![]() |
( ليلى ) بائعــــــــــة المناديــــــــــل
( الطفلة - ليلى - بائعة المناديل ) الجو قارص البرودة .. والصغيرة تقف عند إشارات المرور تبيع المناديل وتحاول جمع ما تيسر لها من النقود تستفز الرحمة في المارة ولا من مشتر ٍ لما تبيعه ! كلـّت إشارة المرور وما كلّت الصغيرة تحمرّ فتخضرّ فتحمرّ وتخضرّ وهكذا .. وكلما تتلون الإشارة باللون الأحمر تتوقف عندها السيارات .. فتهرع الصغيرة على شبابيك أصحابها ..تطرقها وتعرض عليهم مبيعاتها .. وقسمات وجهها تتوسل إليهم بعضهم يشير برأسه : لا أريد الشراء .. خوفاً من أن يدخل البرد من شباكه ولا يكلف نفسه عناء فتح الشباك لمحاكاتها أو حتى النظر إليها والبعض الآخر يفتح شباكه ويقول متلطفاً .. لا أحتاجها .. كم كبيرة هي حاجاتنا للمناديل في أيام البرد .. ولكن .......!! تطول وقفة الصغيرة منذ الصباح الباكر وحتى نهاية النهار بالكاد تبيع عشر علب تجني من ورائها القليل ما تعود به لعائلتها المعدمة من الخبز وفي هذا اليوم لم تبع شيئاً وعند الاشارة الخضراء تتحرك السيارات مسرعة فتتراجع الصغيرة خلفاً تستظل بظل محل تجاري يقيها المطر وهي تخبئ المناديل بين يديها خوفاً من البلل ( الصبية الدامعة ) توقفت سيارة فارهة فيها صبية جميلة تبكي بحرارة .. أسرعت الصغيرة إليها .. وقدمت علبة مناديل للصبية لكي تمسح دموعها تأملت الصبية عيون الطفلة .. مسحت دموعها وابتسمت وأخرجت من حقيبتها جهازها النقال وأرسلت رسالة قصيرة جداً .. التفتت يميناً ويساراً عليها ترى الطفلة .. لكنها لم تجدها فتحت إشارة المرور لتسمح للسيارات بالعبور .. فغادرت الصبية بسيارتها وهي في حيرة متسائلة : أين ذهبت الطفلة ..؟ ( الشاب المكتئب ) في مكان آخر من المدينة .. شاب مكتئب تعلو قسمات وجهه أحزان لا حصر لها ..يجلس على كرسي في أحد المقاهي.. يحتسي فنجالاً من القهوة ويتبعه بآخر وهو شارد الذهن .. متوتر قلق .. يتأمل جهازه النقال وكأنه يحاكيه .. ينتظر رسالة هامة دق جرس جهازه ... فتحه بسرعة .. قرأ الرسالة .. ابتسم وغادر القهوة إلى المطعم .. طلب أكثر من وجبة .. وأعطى بخشيشاً سميناً للنادل .. وحمل كمية من الوجبات تكفي لعشرات الأشخاص وغادر ( النادل ) ابتسم النادل ابتسامة عريضة .. وتنهد تنهيدة خرجت من أعماقه استأذن النادل صاحب المطعم بالمغادرة .. ونزل إلى السوق مسرعاً واشترى خبزاً وفواكه وخضار ولحوماً وبعض الهدايا وعاد مسرعاً إلى البيت ليجد أخته الصغيرة ( ليلى ) تبكي فقدم لها منديلاً .. فابتسمت تحية ... ناريمان |
سبحان الله على تلك المفارقات العجيبة بين الغني والفقير .. يراودني كثيراً هذا السؤال لمَ لا يحسّ الأغنياء بحاجة وعوز الفقراء الصديقة النسمة الناعمة ناريمان قصة بائعة المناديل لامست الوجدان وأثّرت بي بينما هي محتاجة وصاحب السيارة الفارهة يدفع البقشيش تحيتي وتقديري |
اقتباس:
رقيتي الغالية أشكرك على قراءتك .. بارك الله فيك أيتها الصديقة وعيدك مبارك .... ناريمان |
أديبتنا الكريمة ناريمان الشريف المحترمة
المفارقات تصبح أحد وأقوى حين تكتب باحتراف ميز أمامنا هذا القلم . . عندما نتخيل ( ليلى) . . لا نجد أمامنا إلا الشكر واجباً صغيراً علينا لله تعالى . . على نعمه الكثيرة . . تقبلي مني كامل المنى . . دمت بصحة وخير . . ** أحمد فؤاد صوفي ** |
اقتباس:
أخي أحمد سلام الله عليك أشكرك على مشاركتك وقراءتك لك عاطر التحية ..... ناريمان |
عند قراءتي لهذا النص أخت ناريمان رسمت في مخيلتي ليلى والمناديل وتذكرت "ليلى" أخرى إلا أن هذه ماتت تحت عجلات مهووس بالسرعة داسها ولم يكلف نفسه عناء النزول من السيارة وأخد يصيح "إنه خطأها وليس خطئي..." وكأنه دهس قطة !!! لم أرد أن أزيد النص قتامة لكنك أختي كنت رحيمة من الواقع المر.. تحياتي واحترامي |
الساعة الآن 09:52 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.