![]() |
[ " نفحات ٌ قرآنية ٌ "............ ]
العلاقة بين الهدى والتقوى منقول |
الملاحظ هنا أن القرآن الكريم هداية ، والهداية هي عملية ذهنية وإدراكية ، بمعنى نقل الإنسان من المجهول إلى المعلوم .. ولكن لماذا جعل القرآن الكريم هذه الهداية خاصة بالمتقين ؟.. والتقوى : عملية فعلية، وورع ، وفعل ، وترك .. فإذن ، ما الارتباط بين عالم المعرفة وهي الهداية ، وبين عالم العمل وهي التقوى ؟.. الهداية عملية ذهنية وإدراكية التقوى عملية فعلية وورع وفعل وترك معلومات أفدت منها بارك الله فيك أخي حميد منقولات رائعة ..... ناريمان |
موارد جواز التظلم منقول |
هيمنة القرآن على الكتب السماوية ________________________________ هل يصدّق القرآن الكريم بكل ما تضمّنته الكتب السماوية، وبخاصة التوراة والإنجيل الرائجين، أم يرفضها ويكذب مضامينها جملة وتفصيلاً ؟ وما هي ـ ترى ـ منزلة القرآن الكريم، كآخر كلمة في مفكّرة السماء، وكذروة ما نزل من جانب الله تعالى إلى البشرية، بين غيره من الكتب المنزلة قبله؟ يجيب القرآن الكريم عن هذا السؤال في الآية 48 من سورة المائدة بصراحة كاملة، وبلاغة إذ يقول : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب، ومهيمنا عليه، فاحكم بما أنزل الله، ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ). في هذه الآية يصف البارئ تعالى كتابه العظيم ( القرآن ) بثلاثة أوصاف جديرة بالتأمل والإمعان : 1 ـ انه كتاب نزل بالحق. 2 ـ انه مصدق لما بين يديه. 3 ـ انه مهيمن عليه. وما يرتبط بالسؤال المطروح ـ هنا ـ هو الوصف الثالث وهو كون القرآن مهيمنا على ما تقدمه من الكتب المنزّلة فماذا تعني الهيمنة القرآنية على تلكم الكتب؟ قال العلامة ابن منظور في ( لسان العرب ) : في التنزيل ومهيمنا عليه. قال بعضهم: معناه الشاهد، يعني وشاهداً عليه. وقال ابن فارس في ( معجم مقاييس اللغة ) فأما المهيمن : وهو الشاهد. وذهب إلى مثل ما ذهب إليه هذان العالمان اللغويان العلامة الفيروز آبادي في القاموس المحيط. وإذا كان الشاهد بالحق هو الذي يقرر ما يصح، وينفي ما لا يصح فالمهيمن هو من يقرر ما يصح، ويبطل ما لا يصح. والقرآن الكريم يقوم بهذه المهمة عينها بالنسبة إلى ما تضمنته الكتب السماوية الرائجة. صحيح أن القرآن ـ حسب الوصف الثاني من الأوصاف الثلاثة المذكورة في الآية المطروحة في مطلع هذا المقال ـ هو كونه ( مصدقا لما بين يديه من الكتاب ) ولكن هذا التصديق لا يعني أنه يقرر كل ما تحتويه تلك الكتب على نحو الإطلاق حتى ما كان باطلا، بل يصدق ما صح فيها من المعارف، والمفاهيم، والقضايا، والموضوعات، ولهذا كان ضرورياً أن يضاف إلى هذه الجملة ما يقيّد هذا التصديق كيف لا، والوصف الأول من الأوصاف الثلاثة المذكورة هو كون القرآن نزل بالحق، وقد تكرر هذا الوصف مرتين في هذه الآية، عندما يقول سبحانه ( ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ). وبهذا يعرف الترابط الدقيق بين هذه الجمل الثلاث في الآية وهي : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق ) و( مهيمنا عليه ) ( مصدقا لما بين يديه من الكتاب ). فإن الكتاب الذي قام على أساس بيان ما هو الحق والحقيقة، وما هو الصحيح والواقع في مجال المعارف والمفاهيم، لا يمكنه إلا أن يصدّق ما جاء في الكتب السابقة من حق وحقيقة، ويفنّد ما هو باطل، مخالف للواقع، مغاير للحقيقة. إن هذا يتطلب منا أولا أن نقف على ما وصف الله تعالى به كتابه العزيز ( القرآن ) ليتسنى ـ بعد ذلك ـ فهم مسألة الهيمنة القرآنية على ما عداه من الكتب المنزلة الرائجة. ************************************************** ***************************************** حميد 16 1 2011 |
