|
بَيْتٌ للسُّكْنى
بيت للسكنى د. طاهر عبد المجيد ماذا في الشِّعرِ ومن يُعنى بقصورٍ من ورقٍ تُبنـى وموائدَ لا تُغني أبداً من جوعٍ أو تملأُ بطنا في زمنٍ أطلقَ ثورتهُ بالعلمِ فصارَ لهُ سِجنا وغدا الحاسوبُ لهُ قلباً و«الأخضرُ» أذْنين وعَيْنا وضجيجُ الآلةِ موسيقى كالقطنِ يَسدُّ بها الأُذْنا يَعزفُها في كلِّ صباحٍ لنشيدٍ رقمــيٍّ لحنا زمنٌ لا يملكُ من وقتٍ كالفنِّ لكي يمشي هونا ويُصيخَ السمع إذا أحدٌ أنشـدهُ شعراً أو غنَّى ما كان لأجمـلِ أبياتٍ في الشِّعرِ وأكثرِها حُزنا أن تلمسَ روحاً قد غارتْ في جسـدٍ يحتكرُ الدُّهنا * * * أنتظرُ الشعرَ فلا يأتي ويجيءُ فلا يطلبُ إِذْنا يُملي ما شاءَ ولا يرضى من عقلي أو قلبي عَوْنا فأسابقُ خشية أن أنسى ما يُملى فيقـولُ تأنَّى لن أُلقي في روعكَ شيئاً تألفــهُ أو مـا تتمنى وكأنِّي لستُ سوى قلمٍ مزروعٍ في يـدهِ اليمنى أو أني فُرشةُ رســامٍ تختزنُ الصورةَ واللَّونا ولهذا فأنا لا أخشـى ذماً في النقدِ ولا غُبنا أوَ أخشى نقداً يمنحني عيناً ثالثـةً أو ذِهنا؟ ويقيناً يُولدُ في شِعري وَهْماً أو شكاً أو ظنَّا ويُقلِّــمُ شِعري فيقوِّي لي غُصناً أو يُنبتُ غُصنا لكني أخشى منتقداً يَغلو بالذَّمِّ إذا أثنى ويحاكمُ شِعري بيقينٍ لا يملكُ في فمه سنَّا * * * يَكتبني الشِّعرُ لكي يُعطي لوجودي في الدُّنيا معنى يجعلُها تُصغي لحديثي وتُقيمُ لأفكاري وزْنا وأراهُ يُعاملني كأَبٍ يتمنَّى أن يُرزقَ إِبْنا فيُتيحُ لعقلي أحياناً أن يُبدي رأياً في المبْنى فأنا أحتاجُ إلــى بيتٍ في شِعري يَصلحُ للسُّكْنى يطلقني من أسْرِ زماني ومكاني فأجوبُ الكونا وأعودُ وقد أصبحَ قلبي من خوفي يَرتَشفُ الأمنا ويكونُ الموتُ على مضضٍ أحصى وتأكَّدَ مـن مِنَّا سَيُضيفُ الفنُ لهُ عمراً يُصبيهِ إذا كـان مُسنَّا ويُشيِّدُ مما أبدعــهُ وتَفرَّدَ فيه له حصـنا فإذا ما الموتُ تَذكَّرهُ وأتى يطلبهُ بالحسنى فاجأَهُ البابُ بإعلانٍ مكتوبٍ يا هذا دَعْنا واذهبْ لأُناسٍ ما ابتكروا في الدنيا عِلْمـاً أو فنَّـا بلْ عاشوا فيها كالموتى بل جُثثاً تنتظرُ الدَّفنـا واعذرني يا موتُ فبيتي من ساحةِ فِعلكَ مُستثنى وببيتي هـذا أحسبُني لا أّكبُر سِنَّاً بـل شَأْنا وبهِ ستلاقي أحلامي في غربةِ أيامي حضنا وستبقى في كلِ زمانٍ ومكانٍ أشعاري تُجنى بشفاهٍ تبحثُ عن خمرٍ طازجةٍ لم تَلْمسْ دِنَّا وسيبقى الحبُ لها حبراً تَفنى الأيامُ ولا يَفـنى فاجعلْ يا موتُ علاقَتَنا ثابتةً في الحــدِّ الأدنى وأجبْ -من فضلكَ- من سَألوا ماذا في الشِّعرِ وهلْ أَغنى؟ د. طاهر عبد المجيد |
السلام عليك الأخ الشاعر الدكتور طاهر عبد المجيد للمحدث أن يزداد سحراً بهذا الروي الجميل ........... أصدق ما يكون الشعر هو ذلك الإلهام الذي يأتي دفعةً واحدة بلا إنذار أو قرار وكأن أحداً يملي عليك القصيدة بما تقصر الأصابع عن اللحاق به ... تلك هي حقيقة الشعر كما أراها وكما أبرزتَها هنا أنتظرُ الشعرَ فلا يأتي ويجيءُ فلا يطلبُ إِذْنا يُملي ما شاءَ ولا يرضى من عقلي أو قلبي عَوْنا فأسابقُ خشية أن أنسى ما يُملى فيقـولُ تأنَّى ربما يطول التأني لسنوات ...!! أليس كذلك يا صديقي ؟ .......... مادية الحياة حقيقة الشعر إحساس الشاعر كانت ثلاثية رائعة لها ا ل ت ث ب ي ت شاعرنا المتألق مع فائق التقدير والاحترام |
وهذا هو الشعر دفقة شعورية تكتبنا بلحظة صفاء أو ربما لحظة غضب أو حزن لتخرج القصيدة من نبض الروح .. مشاعر أعاننا الله أستاذي نحن الشعراء فإن كتبتنا القصيدة نفرح وإن خاصمتنا نحزن ونقول قد عجزنا روعة تلك الكلمات والشاعر لك الود أستاذنا طاهر |
تصوير بديع ومحاورة ممتعة بينك وبين فكرك بين حرفك وقلمك اما القصيدة فقد جاءت كعادتك في كل قصائدك متكاملة تغري بالسكن بجوارها لقرآتها عدة مرات.. اشاعر طاهر عبدالمجيد صح قلبك.. |
أخي الشاعر المبدع عبد السلام زريق:
أشكرك على تثبيت القصيدة. والحقيقة أنني فوجئت حينما قرأت في آخر مداخلتك كلمة «تثبيت» فلم أكن أعرف أنك مشرف على منبر الشعر الفصيح. ولقد سررت كثيراً بهذا لأنني أعرف إعجابك بما أنشر في هذا الموقع المميز وهذا يضمن لقصائدي التثبيت وربما نقلها فيما بعد إلى النصوص المتميزة. فإن كان إشرافك على هذا المنبر جديداً فاسمح لي أن أبارك لك ولأنفسنا فأنت جدير بهذا المنصب وإن كان إشرافك قديماً فاعذرني على جهلي بهذا وتأخري بالمباركة والتهنئة. |
أختي العزيزة الشاعرة مقبولة عبد الحليم:
أشكرك على هذا المرور الجميل بقصيدتي وأسعدني إعجابك بها وأنت الشاعرة المجيدة. دمت بألف خير. |
أختي العزيزة الكاتبة سارة الودعاني:
أسعدني مرورك بالقصيدة وبهذه الكلمات الرقيقة في التعبير عن إعجابك بالقصيدة وستفرح قصيدتي كثيراً إذا سكنت بجوارها أو تجولت في أروقتها وحدائقها فستكونين ضيفة عزيزة ولن تقصر قصيدتي في واجب الضيافة. دمت بألف خير. |
| الساعة الآن 09:54 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.