![]() |
من أمثال العرب ...
قال أبو هلال العسكري صاحبُ كتاب " جمهرة الامثال " : " ثم إني ما رأيت حاجة الشريفِ إلى شيءٍ من أدبِ اللسان بعدَ سلامتِه من اللحْن , كحاجتِه إلى الشاهدِ والمثل , والشذرةِ والكلمة السائرةِ ؛ فإن ذلك يزيد المنطقَ تفخيمًا , ويُكسبُه قبولاً ، ويجعل له قدْراً في النفوس , وحلاوةً في الصدور ، ويدعو القلوبَ إلى وعيه ، ويبعثها على حفظِه ، ويأخذها باستعداده لأوقاتِ المذاكرةِ , والاستظهار به أوانَ المجاولةِ في ميادين المجادلة ، والمصاولة في حلباتِ المقاولة . وإنما هو في الكلام كالتفصيل في العِقد ، والتنوير في الروض ، والتسهيم في البُرُد ؛ فينبغي أن يُستكثرَ من أنواعِه ؛ لأن الإقلال منها كاسمِه إقلالٌ , والتقصيرُ في التماسِه قصورٌ , وما كان منه مثلا سائراً فمعرفته ألزمُ ؛ لان منفعته أعمُّ , والجهل به أقبح . ولما عرفتِ العربُ أنَّ الأمثالَ تتصرف في أكثر وجوه الكلام , وتدخل في جُلِّ أساليب القول , أخرجوها في أقواها من الألفاظ ؛ ليخف استعمالها , ويسهُلُ تداولها ؛ فهي من أجلِّ الكلام وأنبله , وأشرفه وأفضله ؛ لقلةِ ألفاظها , وكثرةِ معانيها , ويَسير مَئونتها على المتكلم , مع كبير عنايتها , وجسيم عائدتها . ومن عجائبها أنها مع إيجازها تعمل عملَ الإطناب , ولها روعةٌ إذا برزت في أثناء الخطاب ؛ والحفظُ مُوكلٌ بما راعَ من اللفظ، وندر من المعنى " انتهى . لم أجد أحسن من هذا الكلام للتعبير عن روعة الأمثال , وأهميتها في الأدب العربي . وسأحاول أن أعرض ما تيسر لي من أمثال العرب وشيءٍ من معناها ؛ لما فيها من الفوائد البديعة , والمعاني البليغة التي تطرب أسماع محبي لغة الأعراب . وهذه دعوة للأخوة للمشاركة . - إنَّ الرثيئة تفثأ الغَضَبَ . الرثيئة : اللبنُ الحامض يُخْلَطُ بالحلو . الفَثْء : التسكينُ . زعموا أنّ رجلا نزل بقوم وكان ساخِطاً عليهم , وكان مع سُخطه جائعا فسَقَوْهُ الرثيئة فسكن غضبُه. يُضربُ في الهَدِيَّة تُورِثُ الوِفَاقَ وإن قلَّت . - إنَّ وَرَاءَ الأكَمَةِ مَا وَرَاءَهَا . الأكَمَة : التل . أصله أن أَمَةً واعدت صديقها أن تأتيَه وراءَ الأكمَة إذا فرغَت من مِهنةِ أهلها ليلا , فشغلوها عن الإنجاز بما يأمرونها من العمل فقالت حين غلبها الشوقُ : حَبَسْتموني , وإن وراءَ الأكَمَة ما وراءها . يُضربُ لمن يُفشي على نفسِه أَمْرا مستورا . |
رائع
شكرا جزيلا مع تحياتي |
- إنَّ وَرَاءَ الأكَمَةِ مَا وَرَاءَهَا .
الأكَمَة : التل . أصله أن أَمَةً واعدت صديقها أن تأتيَه وراءَ الأكمَة إذا فرغَت من مِهنةِ أهلها ليلا , فشغلوها عن الإنجاز بما يأمرونها من العمل فقالت حين غلبها الشوقُ : حَبَسْتموني , وإن وراءَ الأكَمَة ما وراءها . يُضربُ لمن يُفشي على نفسِه أَمْرا مستورا ------------------------------------ استاذ . عبدالرحمن عزاوي . لكم الشكر والتقدير . معلومة جميلة رائعة . واحرف جميلة مفرحة للقلب كغذاء الروح . |
تحياتى ومتابعة معكم
كن بخير |
يزيد خالد و حسام الدين شكرا على مروركم ودمتم سالمين
|
اقتباس:
|
الساعة الآن 06:31 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.