|
▂▃▅▆▇ العقوبة بعد العناية ▇▆▅▃▂ |
شرحُ الصدر |
التجليات الإلهية
(وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) الأعراف / 142 إن هذه الآيات آيات غريبة حقا وهي آيات متعلقة بنبي الله موسى ( عليهِ السلام ) فاللقاء الإلهي هنا كان ثلاثين ليلة ولكن الله- عز وجل - تفضل على موسى وزاده عشرا نستطيع أن نستخلص من ذلك عدة دروس ، منها : الدرس الأول : أن الإنسان بالدعاء الحثيث لإحراز القابلية تُمدد له العطاءات المعنوية فاللقاء الإلهي في طور سيناء هو لقاء مغتنم ومصيري لنبي الله موسى ( عليهِ السلام ) وقد كان بالإمكان أن يواعده ( سبحانهُ ) منذ البداية أربعين ليلة ولكنه جعل الموعد على مرحلتين : أولى وثانية و"لعله ذكر الليالي دون الأيام مع أن موسى ( عليهِ السلام ) مكث في الطور الأربعين بأيامها ولياليها . والمتعارف في ذكر المواقيت والأزمنة ذكر الأيام دون الليالي لأن الميقات كان للتقرب إلى الله - سبحانه - ومناجاته وذكره وذلك أخص بالليل وأنسب لما فيه من اجتماع الحواس عن التفرق وزيادة تهيؤ النفس للأنس وقد كان من بركات هذا الميقات نزول التوراة . فإذن إن الله تعالى قد اختار الليل ليدل على أن اللقاء الإلهي يتجلى في الليل صحيح أن النبي هو موسى ( عليهِ السلام ) والمتكلم هو الله عز وجل والمكان المقدس طور سيناء لكن ليله يختلف عن نهاره وعليه ، فإن هذا درس للجميع ليغتنموا الليل لخصوصيته واختلافه عن النهار . الدرس الثاني : ( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ ) إن موسى ( عليهِ السلام ) يذهب للقاء الله وفكره وقلبه في أمته وهذا اللقاء لقاء تخصصي مع الله عز وجل فقد كلمه تكليما وأعطاه الله ما لم يعطه للأنبياء السلف من الحديث المباشر وخلق الكلام ومع ذلك فإن قلبه مع الأمة ومن هنا نعلم الجامعية في التكليف فالإنسان الذي يصلي صلاة الليل وهو في قمة إنشغالاته المعنوية عليه أن لا يهمل أمر من حوله : سواء الزوجة والذرية والأرحام والمجتمع والجيران لا أن يتذرع بأنه مشغول بالمناجاة فيعيش الفناء الإلهي والذوبان في المعاني القدسية وينسى تكليفه الإجتماعي فهذا موسى ( عليهِ السلام ) يذهب ويعيّن الوصي في قومه . الدرس الثالث : أن موسى ( عليهِ السلام ) يعلم بأن الميقات ثلاثين أو أربعين ليلة ومع ذلك لم يترك الأمة دون وصي فقال : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) فمعنى ذلك أن هناك مفسدين في الأمة ووجود النبي في الأمة يمنع المفسد من إظهار إفساده لأن وجود النبي رحمة . الدرس الرابع : ( وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) لماذا قال موسى ( عليهِ السلام ) : ( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) ؟ إن موسى ( عليهِ السلام ) هو خامس أنبياء أولي العزم وهو كليم الله فإذن هو أعرف الناس بالله وصفات كماله وجماله فهل يقول موسى ( عليهِ السلام ) لربه : ( أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) كما أرى الأشياء : كالجبل والأمور المادية ؟ حاشا هذا فإن من أولويات إعتقاد المؤمن العادي بأن الله- عز وجل - كما يقول تعالى في القرآن الكريم : ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ) فهذه الآية لم تأتِ بشيء جديد إنها بيان لحقيقة يفهمها جميع الأنبياء والمتبعين لخط الأنبياء . وبناء على ما تقدم كيف يقول موسى ( عليهِ السلام ) : ( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) ؟ وهنا انزلق البعض في البحث وقال : نعم موسى ( عليهِ السلام ) طلب من الله - عز وجل - الرؤية الحسية وكما قلنا : فإن هذا لا يليق بالمؤمن العادي فضلا عن النبي العادي فضلا عن نبي من أولي العزم ! فإذن إن ما طلبه موسى ( عليهِ السلام ) هي قطعا الرؤية الممكنة والرؤية التي تتناسب مع حقيقة الربوبية وهي الرؤية التي لا تتوقف عند الحس كما في النص الشريف : ( رأته العيون بحقائق الإيمان، ولم تره بمشاهدة العيان ) إنه نوع من أنواع التجلي والرؤية القلبية . إن الله - عز وجل - قد تجلى للبصر: من خلال الشجر والماء ومن خلال التكوين من الذرّة إلى المجرّة وكذلك تجلى للقلب بنوع آخر كما أن له أفلاك ومجرات وزينة في السماء يتجلى بها للمؤمنين فكذلك يتجلى بلون آخر لعباده المخلصين فإذن إن هذا هو التجلي والرؤية التي أرادها موسى( عليهِ السلام ) من الله عز وجل فما المانع أن يقتدي المؤمن بني الله موسى ( عليهِ السلام ) بأن يطلب نوعا من أنواع التجلي أو نوعا من أنواع الرؤية المتناسبة مع عظمة الربوبية ؟ إنها رغبة مقدسة وعظيمة . الدرس الخامس :( قَالَ لَن تَرَانِي ) فإذا كان موسى ( عليهِ السلام ) قد طلب الرؤية المعنوية فلماذا قال : لن تراني ؟. وإذا كان لن تراني تشير إلى الرؤية الحسية فلماذا طلب موسى ( عليهِ السلام ) الرؤية ؟ وهنا قد يبدو شيء من التعارض بين جزئي الآية وهنا أيضا بحث دقيق في هذا المجال :( قَالَ لَن تَرَانِي ) بمعنى يا موسى إن هذه الدنيا وطبيعة الحياة الدنيا لا تسمح لذلك التجلي الخاص الذي أردته مني نعم تراني بمشاهدة القلوب وكما قال تعالى في سورة أخرى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) نعم إن مقدارا ً من التجليات الإلهية مدخرة في الآخرة فموسى ( عليهِ السلام ) عبارة عن روح وجسد وهو محكوم ببعض علائق الأرض وطبيعة الحياة الأرضية لا تسمح ببعض التجليات فـ( قَالَ لَن تَرَانِي ) بمعنى أنك لن تراني بتلك التجليات والرؤية الخاصة التي يرى ربنا في يوم القيامة . وبعبارة واضحة : يا موسى لي تجليات في الدنيا وأخرى في الآخرة فهناك قسم من التجليات يمكن أن تشاهدها في الدنيا من خلال عبادتك ومناجاتك وحديثك معي وقسم مدخر للآخرة كما أن الرحمة الإلهية كذلك فرحمة الله بعثت النبي الخاتم، ورحمة الله بعثت هذا الوجود ولكن هل تعلمون بأن رحمة الله في هذه الدنيا هي جزء من أجزاء الرحمة الواسعة ولعله قد ورد في بعض التعابير: أنها جزء من مئة فإذن إن الرحمة الإلهية تتجلى في القيامة بأوسع صورها مع أنه في الدنيا هناك أيضا رحمة إلهيه متجلية . الدرس السادس: ( وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ ) أي يا موسى إذا أردت التجلي الخاص فإني أعطيك أثرا وعيّنة فأنا أتجلى لهذا الجبل تجليا لا تحتمله الدنيا والجبل عنصر من عناصر المادة وهو يشترك مع موسى ( عليهِ السلام ) في أن كليهما محكومان بقوانين المادة فتجلى ربنا ذاك التجلي الخاص للجبل فـ( جَعَلَهُ دَكًّا ) أي أصبح مدكوكا متلاشيا في الجو( وَخَرَّ موسَى صَعِقًا ) أي مغشيا عليه من هول ما رأى فكلاهما اندكا كل بحسبه . ( فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) أي رجعت إليك مما اقترحته عليك وأنا أول المؤمنين بأنك لا ترى ولن أطلب تلك الرؤية قبل وقتها . فإذن إن المؤمن في الدنيا يحب أن يصل إلى بعض المدارج المعنوية العليا جدا والله يحجبها عنه لا لبخل في فيضه وإنما لعدم تحمل المؤمن لبعض صور العنايات الخاصة ولذا فإن على المؤمن أن يطلب ويقنع فعليه أن يطلب الدرجات العليا ويقنع بما يُعطى لأنه هو الخبير والبصير بقابليات العباد وبما يستحقونه من قوتٍ سواء في عالم المادة أو في عالم المعنى . حميد عاشق العراق 25 - 2 - 2012 السبت 3 ربيع الثاني 1433هج |
▂▃▅▆▇ في القرآن الكريم ▇▆▅▃▂ |
أسجل إعجابي الشديد بهذه النفحات الإيمانية ، وبهذا النسيج الذي يذوب رقةً وأناقة . |
الساعة الآن 07:03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.