![]() |
أوحال
تلبّدت السماء بالغيوم فجأة وهبّت رياح باردة..
وأطلّ الثعلب المكّار من كوّة في الجدار ونظر إلى داخل الحظيرة بتمعّن ثمّ همس مخاطباً الديك المرتبك: هل تسمح ؟ صاح الديك :مكانك.. دخل الثعلب إلى حيث اعتاد التمدّد ودفع بطرف فمه المتطاول جسد دجاجة غافية فسقطت عن خشبتهاالمهترئة وبقبقت بانزعاج فأطلق الديك صيحة احتجاج لم تخف منها إلّا الدجاجة التي لزمت الصمت وتجاهلت ذيل الثعلب وهويمتد صوب الزاوية التي يقبع فيهاديك شاب انتفض وصاح مهدّداً وهويرى ذيل الثعلب يكاد يصدم رأسه .. قال الثعلب مخاطباً الديك الأوّل: يبدو أنّه ثمّة من يتحدّى ؟ همّ الديك المتفهّم بأن يعترض على مخالفةالسؤال لواقع الحال فيقول: تقصد أنّه يتحدّاك ولكنّه رأى مدى قرب الثعلب منه وأدرك مرام الماكرفقال: من يتحدّى يهزم..ومن لايطيع يندم.. قال الماكر:هل يعني ذلك أنّك لاتخاف ..؟ قال الديك:هل تخاف أنت؟ قال الثعلب: أخاف الجوع. ضحك الديك وقال : ماتخاف منه يسكن هذه المناقير اليابسة.. قال الثعلب:الرؤوس طّيبة لولا المناقير .. والأفخاذ فيها بركة لولا المخالب. نظر الديك إلى أقرب دجاجة وتساءل هل المخالب مزعجة فعلاً؟ ولماذا؟ وفي الصباح كان الثعلب قد اختفى واختفت معه دجاجة فصاح الديك: استيقظوا يانيام..لقد هربت تلك الفاجرة مع أحد ما .. ولوسهرتم لحمايتها لما لطّختنا بأوحالها.. ---------------------------------- مع تحيات عبدالحكيم ياسين |
أديبنا القدير عبد الحكيم ياسين
حرف مكتنز بالجمال بالواقيعة وهذا الاسلوب الرائع في سرد الحكاية كل التقدير لحرف ننتظره دائما كن بخير |
من عتبة النص "العنوان" هو وحده عبد الحكيم ياسين يضعك أمام موشورٍ تنعكس الدهشة من من كافة وجوهه.
أوحال ,,منها تبدأ بالتململ والسعي الحثيث للخروج منه تستطلع شمس الفكره التي لايبخل حرف الأستاذ ياسين بتلمس خيوطها الأولى مع بزوغ فجر الحرف ,دهشة تقف الإجابات الحائرة على ابواب الاسئلة ,وإدهاش في توظيف السبك والمفردة المرصوفة بعناية الخبير والتي لاتسمح لناصية الفكرة بالتململ ..نص غني ببعده القيمي ,ويعزف على وتر حالة سياسية برمزية وتورية تضع القارئ أمام خيارات متتابعة للاستنباط والتحيليل ليصبح جزءاً من الحالة وكأني به وبنا نعض على شفتنا السفلى عند تلمس النهاية التي أصر عبد الحكيم ياسين برشاقة قلمه أن تكون حكماً مبرماً على حالة الترحيل والتعليق للمآسي على خطافات الذنب المقولب على مقاسها ,ليطال الذنب كل من حول الحدث ويصبح حاله متأصله واهبة للعجز ومبررة إياه .. المميز دائماً عبد الحكيم ياسين ,مقاربه أرجو أن ترقى لتقف على أبواب حرفك ,,مني داماً خالص الود والتقدير |
الأديبة الكريمة فاطمة جلال
أشكر لك مرورك العاطر وتعقيبك الجميل وسعيد بحضورك دائماً مع تقديري وامتناني وجزاك الله خير اً |
وتجاهلت ذيل الثعلب وهويمتد صوب الزاوية التي يقبع فيهاديك شاب انتفض
وصاح . = تصوير قال الثعلب:الرؤوس طّيبة لولا المناقير .. والأفخاذ فيها بركة لولا المخالب. = حكمة استيقظوا يانيام..لقد هربت تلك الفاجرة مع أحد ما .. ولوسهرتم لحمايتها لما لطّختنا بأوحالها.. = واقع مؤلم قصة فوق روعتها احتوت على كل شيء وهي تذكرني بالمثل القائل هنالك مثال بسيط ولكن تاثيره قوي اعطي العميل اكثر مما يتوقع وعميل القاص هو القاريء الذي لم تبخل معه ياستاذ عبد الحكيم ياسين بارك الله فيك ورعاك |
حروف لامعة ومعنى رائع جدا .. دمت رائعاً
|
أهلا أخي عبد الحكيم
لا يكون الثعلب ماكرا إلا بغبائنا و لا لصا إلا لغفوتنا تعلمنا أن نترك الحبل على الغارب أمام أي كان و فتحنا أمام كل الماكرين و اللصوص الطريق لسرقتنا أخي ياسين نص مفعم بالحكمة و الموعظة لمن يريد أن يتعظ دام الألق ليراعك الجميلة |
الساعة الآن 08:23 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.