![]() |
وِلَادَةُ امْرَأَة
وِلَادَةُ امْرَأَة
. . أحْيَتْني نظرتُكَ امرأةً...لا أذكرُ ساعةَ ميلادي في دوحةِ عينيكَ الخضراءِ تلاشتْ سحرًا أبعادي جرأتُكَ الخرقاءُ أحالتْني كومَ رَمادِ أحيتْ عصرًا أَنْدَلُسيًا في ذَاكرتي زرعتْ قمحًاً فرعونيًّا في خاصرتي جرأتكَ العمياءُ اجتاحتْ جَسَدي مسحتْ وهمَ الزمنِ الضّائعِ عن مِرآتي أحيتْ جنّةَ زهرِ اللَّيلكِ بمَساماتي جرأتُكَ الهَوجاءُ كريحٍ أوْهتْ جَلَدي تصنعُ لحنًا من أنَّاتي تكتبُ شعرًا من رِعْشاتي جعلتْ دمِيَ الأحمرَ أخضرَ يقطرُ ظلًّا ينْضَحُ عَرَقًا يعلنُ ثورتَهُ الشَّعواءَ على قَلبي يمعنُ أكثرَ يوقِدُ فتنةَ داحسَ والغبراءْ ما بين سَريري ووِسَادِي يكسرُ بجنونٍ أَمْجادي يزرعُ ألغامًا في جسدي وفتيلُ النارِ على شَفتيكَ .. وفي عينيكَ تَذوبُ ضِياءً أَلغامي مَنْ غيرُك يتفيأُ شَعْرِي يرسمُ لوحاتِ الشَّفَقِ الغَربيِّ على ظَهْرِي يجمعُ حُزنَ الكون بأعينِهِ الخضراءِ ويسفحُهُ كِسَرَ البلورِ على صَدري يصنعُ من وَهْميْ أشْرعةً من خُصَلِ الشَّعْرِ ويعقدُها فيحرِّرُني مِنْ أَصْفَادي فأنا امرأةٌ لمْ أعرفْ غيرَ حُدودِ السِّجْنِ.. ووقْعِ سِياطِ الجَلّادِ لم أسمعْ غيرَ لُحونِ المَوتِ بِصوتٍ فَظِّ الإنْشَادِ لم أُسْلِمْ في الحُبِّ قِيادي إلا ليديكَ فوحدَكَ كنتَ جريئًا كنتَ بريئًا وحدَكَ وحدَكَ صَيَّادي تستعرضُ عضلاتِكَ كالنَّسْرِ على سَامقةِ الأوتادِ مَنْ غيرَكَ في اليومِ الأولِ .. قبلَ وُلوجِ الحَرفِ إلى أُذُنَيهْ يعرفُ رَقَمي يلغو بِاسْمي يكتبُ جَسَدي في ذاكرةِ الأجْسَادِ يتَنَسَّم عِطْري قبلَ هُجومِ الرِّيحِ على رئَتَيْهْ يسكرُ مِنْ رِيقي قبل الصدرِ الحاني... مثلَ الفجرِ على شَفَتَيْهْ مَنْ قبلَكَ آمَنَ بِحصاديْ منْ قبلِ زراعةِ بُسْتاني مَنَ مِثلُكَ يعلمُ أن ولادةِ هذا الكوكبِ.. كانتْ في فَجْرٍ نَيْسَاني مَنْ غيرُكَ غَرْبَلَني كالقمحِ وخلَّصني من أدْرَاني؟ مَنْ غيرُكَ يسلبُني ويذيبُ ببحرِ النَّشْوةِ أَحْزَاني مَنْ غيرُكَ أَسْكَنَنِي في الفُلْكِ قُبَيْلَ جُموحِ الطُّوفانِ؟ لم أُخلَقْ قبلَكَ لكنّي طيفٌ وأُخبِّئ أكفاني وأتيتَ على مُهرٍ كالفجرِ بنفحةِ نورٍ أَحْياني . . 24/5/2009 |
أخي عبد السلام يطيب لي المصافحة الأولى لقصيدتك
المنسابة كالشلال المتدفقة بالمعاني والجمل الفياضة بالعاطفة وفي الوقت نفسه هي أغنية حزينة أحسنت كتابة نوتتها باحرف رسمتها في لحظة تجلي دمت مبدعا |
الشاعر الكبير عبد السلام زريق
