![]() |
الإنسان , المخلوق العجيب
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد لا شك في أن الإنسـان هو مخلوق عجيب , مليء بالتناقضات , ينصح أو يتهكم أو ربما يؤنب على فعل ما من غير أن يتردد في الإتيان به عندما تسنح له أول فرصة , مبرراً إياه بما كان قد رفضه سابقاً , فهو عندما يكون تلميذاً يبدأ بوضع الخطة المثلى التي يجب على الأستاذ التعامل بموجبها مع تلامذته , و لكنه ما إن يصبح هو الأستاذ حتى تراه قد نسي أو تناسى أو أبطل ما كان يعتقد به سابقاً , و من عجائب هذا الكائن الأرضي كذلك هو ضعفه الشديد المترافق مع كبر مقيت , فهو إن شب عن الطوق ظن نفسه أنه قد وصل للقمر , و إن أصبح مديراً فالشمس قد دانت له , و إن أصبح عظيم أمته فزمام الكون أصبح بين يديه . هذا التناقض العجيب الذي يعيشه الإنسـان يومياً يحتاج منه أن يتعامل معه بجدية كبيرة و حزم بالغ و ذلك لما فيه من الأهمية و الخطورة على المجتمع و الإنسـان نفسه , يحتاج منه إلى التفكر في أسبابه و مظاهره و طرق معالجته , و كذلك المثابرة على تطبيق العلاج الناجع حتى الشفاء منه و الوصول لبر الأمان , و الإسلام كان هو السباق في تبيان كل ذلك , موفراً على الإنسـان عذابات كثيرة و مشاق شديدة , و ما على الإنسـان إلا اكتشاف هذا المنهج العظيم و التمسك به , أما اكتشافه و التمسك به فهو يسير لمن صدق مع نفسه و ذلك لما يجد من عون رباني كبير , و أما من كان الكذب ديدنه فهو لن يراه و ذلك لما فيه من مخالفة لهواه و شهواته . الكاتب / د. محمد رأفت أحمد عثمان – دمشق 16 نيسان 2014 |
- وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5) الرعد - وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) الأنفال - قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) سبأ - كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) الصف - وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) الأنعام - وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَـانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) ابراهيم - بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآيات القرآنية في هذا المتصفح بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث برواية حفص عن عاصم من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل . - عجباً من الإنسان , يخاف من الناس و لا يخاف من رب الناس ! - عجباً من الإنسان , لا يرضى أن يغشه أحد و لكنه هو نفسه لنفسه الغاش الأكبر ! - عجباً من الإنسان , يرى الإبداع في كل مكان و ينسب كل ذلك للصدفة أو لرب زائف تافه ! - عجباً من الإنسان , يرى نفسه يعيش و يتحرك بقدرة قادر عظيم فيتكاسل و لا يبحث عنه ليشكره بل يتجرأ و يتطاول عليه ! - عجباً من الإنسان , دأبه اللؤم و جحد المعروف , يكرمه الله بالنِّعم فلا يزيده ذلك إلا غروراً و نكراناً ! - عجباً من الإنسان , يأبى إلا أن يتعلم من كيسه ! - عجباً للإنسان يتزود بأعظم الزاد لِسَفَر الدنيا و لا يأبه بالزاد لرحلة الآخرة ! - عجباً للإنسان ، قد علم أصله و منتهاه و ما يزيده ذلك إلا كبراً و غروراُ ! - عجباً للإنسان ، قد عجز عن معرفة ساعة ولادته و ساعة رحيله عن الدنيا ، و هو فيها يظن نفسه سيدها و سيد ما فيها ! - عجباً للإنسان ، يدوس على التراب تيهاً و كبراً و هو الذي إليه صائر ، و أنه كما داس على غيره فإن غيره عليه سيدوس ! - عجباً للإنسان ، يبذل الجهد العظيم لعمره الدنيوي القصير و لا يبذل إلا النذر اليسير لعمره الأخروي الأبدي . |
الساعة الآن 05:24 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.