![]() |
طعام العرب
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...VCZfrTC4XRz6fA
من روائع الجاحظ طعامُ العرب الطعام ضروب . والدعوة اسمٌ جامع . ومنه العُرس والخُرس والإعذار والوكيرة والنقيعة . والمأدُبة اسمٌ لكل طعام دُعيَت إليه الجماعات . وجاء في الحديث : " القرآن مأدبة الله " . وقد زعم ناسٌ أن العُرس هو الوليمة لقول النبي (ص) لعبد الرحمن بن عوف : " أوْلِم لو بشاة " . ومذمومٌ من لا يجيب الولائم . وطعام الإملاك _ أي عقد قران الرجل _ والأعراس والسُبوع والختان وليمة . وأما الخُرْس فالطعام الذي يُتـَخذ صبيحة الولادة للرجال والنساء . وزعموا أن أصل ذلك مأخوذ من الخُرْسة ، والخُرْسة طعام النُّفساء . قالت جارية وَلَدت حين لم يكن لها من يخدمها ويمارس لها ما يمارَس للنُّفَساء : " تخرّسي لا مُخرّسة لكِ ". وفي الخُرسة يقول الشاعر : إذا أسدية ولدت غلاما __ فبشّرها بلؤم في الغلام تُخرّسها نساء بني دُبير __ بأخبث ما يجدن من الطعام والخَروس هي صاحبة الخُرسة . والإعذار طعام الختان . يقال : صبيٌ معذور وصبيٌ مُعَذّر . وقال بعض أصحاب النبي (ص) وهو يريد تقاربهم في الأسنان : "كنا إعذار عامٍ واحد " . ومن طعام العرب الوكيرة ، وهو طعام البناء . كان الرجل يُطعم من يبني له ، وإذا فرغ من بنائه تبرّك بإطعام أصحابه ودعائهم . ولذلك قال الشاعر : خير طعامٍ شهد العشيرة __ العُرس والإعذار والوكيرة *والعقيقة دعوة علي لحم الكبش الذي يُعَقّ عن الصبي . ويسمّون ما ينحرون من الإبل والجُزُر من عُرض المغنم النقيعة . قال الشاعر : إنّا لنضرب بالسيوف رؤوسهم __ ضرب القُدار نقيعة القُدّام فأما الدعاء إلي هذه الأصناف فمنه المذموم ، ومنه الممدوح . فالمذموم النَّقَري ، والممدوح الجَفـَلي . وذلك أن صاحب المأدبة وولي الدعوة إذا جاء رسوله ، والقوم في أنديتهم فقال : أجيبوا إلي طعام فلان ، فجعلهم جَفـْلة واحدة ، وهي الجُفالة ، فذلك هو المحمود . وإذا انتقر فقال : قم أنت يا فلان ، وقم أنت يا فلان ، فدعا بعضا وترك بعضا ، فقد انتقر . يقول الشاعر : وليلة يصطلي بالفرث جازرها __ يخص بالنَقَرَي المُثرين داعيها أي لا يدعو إلا أصحاب الثروة والمكافأة ، وهذا قبيح . ومن أشهر الأبيات في مدح الجفلة وذم النقرة قول طَرَفة بن العبد : نحن في المَشتاة ندعو الجَفـَلي __ لا تري الآدب فينا ينتقر |
الساعة الآن 06:14 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.