها. وبعدما يقارب من عامين توفي المولود، فجاءني الناس يعزونني، فكنت اظهر لهم التسليم بقضاء الله وقدره، ويعلم الله أن حزناً عظيماً قد تملكني لأنني تخيلت المصيبة التي حلت بتلك الأم المكلومة. وفي ليلة من الليالي، وإذا بباب داري يقرع، وعندما فتحت الباب، إذا بي أتفاجأ بتلك المرأة ومعها صرة ممتلئة بالدراهم وقالت لي وهي تبكي: هذه هي الدراهم التي كنت تبعثها لي كل شهر مع إمام المسجد، سترك الله كما سترتني.حاولت أن أرجعها لها غير أنها رفضت، ومضت في حال سبيلها. وما هي إلاّ سنة وإذا بها تتزوج من رجل مقتدر وصاحب فضل، أشركني معه في تجارته وفتح الله عليّ بعدها أبواب الرزق من حيث لا أحتسب. إنها واقعة ليست فيها ذرة من الخيال، بقدر ما فيها الشيء الكثير من الشهامة والرجولة كذلك. ... فماذا أنتم فاعلون يا أصحاب الفضائح؟! مشعل السديري |
رد: امرأة من بغداد
كانت خصالهم قرآنية وشهامتهم عربية وأخلاقهم محمدية
لذا أنجبت أمتنا الكثير ممن هم على شاكلة أحمد بن مهدي رحمه الله هذه القصة أستاذ فيصل أيقظت فينا الثوابت حيث اشتقنا لمبادئنا الراسخة بورك اليراع والذائقة المدهشة .. شكرا لك مع فائق التقدير |
رد: امرأة من بغداد
الكثير من المواعظ والدروس في هذه القصة الرائعة سيدي
مفهوم الرجولة والشهامة ظهرت بكل رفعتها هنا والأهم خشية الله أشكرك أستاذ فيصل على مشاركنك الطيبة في مقهانا الثقافي تحيتي لك |
رد: امرأة من بغداد
اقتباس:
جزيتي خيرا الله يبارك فيك |
رد: امرأة من بغداد
اقتباس:
أهلا بجمال ردك تحيتي |
رد: امرأة من بغداد
قصة رائعة وموقف مشرف لرجل يستحق أن يحتذى به
أشكرك أستاذ فيصل على النقل الراقي والذوق الرفيع لك مني أطيب المنى |
رد: امرأة من بغداد
اقتباس:
شكرا لك |
رد: امرأة من بغداد
هذه هي المبادئ التي افتقدناها وفقدناها في ويلات زماننا هذا , الذي اختلطت الحضارات فيه وامتزجت الثقافات حتى لم نعد نعرف من نحن.. مشكور أخوي فيصل على الموضوع الرائع ربي يبارك فيك :Untitled-6: |
رد: امرأة من بغداد
سأحتفظ بهذه القصة في كراستي الخاصة بقدر ما فيها من الموعظة الحسنة الله الله .. هذه الحكاية ينبغي أن تقرأ وتنشر وتكتب وتدرس بوركت أخي فيصل وجمعة مباركة مكللة بالستر في الدارين تحية |
رد: امرأة من بغداد
رائعة مبكية ولولا أني قرأت مثيلاتها كثيرا لقلت أنها خيال في خيال
خيال لأن أمثال هذا الرجل أصبح منقرضا للأسف في حضارتنا الغريبة شكرا أخي فيصل على النقل المحمود لك مني أجمل تحية |
الساعة الآن 01:24 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.