منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   عَامٌ مَضَى (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=2444)

عمر ابو غريبة 12-01-2010 12:01 PM

عَامٌ مَضَى
 
فاضت روحه خلال صلاة عصر جمعة بعد أسبوع
من عودته من الحج سنة 1990..





عام مضى








شعر .... عمر ابو غريبة






ما كفكفَ الدمعَ مُلتاعٌ به شَرِقُ
ولا سَلا ذِكرَ مَن بانوا فما رفَقوا

وجرحِ قلبٍ مدى الأيامِ فاغِرُه
كأنّ ذكراكَ سيفٌ فيه مُمتشَقُ

يودُّ لو طارَ مِن شوقٍ يُلحُّ به
لولا ضلوعٌ كبابِ السجنِ تنصفقُ

عامٌ مضى وشِغافُ القلبِ آهلةٌ
بغائبٍ حاضرٍ في القلبِ يأتلقُ

ما بارَح العينَ إنسانٌ لها سهرتْ
عليه أهدابُها واختصّه الحَدَقُ

أقول والقبرُ قد أهوى إليه يداً
والكفُّ تدفعُ عن حِبٍّ وتعتنقُ

هذا فؤادي فدى نبضِ الفؤادِ فهل
أسمعتُ أُذناً وصوتُ الثكلِ مختنقُ

خُطّوا بجانبِه لي مضجعاً فعلى
نفسٍ بجسمينِ هذا اللحدُ منطبقُ

روحي له تَبَعٌ فاستشرِفوا أفقاً
ترَوا به الروحَ يجري خلفَها رمقُ

قد مُوِّه الموتُ بالطاعاتِ متشِحاً
حتى اسْتَبَاك وشأنُ الموتِ يسترقُ

هي الصلاةُ التي حُبِّبْتَها شَرَكٌ
واللهوُ شَرْكُ امرئٍ إيمانُه مَذِقُ

يندى جبينُ الردى من عابدٍ ورِعٍ
ويستميحُ له عذراً ويختلقُ

وأيُّ عذرٍ ترى يا موتُ في عملٍ
والدينُ يبكي الذي أرديتَ والخُلُقُ

خيرُ الرجالِ الذي قد غِلْتَ في وَضَحٍ
فهل تمعّنتَ ما في الكفِّ يعتبقُ

يا طاهرَ الثوبِ ما أغناك عن كفَنٍ
ما حِيك إلا لعاصٍ ثوبُه خَلِقُ

يا عابقَ الذكرِ أجزى عنك مغتَسَلاً
قد فاعَ في الغُسلِ منك السِّدرُ والنبَقُ

يا واسعَ البِرِّ ما أُنصِفتَ ملتَحَداً
أحرى بهذي الأيادي ذلك الأفقُ

طفلاً قضى كنميرِ الماءِ صفحتُه
وصفحةُ الناسِ يُزري ماؤها الرَّنِقُ

يا قومُ بطنُ الثرى خيرٌ لكم سكناً
خيرُ الرجالِ ثوى بالأمسِ فاستبقوا

هذا مثالُ التُّقى مُسْجىً بحفرتِه
يضوع تحتَ الثرى من روحِه الحَبَقُ

حتى تداعى الورى للقبرِ في زُمَرٍ
أفضى إلى الخُلدِ بابُ القبرِ فانتشقوا

* * *

يا خالُ صوتي أنا هل أنت سامعُه
فينثني للمنادي وجهُك الطلِقُ

نأيتُ بالشعرِ عاماً عنك ملتجماً
لسانيَ الذَّربُ قد أعيانيَ النطُقُ

وهل يُجيرُ طريداً بحرُ قافيةٍ
علا إذا راعهُ من دمعِه الغرقُ

لكنما لوعةٌ في الصدرِ قد غلبَتْ
صمتي وأرختْ لسانَ الشاعرِ الحُرَقُ

يا خالُ..رَجْعُ صدىً هل كان بالغَه
هيهات..قد حالَ بين الأهلِ مُفترَقُ


7/1991

ساره الودعاني 12-01-2010 02:42 PM

  1. اقتباس:

    1. يا عابقَ الذكرِ أجزى عنك مغتَسَلاً

    اقتباس:


    1. قد فاعَ في الغُسلِ منك السِّدرُ والنبَقُ

يعجبني الشاعر الذي يجيد كل شيئ في أي شئ







قصيدتك يا شاعرنا القدير عمر أبو غريبة



إغتسلت بدموعنا



بعدأن جرح الحزن فيها محاجر العيون

حين خرجت من قلبك بهذا الوجع

..



خارج النص :



هل تتشابه الأيام ام الناس



أم الموت ؟



مازالت صورته واخيه يودعه ويغلق باب السياره حين عانقه وقال :


نراك في السنة القادمة وكان رحمه الله يحج كل سنة فرد على اخيه بقوله

نراكم في الجنة
وبعد عودته الى مدينته بيومين كان الوقت عصرا توضا وهم بالخروج الى الصلاة

ولكنه سقط فجأة وفاضت روحه الى بارئها

رحمه الله ورحم خالك وجمعنا بهم في جنات النعيم

وجعل خير أعمالنا خواتيمها

اللهم امين..

