![]() |
أنا وكرشي
أنا وكرشي
(قصيدة خرجت من كرش المعاناة) بيني وبينَ الكرشِ ثأرٌ بائتٌ = وودتُ لو أني أخذتُ بثاري لا يَرعوي يُلقي عليَّ مَلامةً = ويقولُ لي في ليلِهِ ونهاري: أينَ الغَداءُ وما لَهُ مِن لذّةٍ = أينَ العَشاءُ ووجبةُ الإفطارِ؟ أينَ الثَّرِيدُ وقد تَطايرَ عِطرُهُ = مِثلَ النسيمِ لسائرِ الأقطارِ؟ هانتْ عليكَ الآنَ عِشرةُ عمرِنا = وشخيرُنا في ليلةِ الأسمارِ؟ إن لم يكُنْ للوُدِّ عِندَكَ بطّةٌ = فدجاجةٌ أو طائرُ الأطيارِ أو ربعُ كيلو مِن كبابٍ إنّهُ = شافي الهمومِ وشاحذُ الأفكارِ أو جُد بـ"بيتزا" أو فطيرٍ ساخنٍ = وكَفَى زمانُ بطاطسٍ وخُضارِ أو ملبنٍ حلوٍ وبعضِ هريسةٍ = قد زِدتَ حِرماني بطعمِ مرارِ! فهتفتُ: يا كذابُ تُنكِرُ أكلَنا = للعدسِ والكُشري وبعضِ ثمارِ؟ يا مُجرمًا أجريتَ ريقي، مدمنًا = للأكلِ بعدَ الأكلِ باستمرارِ أفما كفاكَ بأن قتلْتَ رشاقتي = وكأنّني غولٌ حبيسُ الغارِ؟ وجعلتَني بينَ الوَرَى أضحوكةً = مِن فرطِ حجمٍ لافتِ الأنظارِ؟ حتى غدا الفِضفاضُ دونَ أناقةٍ = لِبْسي، أسيرُ ككاتمِ الأسرارِ! أُخفيكَ عن عينِ الحِسانِ كأنني = أُخفي جَنينًا مُثقلاً بالعارِ! فأجابَ: دَعْ عني حِسانَكَ إنّما = للفاتناتِ لديَّ طعمُ "الكاري" وأنا وأنتَ وما أردنا ثالثًا = اثنانِ في عشقِ الطعامِ نُباري فهتفتُ: يا إبليسُ فاخْرَسْ قبلَما = أجتازُ في التوبيخِ حدَّ وقاري جاوزتَ حجمَكَ فانتفختَ تَكَبُّرًا = قد آنَ ردعُكَ والقرارُ قراري فاقنعْ ببعضِ الجُبنِ هذا أكلُنا = والحُلوُ هذا اليومَ بعضُ خيارِ! محمد حمدي غانم 14/2/2017 |
الساعة الآن 07:49 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.