![]() |
ألق الفؤاد
الطبيب نوري الوائلي
ألق الفؤاد ذبل الحبيبُ وشاخ فيه المُفتنُ *** وعلا عليه بالسنين المُحزنُ كان الخليلَ وكان حبّه عارماً *** حتّى كأنّه للفؤادِ المكمنُ أزهى على الحبّ الزمانُ بخصبه *** فاخضّر حتّى أكبرته الأعينُ لكنّه ما كان يُشبعُ حاجةً *** مكنونةً في ذاتها تتبيّنُ فبحثتُ عنها في المجاهل موقناً *** فوجدْتها في الروح نوراً يكمنُ نوراً تجلّى في الفؤادِ تمتّعاً *** ما دانه حبُّ الهوى والأحسنُ حبٌّ أصاغ من اليقينِ نباته *** والجذرُ بالقلبِ المتيّم ِ يقطنُ ألقٌ تفرّد ما له كفؤٌ ولا *** ندٌّ يزيدُ بما أتى أو يُقرَنُ يتجاوزُ الوصفُ القريبُ لكنهه *** كلّ الكلامِ وأنْ أجادَ المتقنُ قلبي تسامى والضلوعُ بكونهِ *** فكأنّني في قربه أتكفَّنُ زاحَ الظلامَ عن العيونِ فأبصرتْ *** رغم الضبابِ خوالجٌ تتيقّنُ إنّ الحبيبَ وإن عشقتُ خليقةً *** ربٌّ له قلبي المتيّم يذعنُ ربٌّ أفاضَ على الوجودِ أدلةً *** تهدي إليه وبالخلائقِ تسكنُ رحماكَ ما حملَ الفؤادُ محبةً *** إلا إليكَ وما سواك معنوَنُ ألجودُ أغراني وخيرك مزبدٌ *** فتركْت نفسي في هواها تُسْجنُ جهلي بمكرك حين حلمك شاخصاً *** يُعمي الفؤادَ وللمعاصي يُلحنُ أحسنتُ ظنّي بالرحيم وقد نستْ *** نفسي بأنّ عذابها لا يؤمنُ أقسمتَ أنّك رغم حلمك منجزاً *** وعداً بألوانِ العذابِ تلقّنُ ما صدّ عنك أيا مذلُّ وقاهرٌ *** إلا الجحودُ المستبدُّ الأدينُ قد جاوزت عذري الخطايا غافلاً ***وتعلّقت نفسي بمن لا يُضمنُ وركنتُ مغروراً لحلمك ناسياً *** أنّ العذابَ لمن عصاك الأمتنُ ألوجه أجهم والسنونُ شواهدٌ *** والشيبُ يغزو في الفؤادِ ويَطعنُ والقبرُ حولي والمماتُ يشدّني *** والعجزُ نارٌ بالجوارحِ تركنُ فأفقتُ من نومٍ عليلٍ مجهدٍ *** فإذا بفكري بالسرابِ المُفتنُ فرفعتُ قلبي في يدي مناجياٌ *** من لي سواك إذا عذابك يُمعنُ سأظلُّ أطرقُ بابَ حلمك واثقاً *** إنّ الكريمَ لمن رجاه المأمنُ حتّى وإنْ ظلمي لنارك مُدخل *** فأنا بلطفك بالنجاةِ الموقنُ كفّاي تعلو في تضرّعها العلا *** قرباً إليك وأنت فيها المحسنُ تعلو السماءَ وأنت تُثقل حملها *** حتّى عليها بالرضا تتمنّنُ لولا عذابك ما أطاعك عابدٌ *** وسعى طواعيةً بدربك مؤمنُ ننسى انتقامه واللظى وجوابنا *** أنّا برحمته وحلمه نُحصنُ هذا جوابُ الغافلين بجهلهم *** عمدَوا الظلالَ وبالعبادة أدهنوا |
الساعة الآن 06:19 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.