ساره الودعاني 12-01-2010 02:48 PM


^^

عفوا اخي عمر لدي إستفسار


هل الردود الطويلة والمداخلة كتلك

تزعج الشاعر وتخدش قصيدته ؟

شكرا لسعة صدرك..

سارة رمضان 12-01-2010 03:02 PM

خُطّوا بجانبِه لي مضجعاً فعلى
نفسٍ بجسمينِ هذا اللحدُ منطبقُ


يا الله , أوجعنى هذا البيت كثيراً , لله درك من شاعر !

هو ناموس الحياة , غفر الله لخالك و أسكنه الجنة .

سلطان الركيبات 12-01-2010 03:59 PM

أخي عمر
قصيدة قاتلة جدا
ويبدو أننا نتشابه في أوجاعنا وأحزاننا
فأنا فقدت خالي وقد كتبت قصيدة رثاء بها قبل 5 سنوات
سأنشرها فيما بعد
صدقني لقد لفح حزنك وجهي
وأدمي عيني وأوجع قلبي
وما أقول سوى مبدع أنت في اللون الأسود من الشعر
واللون الأبيض واللون الكحلي وكل الألوان
ورحم الله خالك واسكنه فسيج جناته
ورحم الله موتى المسلمين الموحدين
ويسلم راسك

سلطان الركيبات 12-01-2010 04:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساره الودعاني (المشاركة 44213)

^^

عفوا اخي عمر لدي إستفسار


هل الردود الطويلة والمداخلة كتلك

تزعج الشاعر وتخدش قصيدته ؟

شكرا لسعة صدرك..


لا يا ودعاني بالعكس
فأنت خفيفة ظل ودم
ومرورك يسعد كل عضو هنا
لأنك مبدعة
تكلمت بالنيابة عنك يا عمر

نبيل أحمد زيدان 12-01-2010 04:06 PM

حتى تداعى الورى للقبرِ في زُمَرٍ
أفضى إلى الخُلدِ بابُ القبرِ فانتشقوا


الأخ الفاضل عمر أبو غريبة الموقر
ما زال قلمك ينقل مخيلتك الرائعة
صورا عابرة معبرة
دمت بحفظ الله ورعايته

ناريمان الشريف 12-01-2010 06:03 PM

ما بارَح العينَ إنسانٌ لها سهرتْ
عليه أهدابُها واختصّه الحَدَقُ


أقول والقبرُ قد أهوى إليه يداً
والكفُّ تدفعُ عن حِبٍّ وتعتنقُ


أخي عمر
سلام الله عليك

رحمة الله على خالك ..
قصيدة رثائية رائعة
وكأنها آتية من العصر الأندلسي بروعة ألفاظها
طاب قلمك



..... ناريمان

عبد السلام بركات زريق 12-01-2010 09:47 PM


السلام عليك
الأخ الشاعر الكبير عمر أبو غريبة
رحم الله فقيدك والخال والد ...
وأسكنه فسيح الجنان ...
يا لروعة الموت كما هنا يا صديقي
حجٌ يذهب بالذنوب وخشوعٌ بين يدي
الله ... تلك رحلةٌ محفوفةٌ بالضياء...
أحسنَ الله ختامنا ...
صورة رائعة هنا


ما بارَح العينَ إنسانٌ لها سهرتْ
عليه أهدابُها واختصّه الحَدَقُ


وهنا ذكرتني بما أسمع عن بعض صور الموت
التي نسأل الله أن يكفينا وبالها


هي الصلاةُ التي حُبِّبْتَها شَرَكٌ
واللهوُ شَرْكُ امرئٍ إيمانُه مَذِقُ


وكان مسك الختام هذه الأبيات
التي سمت معانيها وائتلقت صورها
وأدرك حجم المشاعر التي تتراكم
حتى لا تترك للشعر سبيلا ...

بوركت شاعرنا وقد جعلت الشعر ضماداً لجرحك
وأنا فقدت خالي قبل عشر سنوات
وكان الأقرب إلى قلبي
متى سأكتب ... لا أعلم ؟؟!!
ربما عندما ألحق به ....


يا خالُ صوتي أنا هل أنت سامعُه
فينثني للمنادي وجهُك الطلِقُ


نأيتُ بالشعرِ عاماً عنك ملتجماً
لسانيَ الذَّربُ قد أعيانيَ النطُقُ


وهل يُجيرُ طريداً بحرُ قافيةٍ
علا إذا راعهُ من دمعِه الغرقُ


لكنما لوعةٌ في الصدرِ قد غلبَتْ
صمتي وأرختْ لسانَ الشاعرِ الحُرَقُ


ت ث ب ي ت

للشعر ... والوفاء ... والذكرى
تقديري واحترامي






عبد اللطيف غسري 12-01-2010 10:43 PM

هكذا يكون الشعر حين تصدُقُ التجربة الشعورية..
أخي الفاضل الشاعر الكبير عمر أبوغريبة:
لمثل هذا الشعر تخفق الأفئدة وتهفو الأرواح..
دمت شاعرا يُشارُ إلى شعره بالبنان..
تحياتي وتقديري وإعجابي


الساعة الآن 03:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team