![]() |
احذروا الغيبة:
بسم الله الرحمن الرحيم
احذروا الغيبة يقول تعالى في كتابه الحكيم:" يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم و لا تجسسوا و لا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ..." ففي هذه الآية الكريمة شبه الله جل و علا الغيبة بأكل لحم الميت، مما يبين مدى قبحها و شناعتها. و قد عرف رسول الله صلى عليه و سلم الغيبة بقوله" أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله و رسوله أعلم. قال:" ذكرك أخاك بما يكره"، قيل أفريت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، و إن لم يكن فيه فقد بهته" أخرجه مسلم. من الأحاديث التي ترهب من الغيبة: ● عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه و سلم حسبك من صفية كذا كذا – قال بعض الرواة تعني قصيرة – فقال صلى الله عليه و سلم:" لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته" قالت و حكيت له إنسانا فقال:" ما أحب أني حكيت إنسانا و إن لي كذا و كذا" صحيح الجامع- 5140. قال النووي رحمه الله: و هذا الحديث من أبلغ الزواجر عن الغيبة. ● و عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم و صدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس و يقعون في أعراضهم" صحيح الجامع- 5213. ● و عن أبي هريرة أن ماعزا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله إني قد زنيت فأعرض عنه أربعا، فلما كانت الخامسة.. قال: أريد أن تطهرني.. فأمر برجمه، فرجم؟ فسمع النبي صلى الله عليه و سلم رجلين يقول أحدهما للآخر: ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب؟ ثم سار النبي صلى الله عليه و سلم حتى مر بجيفة حمار فقال:" أين فلان و فلان؟ انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار". قالا: غفر الله لك يا رسول الله و هل يؤكل هذا؟ قال صلى الله عليه وسلم:" ما نلتما من أخيكما آنفا أشد أكلا منه.." . ● و عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله عليه و سلم:" أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون الناس" أخرجه أحمد. كيف نسلم من الغيبة؟ هذه إخواني، أخواتي بعض الأمور التي تساعدنا إن شاء الله تعالى على الابتعاد عن الغيبة: • أن يعلم المغتاب أنه يتعرض بغيبته لسخط الله تعالى و غضبه و مقته لارتكابه ما نهى الله عنه. • تدبر و تذكر ما ورد في خطورة الغيبة من الزواجر - و من ذالك ما ذكر آنفا - • الانشغال بعيوب النفس و محاولة إصلاحها بدلا من الانشغال بعيوب الآخرين. • أن يعلم المغتاب أنه في تجارة خاسرة له رابحة لمن اغتابه، فهذا يأخذ منه الحسنات و هو يكسب السيئات، كما قال القائل: يشاركك المغتاب في حسناته ♦ و يعطيك أجر صومه و صلاته. • تجنب كل مجلس تكون فيه غيبة، فإن المستمع لها - دون إنكارها - شريك للمغتاب، و من حضر مجلسا و بدأ الحاضرون يغتابون عليه أن ينكر عليهم و يرد عن عرض أخيه المسلم و ليتذكر قوله صلى الله عليه و سلم :" من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة" صحيح الجامع-6262. و قوله صلى الله عليه و سلم:"من ذب عن عرض أخيه بالغيبة، كان حقا على الله أن يعتقه من النار" صحيح الجامع- 6240. • أن يعلم المغتاب أن تألم غيره بغيبته كتألمه بغيبة غيره له، و كما أنه لا يرضى أن يغتابه أحد فكذلك يجب ألا يرضى لغيره ما لا يرضاه لنفسه. • و من زل لسانه بغيبة إنسان فليبادر إلى التوبة و الاستغفار، و أن يعتذر ممن اغتابه، فإن لم يستطع أو خشي فتنة أو منكرا أخرا فليدع له و يستغفر له بظهر الغيب و يكثر من ذكره بالخير في المجالس التي كان يذكره فيها بسوء و يرد عنه الغيبة ما استطاع إلى ذلك سبيلا. فحذاري إخواني من الغيبة و خاصة غيبة العلماء فإن لحومهم مسمومة و لهم من القدر ما لغيرهم. و أخيرا أسأل الله بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يجنبنا و جميع المسلمين هذه الآفة العظيمة و الخصلة الذميمة و أن يحفظ ألسنتنا و جميع جوارحنا مما لا يرضيه عنا إنه سميع عليم. و الحمد لله رب العالمين. ناصر عبد الغفور. |
شكرا لك معلومات قيمة
|
الساعة الآن 07:07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.