![]() |
|
رهيبـــــــــــةٌ تلك الليــــــــــــــلة !!
دخلت الغرفة ’ أحكمت إغلاق الباب ’ دخلت في فراشي ..
ضلوعي ترتجف بشدة ..! حاولت أن أزيد عدد الأغطية ولكن لافائدة .. كان البرد قارساً وقاسياً , أدركت أنه لا بد من الدفء .. أوقدت مدفأتي اقتربت منها .. بدأت ألسنة اللهب تئز وتعلو .. اقتربت منها أكثر .. لكن ضلوعي مازالت ترتجف ويحاول بعضها أن يدخل في بعض كي يهدأ من برده وروعه .. لم تكن ألسنة اللهب تلك لتذهب عني ذلك البرد ولم تكن لتجعل ضلوعي تكف عن الرجفان.. كنت بحاجة لدفء من نوع آخر .. لذراع تحتضنني بقوة .. لصدر ينتزع من صدري ذلك الخوف والروع .. لكلمات .. للمسات.. تدخل إلى قلبي الطمأنينة ..وتنفث فيه برد السكينة .. وأن تنسيني ذلك المشهد الذي لايغيب عن ناظري .. دموعي لاتكف عن الانهمار .. وشفتاي ترتجف وتتمتم بلغة غريبة تتيه عنها الكلمات .. عيناي تحدق في كل زاوية علها تجد مايبدل ذلك المنظر المخزون في أنحاء ذاكرتي.. منظر احتضار إنسان .. منظر النهاية.. شيء رهيب أن ترى مشهد النهاية بعد أن عرفت مشاهد البداية .. أن ترى الخور بعد القوة .. والشحوب بعد الحيوية ..والخرف بعد الهيبة .. جثة هامدة خرجت منها الحياة والحركات ..الكلمات والهفوات .. خرج كل شي .. كل شيء .. ولم يبق سوى الأنين .. أنين الموت .. وبعد لحظات لن يبقى شيء .. هذه الحقيقة ستصبح ذكرى .. أمام هذا المشهد .. توقن بأنه لا حقيقة في هذا الكون سوى اللـــــــــــــــه.. |
ثناء .. أصبتِ يا بهية .. كم هي مؤلمة هنيهة تتلفظ فيها أنفاس محببة إلى القلب بشهقة النهاية .. كم سوداء ورمادية ساعة يتغشاها الموت ولا تلمسين من حضوره سوى تهدج الصدور .. ذات ليلة كنتُ قريبة من وجه الحياة في عمري حين أصطبغت الأصابع بالزرقة .. وارتعشت الشفاه بالنهاية .. لم أع في تلك اللحظات المريعة سوى هلعي .. ودموعي .. وصوتي وهو يصيح : " قل لا إله إلا الله يا أبي " وأكررها بنبرة المكلوم .. حينها ..أشار بسبابته إلي وتمتم صوته بالشهادة .. ويده كانت تفقد آخر الدفء بين كفي .. كانت ليلة رهيبة .. بكيتُ فيها ودعوت الله .. وترنحت قواي بعد أن انسابت بالفقد العظيم .. أبكيتني يا ثناء بهذا الوجع الباهر الذي ذرفه يراعك الثمين .. وأعدتِ إلي ذكرى مؤلمة .. حفظ العظيم أحبابك من كل سوء .. وحفظكِ لحدقي مبدعة بيضاء .. تقديري |
رهيبة حقا تلك اللحظة يا ثناء عايشتها و طفل صغير في حجري يلفظ أنفاسه الأخيرة عندما خرج الماء من أنفه هرعت عيناي إلى عينيه لتجدهما شخصتا نحو ملكوت لله لا نراه و لا ندرك أبعاده نص قصصي متميز رغم ذاكرة الألم التي استدعاها تحيتي لك غاليتي |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أختي الكريمة ثناء حمادة كما للحياة حق فكذلك للموت حق... مودتي وتقديري |
اقتباس:
غاليتي .. الموت علينا حق ..وكل نفس ذائقة الموت أنت من أبكيتني من جديد ياسحروغرغرت الحروف في حلقي .. ذلك المشهد لايمكن أن يمحى من ذاكرتي وكل منا قد عايشه مع شخص ما فهم السابقون .. ونحن اللاحقون .. رحم الله أباك ياسحر وأدخله فسيح جنانه..وحفظك من كل سوء .. أسفة حقاً وخجلة من كل حرف قد استجر دموعك الغالية يالغالية .. حبيبتــــــــي ..كوني دائماً بخير .. |
العزاء أخت ثناء في الحي أما الميت فعند مليك مقتدر رغم فاجعة الموت والفراق إلا أن ما نتخبط فيه الآن أدهى وأمر فما فائدة الحياة بدون بصيرة ولا هدف تقبليني بصدر رحب تحياتي سيدتي |
الأستاذة القديرة ثناء حمادة نعم يا أختي في الحياة وفي الموت نعلم ان البقاء والدوام لله وحده , فكلنا اموات حتى ملك الموت نفسه سيموت يوم القيامة سبحان الله وعندها يسأل الله مخلوقاته : لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد سبحانه لان الكل أموات تقبلي احترامي خالد الزهراني |
نعم أيتها الأديبة . . قد لا يخاف المؤمن من الموت . . هذا صحيح عندما نكون موقنين أننا في زيارة قصيرة ليس إلا . . ولكن الموت له رهبة . . لأنه انتقال بين حال نعرفها ولو قلبلاُ . . إلى حال لا نعرف عنها شيئاً . . ومظاهر الموت . . مظاهر الانتقال . . هي رهيبة على كل البشر . . أما عن المشاركة فهي مرعبة وناجحة بكل المقاييس . . تقبلي مني تحيتي وتقديري . . دمت بصحة وخير . . مع أهلك وأحبائك . . ** أحمد فؤاد صوفي ** |
اقتباس:
أشعر بكل كلمة نثرتِها وكل احظة عايشْتِها اللهم آمين..فتلك اللحظات تحفر في تربة الذاكرة مدى الحياة لايمكن لقطار الزمن بأن يتجاوزها .. العزيزة الغالية ريم .. أشكر مرورك من القلب وآسفة أني استدعيت بقصتي ذكرياتكم المؤلمة .. رحم الله الطفل وجعل وفاته خاتمة لأحزانك وحفظك الله لنا .. |
اقتباس:
نعم الموت حق .. لكنه يبقى حقيقة مؤلمة ورهيبة نسأل الله حسن العاقبة .. أخي العزيز .. محمد معمري .. لمرورك كل الشكر والتقدير .. تحيتي .. |
الساعة الآن 02:47 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.