![]() |
|
مُعلقة على أسوار الحب / من ديوان "قوافلُ الثلج"
مُعلقة على أسوار الحب عبد اللطيف غسري نبَستْ مَفاتِنُها بما لم أنْبِسِ قالتْ هنا حُسْنُ التجَلِّي فاجْلِسِ وَامْلأ قواريرَ المسَاءِ مُدامةً واسْقِ الفؤادَ قصيدةً واسْتأنِسِ إن ضَلَّ صوتِي عن مسامِعِكَ اسْتمِعْ أو غابَ عنكَ هِلالُ وجْدِيَ فاحْدِسِ وانسُجْ على مِنوالِ همسيَ بُردةً واصرُخْ إليَّ بِمِلْءِ صوتِكَ واهْمِسِ هذي حديقتيَ الصغيرةُ فانتسِبْ هذا غديري تحتَ رجْلِكَ فاغْْطِسِ نامتْ على كتِفيْكَ ذاكرتِي التي نظَّفتُها مِن ليلِيَ المُتكَدِّسِ فتحَسَّسِ الوردَ الذي يعْتادُها وعليهِ فَاحْنُ بكفِّكَ المُتحَسِّسِ أتُراكَ أرْخَيْتَ الستائرَ جُملةً ورَغِبْتَ يا صِنوَ الندى عن مَجلسي خبَرُ التمَنُّعِ في يَديْكَ جَريدةٌ مشؤومةٌ كصحيفةِ المُتلمِّسِ هل أشتكيكَ لبَعضِ أنسامِ الدُّجَى أم للشذا أشكوكَ أم للنرجِس قلتُ اسْتريحِي فوقَ ظِلِّيَ والْبَسِي أثوابَ قافيَتِي ولا تتوَجَّسِي إنِّي إذا الشَّفقُ الْتَقَتْ أذيالُهُ في وَجْنتيْكِ معَ الجَواري الكُنَّسِ أهْفو وَتَشْتعِلُ القصيدَةُ بُرْهَةً في خَدِّ ناصِيَتي الأسيلِ المَلْمَسِ وأهُزُّنِي صَخَبًا فَتلْتَقِطُ الصَّدى قِمَمُ الغَمائِمِ أوْ سفُوحُ الأطْلسِ نامِي على أوتارِ عِشْقِيَ واسْبَحِي كالطَّيْفِ في ملكوتِ صَمتِيَ وَانْعَسِي ما خَطبُ قلْبِكِ بينَ كفَّْيْكِ اسْتوَى مُتََضَرِّجًا بالقافِياتِ الخُنَّسِ ودَمُ الكلامِ يسيلُ مِنْ شفَتَيْكِ .. لا يَمْتارُ إلاَّ مِن غَمَامٍ أخْرَسِ ما خَطْبُهُ... تتَأجَّجُ الكَلِماتُ مِنْ جَمَرَاتِهِ في جَوْفِ لَيْلٍ أشْرَسِ حَمِيَ الوَعيدُ على شِفَاهِ بَنَفْسَجٍ وَاليَاسَمِينُ بِلَوْنِ حُزْنِكِ يَكْتَسِي لا تشْتكي يا دُرَّةً تَحْتَلُّنِي إنِّي لأبْحَثُ مِنكِ عَن مُتَنَفَّسِ فيَضِيقُ أفْقٌ تمْكُثِينَ ببَابِهِ وتضيقُ أقْفاصُ الدجى بالنوْرَسِ هل تَحْسَبينَ حَريرَ حُسْنِكِ آسِري مَزَّقْتُ أشْرِطَةَ الحَريرِ بِمَلْبَسِي ما عادَ أنْسُكِ يَسْتبِدُّ بِوَحدتِي فدعِي بَساتِينِي ولا تتَجَسَّسِي إن كانَ بَعْضُ شذاكِ قدْ بَلغَ المدى فَتَطيَّبَتْ مِنهُ أنوفُ الجُلَّسِ فتذَكَّري أنِّي أجوسُ البحرَ في لغَتِي ... حُدودُ حِمايَ صوتُ الهَجْرَسِ خَفَضَتْ جَناحَ الهَمسِ بعدَ تحَمُّسِ وتنَهَّدتْ بتوَجُّعٍ وتوَجُّسِ والليلُ مُعْتكِفٌ بمَعْبَدِ ثوْبِها والأقحوانُ يَغُطُّ فوقَ السُّندُسِ وأصَابِعُ الفَجْرِ الفَتِيِّ على المَدى تدْنو فَتَرْقُبُ جَمْعَنا بِتَفَرُّسِ وفَرَاشَةُ الشَّبَقِ القَريبَةُ تنتَشِي فَتكادُ تَجْذِبُنا اشْتِهاءَ تَلَبُّسِ وَتكادُ تسْحَبُنا فَيَبْلَعُنَا الدُّجَى والجُبُّ يَمْتلِئُ امْتِلاءَ تكَدُّسِ قالتْ أراكَ تجُسُّ نَبْضَ قصيدتِي وتجُوسُ أرضَ قَريحَتِي بتحَسُّسِ وتدُوسُ أخْتامَ الهوى بِطَلاسِمٍ وتدُسُّ أمْشاجَ الأسى في أكْؤُسِي كيْمَا تُطِيلَ مَدى الكلامِ بِشُرْفَتِي فتُطِلَّ مِنهَا غَافِياتُ الأنفُسِ يا نَجْمِيَ السَّيَّارَ في فَلَكِ الهوى لِمَ لا تسِيرُ إليَّ مِلْءَ تَنَفُّسِي هل سَيَّرَتْكَ ريَاحُ ليْلٍ عَابِثٍ شُهُبُ الحُروفِ بهِ رَمادُ تجَسُّسِ إنِّي أرى وثَنَ التجَنِّي يَرْتدِي عَيْنَيْكَ صِنْوَ تحَنُّطٍ وتَكَلُّسِ وأرى أكُفَّ النَّارِ تصْفَعُ أمْسَنا فَامْنَحْ خُدودَ الشوقِ بَعْضَ تلَمُّسِ والثلجَ مِن سحُبِ التمَنُّعِ والجَوى يَجْتاحُ أفْنِيَةَ الأماني فاكْنُسِ سَيَخُورُ جِسْمُ الشَّوقِ إنْ لم تَحْترِسْ ويَخِرُّ صَرْحُ العِشقِ إنْ لم تَحْرُسِ من ديوان "قوافلُ الثلج" |
قصيدة جميلة للغاية وهذا الشاعر ربما هو الاكثر رومانسية في منابر... دققوا معي في هذه الصورة ما اجملها...فالشاعر هنا يخاطب محبوبته فيقول لها نامي وانعسي على اوتار عشقي واسبحي في ملكوت صمتى فهو يصور حبه لها وكأنه نغمة موسيقية تعزف لها لحن فتنام في ذلك الجو الشديد الرومانسية والذي يزيده صمت الشاعر جمال ولا بد ان صمته كان من شدة جمالها فالصمت في حرم الجمال جمال.
ويتساءل الشاعر اي حبيبتي ما لقلبك اراه قد غادر صدرك وجلس بين كفيك وهو متضرج بالقصائد وما لهذا الكلام الخارج من شفتيك ينزف دما وكأنه المطر النازف من الغيوم ربما. نامِي على أوتارِ عِشْقِيَ واسْبَحِي كالطَّيْفِ في ملكوتِ صَمتِيَ وَانْعَسِي ما خَطبُ قلْبِكِ بينَ كفَّْيْكِ اسْتوَى مُتََضَرِّجًا بالقافِياتِ الخُنَّسِ ودَمُ الكلامِ يسيلُ مِنْ شفَتَيْكِ .. لا يَمْتارُ إلاَّ مِن غَمَامٍ أخْرَسِ |
اقتباس:
دمت أخا مكرما وأستاذا أديبا وناقدا أريبا. أخوك عبد اللطيف غسري |
أخي عبداللطيف قصيدة جميلة استمتعت بها
وتمعنت في صورها الجميلة فوجدتها سامقة دمت مبدعا |
اخي الشاعر عبداللطيف قسري تعجبني الصور والتصاوير في قصائدك أجدني اكاد أسرق منها وميضا واشرد بعيدا كي اتامله مطولا.. دمت بهذا الأبداع. |
السلام عليك الأخ الشاعر الكبير عبد اللطيف الغسري لهذه القصيدة الفضل بأنها عرفتني بصوتٍ شعري مغاربيٍّ مبدعٍ هو أنت ... قرأتها من قبل .. قلت يومها لنعترف بأن راية الشعر صارت عند أخواننا في المغرب ........ أثني هنا على مداخلة الأستاذ أيوب صابر الذي يضيء النصوص بقراءاته التحليلية القيمة فله كل التقدير والاحترام .. ......... قطفت بيتاً واحداً من هذه الحديقة نامتْ على كتِفيْكَ ذاكرتِي التي نظَّفتُها مِن ليلِيَ المُتكَدِّسِ ت ث ب ي ت ستكون في أعلى الصفحة ليتجول الجميع في هذه الحديقة الغناء من الصور المبتكرة تقديري واحترامي |
الأخ الشاعر عبداللطيف لقد أبدعت في هذا النص أيما إبداع.
أحاسيس مرهفة...وحروف بديعة مزخرفة تستحق الأعجاب والثناء. ودمت بحفظ الله |
اقتباس:
تحياتي وتقديري |
اقتباس:
إعجابك بالنص إجازة كبيرة له .. أشكرك وأحييك.. تحياتي ومودتي |
الأخ عبد اللطيف المحترم..
معك لايقف الأبداع عند حد. ولا يخضع لأشارة حمراء . أستمتعت حقا بقراءة هذه الرائعة . ولقد كان محقا عبد السلام بتثبيتها . بوركت ولك من قلب أخيك تحية علاء الأديب |
الساعة الآن 05:29 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.