![]() |
فاتَ الأوانْ...
فات الأوانْ... كِلانا ، أتى مِنْ خريفٍ بعيدٍ... كَبُعدِ الصّبا عن سنين الهَوانْ... شُغِلْنا بِتَكْثِيِف شَعْرِ المَشيبِ... وتَبْديدِ ما كانَ من عُنْفُوانْ... مَضينا إلى العُمْر ، نُرديه هَدْرا... وَأرْخى كِلانا ، عِنانَ الحِصَانْ... وها إنّنا نلْتقي ، دونَ قصْدٍ... فَيُفضي لِقانا... إلى مِهْرَجانْ... *** تَراءى ذُهولي ، كَطِفلٍ خَجُولِ ... يُعاني ارْتِجافًا ، إزَاءَ امْتِحانْ... ظنَنْتُ اشْتِياقي ، خَبَا بِالفِراقِ... وَ دمعُ المَآقي ، تَجافى وخانْ... غُبارُ الوَقارِ ذَوَى في مَدَاري ، فَهُدّتْ سَوَاري ، عُرى الإتّزانْ... وَ فِنْجانُ بُنّي ، تَهادى ارْتِعاشًا... بِدَقّاتِ قَلبٍ ، تَهُزُّ الكَيانْ... *** "أحَقًّا "– تَقولينَ – " أصْبَحْتَ جَدّا؟ وَلامَسْتَ بالشّعْرِ ذَوْقَ الحِسانْ؟" "أفِعلاً ، تمكّنتَ من وأدِ عشْقي ؟ أما زال بالصّدْرِ بعضُ امْتِنانْ؟" أُجيبُ ، وَ نَمْلٌ غَزا كلّ جسمي ... و لاحتْ على جبْهتي موجتانْ... " نعمْ ، واقْترفتِ الحَياةَ بدوني ، و ضيّعت حبّا غزيرَ الحنانْ..." *** تَقولينَ " أَتْقَنْتُ شَأْنَ ارْتِحالي... و في كلّ شوْطٍ ، كَسَبْتُ الرّهانْ... ولكِنّني" لوْ " أُعيدُ اختياري ... سألْقاكَ نَجْمًا ، يُضيء المكانْ..." أقولُ – " وَلوْ أنَّ لَوْ أنْصَفَتْني... لَحَلّقْتُ كالطّيرِ فوقَ الجِنانْ... لأنجزتُ ما لا تَعيه الأماني... و ما لا يُجاريهِ سحْرُ البيانْ... *** دعيني على الأرضِ ، أنهي عَذابي ... ولا تُبْهريني ... بِلَحنِ افْتِتَانْ... تَجاعيدُنا ، لم تَعُدْ في اتّساقٍ... ونَبْضُ الحماسِ انْتَهى واسْتَكانْ... سَتُرْوَى تفاصيلُ عِشقي بِشِعري... سَتُعْنَى القَوافي ، بِعَقْد القِرانْ... فَبالشّعْرِ ، عِشْقي... سيلقى خُلودًا ... و لِلعِشقِ... شِعري... سيَبْقى مُدانْ... *** كِلانا ... مضى ... في قِطار اغْتِرابٍ... وفي موعِدِ الصّدقِ ... فات الأوانْ... |
الله
وإن كان الأوان لا يفوت للارادة أن تجعل الزمن عند العام الذي نريد مبدع أنت ومتمكن لك تقديري |
رد: فاتَ الأوانْ...
الله ...الله ....الله
أصفق إعجابًا لتصويرٍ يزاحم النجوم في ألقه أستاذي محمد نجيب بلحاج حسين ذكرتني بقصيدة الشاعر الحموي الكبير ( جدٌّ وجدَّةٌ ) وهي منشورةٌ هنا في المنابر مع نتاج الشاعر الراحل نصُّك يستحق التثبيت والاحتفاء تثبيت الثلاثاء 9/2/2021 محبتي وتقديري |
رد: فاتَ الأوانْ...
أكثر ما يلفت انتباهي في نص هو شاعرية التناول وصدق الإحساس التي لمستها متدفقة ثرية في هذا النص البديع ..فشكرا لشاعرنا الرائع على هذا الفيض الغامر
|
رد: فاتَ الأوانْ...
فلسفتك الشعريةُ غزيرةٌ بالنور
تأخذنا إلى عالمٍ تبتكره رؤيتُك الخاصة. هنا نصٌّ شعريٌ بديع تحياتي :45: |
رد: فاتَ الأوانْ...
شعرك يلامس الذوق فكلما همهم العمر متقدماً كلما نضج الشعر وطابت قراءته ولم يفت الأوان بعد .. هذه بشرى أحسنت وأجدت تحية ... ناريمان |
رد: فاتَ الأوانْ...
ظنَنْتُ اشْتِياقي ، خَبَا بِالفِراقِ...
وَ دمعُ المَآقي ، تَجافى وخانْ... أكثر من راااائعٍ ما أهديتنا شاعرَنا النجيب كيف انسابَ اللحنُ هنا رقراقًا في جَداولِ العُذوبةِ والجمال؟ مع ثلاثِ قوافٍ داخلَ بيتٍ واحدٍ ، مكسورةٍ بأمرِ النحو، مرفوعةِ القامةِ بأمرِ الدهشةِ والِافتتان؟ وكل القصيدِ سامِقٌ فَريد، وبخيوطِ البلاغةِ مُطرَّزٌ مُزدان! غُبارُ الوَقارِ ذَوَى في مَدَاري ، فَهُدّتْ سَوَاري ، عُرى الإتّزانْ... وما قِيلَ عن قوافي البيتِ السابق، واجبُ التكرارِ هنا حتى لَتُرفعَ لهُ القُبّعات. يمكننا الاستغناء عن الضرورة في قطع همزة الوصل في (الإتزان) على هذا النحو: فَهُدّتْ سَوَاري ، عُرى الِاتّزانْ... والأمرُ إليكَ أيها المُبدعُ القدير :43: |
الساعة الآن 04:30 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.