من أكثر ما يعجبني في شعر التفعيلة عندك اهتمامك بالجرس الموسيقي في نهاية السطر إضافة للموسيقى الداخلية للنص المنبعثة من الالفاظ الرشيقة المنتقاة بعناية والصور المستوحاة من إرثنا المخزون (أعجبني العصر الأندلسي والقمح الفرعوني ناهيك عن داحس والغبراء بالذات وليس البسوس! ولم؟لأن فتنتهما كانت سباقا وتوترا وترقبا لنتيجة الرهان وهي العواطف المناسبة هنا للسرير والوسادة وتنويعك بين طول الأسطر وقصرها وتنوع القافية من قافية او قافيتين مركزيتين كالدال والنةن هنا والقوافي الفرعية بينهما. ودائما تعرف كيف تبدا ومتى تنهي وهل أبدع من أن تبداها بالإحياء وتنهيها عودا على بدء؟ وسأفعل مثلك عائدا على بدء الشاعر الكبير عبد السلام زريق قلت لي مرة لك عالمك ولي عالمي وأنا احب عالمك الشعري هذا يا رجل محبتي وإعجابي |
كما أن هناك رجل يأد إمرأة في مهد انوثتها يوجد من يجروء على ولادة امرأة لينشأها من العدم ليأمنها على خزائن قلبه لتحصد سنابل القمح بعد ان اخضرت الدماء بعد سخاء النبض بعد سنوات القحط.. قصيدة متميزة إن جاز لي القول.. الشاعر عبدالسلام زريق ولادة رائعة تشيئ بالأمل |
جميل
هذا البوح المرصع ببديع الاتقان فلك و لشعرك الامتنان. |
اقتباس:
السلام عليك الأخ الشاعر علي الحوراني لمرورك سحرٌ من الألق والأريج أسعدك الله كما تسعدني...لا عدمت أخوتك الصادقة أيها الحبيب تقديري واحترامي |
سلام الله على أخي الشاعر المتميز عبد السلام معلوم الهوية يا لسعادة تلك المرأة في عالم العشق الملّون بالصدق والشجن تغلغل في ثنايا الروح والتصق به سحر الحروف التي عهدتها في قراءة شعرك البهي وكعادتك تشدني إليه أفترش لي مكاناً في فلك كل قصيدة جديدة أترقبها على أحرّ من الجمر سلم نبضك وحرفك تقديري وياسمين دمشقي |
أخي عبدالسلام
أقسمُ لك لولا الحب لما كتب شاعر ولولا الحب لما عمل عامل ولولا الحب لما غرّدت الطيورولولا الحب لما فُهمَ معنى القمر تحيتي لك بقدر ما تحب,وبقدرما أحببت وكل عام وأنت بخير عبدالعليم |
ماكنت قد تمتعت بهذه التفعلية الرائعة الاّ الآن
لقد قال فيها الزملاء من قبلي ما قالوا وما أردت أن أقول.. حقا أنها من درر التفعيله شكرا لهذا الأبداع ولك من قلب أخيك تحية علاء الأديب |
أخي الشاعر المبدع عبد السلام زريق:
ما هذه الولادة العنيفة التي أشعلت حرب داحس والغبراء؟ ومن تكون هذه المرأة المزروعة بالألغام؟ اتق الله يا رجل في الرجل الذي سيعشقها أو يتزوجها. أخي عبد السلام قصيدتك رائعة وأرجو أن لا تكون هذه القصيدة قد ولدت هي الأخرى ولادة قيصرية. وكل عام وأنتم بألف خير. |
الساعة الآن 10:00 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.