![]() |
حياة في بلاد الحكايات
حياة في بلاد الحكايات ............ اسمها حياة و حياتها حياة حياة أخرى. هكذا اصبحت حياة حياة منذ أن تعلمت كيف تقرأ الف باء, لم يتخيل أحد أن ابنة التاسعة سوف تقرأ قصة مدينتين دون أن تخطيء في الكلمات، و أصابهم الذهول حين سمعوها تقول هذه قصة تشارلز ديكنز دون أن تخطيء في الحروف.. سألها والدها: لماذا أخترتي هذه القصة؟! قالت : أنا لم أختار القصة لكن القصة هي التي أختارتني يا أبي.. قال: و كيف أختارتك يا حياة؟!! قالت : سمعتها تناديني فأسرعت إليها .. ضحك الوالدان و قالت الأم: إنه خيال حياة التي تحب الحكايات.. حزنت حياة و قالت : لماذا لا يصدقاني و أنا لا أكذب ثم نظرت إليهم بغيظ و ذهبت لغرفتها.. ارتمت حياة في أحضان العابها و شكت لهم حالها و حزنها لعدم تصديق والديها لها حتى آتاها النعاس و كانت الف ليلة و ليلة بجوارها فأخذتها الحروف إلى حياتها الأخرى في بلاد الحكايات.. استيقظت حياة و ظلت تفرك عينيها و تسأل نفسها أين أنا ؟ .. ما هذا المكان ؟ ... كنت على سريري نائمة !! كيف أتيت هنا ؟؟ ظلت الاسئلة تدور في رأسها لكن لا إجابة لها فقررت المشي لبعض الوقت في هذا المكان ربما تجد من تسأله و يجيبها... من بعيد رأت عينها قصراً فخماً لم ترى مثله في موطنها و احتفالات مهيبة و أصوات غناء تشدوا بكلمات الأفراح ... أسرعت حياة كي تعرف إجابة أسئلتها لكنها فوجئت بالحراس يسألونها.. لماذا خرجتِ يا سيدتي سوف نقتل إن عرف مولاي؟؟! ضحكت حياة و قالت : أي سيدة هذه، أنا حياة؟!! لم تستطع أن تكمل حديثها فقد آتت بعض الفتيات و أسرعن بها لداخل القصر. يا لها من غرفة كبيرة إنها أكبر من بيتنا..هكذا كانت تتحدث حياة مع نفسها حتى استيقظت على صوت إحدى الفتيات و هي تقول : مولاتي حان وقت الزينة.. زادت حيرة حياة ..أي زينة هذه ولماذا تناديني مولاتي؟!!. وقفت حياة أمام المرآة و زادت حيرتها و دهشتها.. من هذه؟! أين أنا؟! أين الطفلة التي كنت؟! راقها منظرها، هذا الوجه الجميل و هذا الجسد الممشوق و قالت: يا إلاهي هل أنا حقًا بهذا الجمال؟! أجابها صوت لم تكن تعلم بوجوده: لا بل أنتِ أجمل مما تقوله المرآة.. التفتت حياة اليه.. يا له من وجه ساحر .. خفضت عينيها و أحمر وجهها خجلًا و قالت ..و لكن من أنت؟ قال : أنا شهريار الا تتذكرين!! من.... حاولت أن تستعيد أخر ذكرى لها... إتسعت عيناة و خفق قلبها رعبًا .. تذكرت كتاب الف ليلة و ليلة و قالت إذن أنا شهرزاد ..صرخت..ضاعت حياة في عالم الحكايات، سألها شهريار من حياة و كيف تضيع في عالم الحكايات؟! ... نظرت اليه حياة و اطمئنت حين رأت في عينية اللهفة لمعرفة قصتها ...و قالت هي طفلة صغيرة من بلاد بعيدة أحبت الكلمات و أحبتها فصارت كل يوم تناديها لتروي لها قصتها و عندئذ.... استيقظت حياة على صوت المنبه و وجدت أمامها أمها فنهضت اليها مسرعة تحتضنها و تقبلها و هي تقول : أمي أريد أن أظل طفلة... ضحكت الأم و قالت سوف نسعد بكِ لكن يجب أن تنضج الطفلة لتكون أجمل عروس و نسعد بها أكثر.. تذكرت حياة الهيئة التي كانت عليها حين قابلت شهريار.. إبتسمت لأمها و قالت حسنًا ثم نظرت لمكتبتها و قالت سوف أختار العريس بنفسي ... ضحكت أمها و قالت نعم فحياة حياة يجب أن تكون سعيدة... أسدل الليل ستائره و حان موعد النوم و مازالت حياة تبحث في مكتبتها عن قصة لتقرأها حتى وجدت ضالتها .... و قالت : اليوم سوف أقرأ قصة سندباد ربما تأخذني الكلمات لبلاد الحكايات و أذهب معه في رحلة حول البلاد .... ** منى غنيم ** |
الساعة الآن 06:41 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.