![]() |
المسرح
لا أستطيع أن أؤكد أن الدنيا مسرح ...
و لكنها تبدو كما يكون ... و بالنظر للمسرح فأراه مقسم إلى ستة فئات ... الفئة الأولى و هى الغالبة عددا ، الجماهير ، وتنقسم إلى ثلاث تصنيفات ... أما عن أولها فهم أصحاب الأموال الذين يريدون المشهد أيا كان لا يهمهم لإلا أن يروه عن كسب ... و أما عن ثانيها فهم سكان البلكون الذين لا يكتفوا بمتابعة العرض بل يريدوا أن يشاهدوا كيف يشاهد العامه العرض ... و أما عن الأخرى فهم من دعاهم الأمر للحضور و تشغل أساريرهم العديد و العديد من المواقف التى لا تجعلهم يروا العرض من الأساس ... و لكن بعضهم حضر لمجرد إثبات الذات ، فهم الحاضرون أجسادا ... أما عن الفئة الثانية و هم النجوم ... لا يستطعوا حتى أن ينظروا لمن هم موجودن ليشاهدوا العرض ... فهم فقط مؤدين جيدين لأدوار لا ينتموا لها بحال من الأحوال ... و هم أقل فئة تشعر بما يدور حولها ، فنظر الكل عليهم و أنظارهم لا ترى إلا ما قد حفظوه منذ وقت مضى ... فمع أحترامى الكامل ، فهم أقرب لسلعه عليها طلب ... رغم أن من دونهم أغلق المسرح ... و الفئة الثالثة هى شخص يدعى الملقن ... يرى العرض و لا يستطيع أن يرى سواه ... يعتمد عليه جميع من هم واقفون على خشبة المسرح من نجوم ... إن أخطأ أنتهى العرض ... و الفئة الرابعه هم عاملوا المسرح ، الباعه ، أفراد الأمن ، حاجزى التذاكر ... كل هؤلاء لا يشغلهم ما يجرى على المسرح ، و لا يريدون حتى مجرد النظر ... فجميعهم مشغول بعمل يؤديه مقابل نظيرا من المال يحتاج إليه بحال أو بأخر ... أيا كانت الفكرة سامية أم على غير ذلك ، فهم سيؤدوا أعمالهم كما يريدها أصحابها ، مقابل المال فقط ... و هم أشخاص نلاقيهم و يلاقونا أينما كنا و كانوا ، فغرضهم المصلحه و المصلحه فقط هم يحتكموا لها ... و أما عن الفئة الخامسة فهم عاملوا الكواليس ... المسؤلون عن العرض ... لا يراهم الناس و يرونهم ، قد يسمع المهتم بهم أو عنهم دون أن يرى أحدا منهم .... و يظلوا هم صانعى العرض أينما كان ... بعضهم يؤمن بما يقدم و يزيد و يستزيد ... يختلسون النظر ليروا العرض و من يشاهدوا العرض و حتى من هم على البلكون و العامة و الجميع ... لا يهتموا أن يعرفهم الناس و لكنهم يؤدوا الأدوار فقط لمجرد الاقتناع و الإيمان ... و كم من حاجه لهم ... و الفئة الأخيرة ، هى صانعا العرض ... المخرج و المؤلف ... قد يكون منهم العديد من الأمثلة .. أناس يسهرون ليلهم ليختاروا المواقف و يجسدوا الإبداع و يتميزوا بمن معهم عن غيرهم ... أناس ليديهم المواهب لا يختلفوا عن غيرهم إلا بما من الله عليهم ... بعضهم أخذ من الشهرة و المجد ما يستحق و بعضهم لم نسمع به يوما ... هؤلاء نجوم تنير فى الظلمة ... قد نرى أثر ضوئها بعد ملايين السنين كما هو الحال لدى نجوم السماء ... تبقى الدنيا دنيا و يبقى المسرح مسرح .. ما هو إلا تشبيه ... و يبقى المسرح جزء من الدنيا ... الدنيا التى يسيرها الله كما يشاء ... الدنيا التى خلق الله ملائكتها و شياطينها و جنها و أناسها و أرضها و سمائها و فضائها .... إلخ ... و ميزنا بالعقل ، لنعمر و نتفكر و نفكر فنعلم و نتلعم ... منا من تبهره الأضواء فيراه الناس دون أن يراهم ... و منا من تبهره المصلحه فيزيد منها و يستزيد ... و منا من يبكى دائما على مبادئ عاش عليها ... و منا من لا يكتفى بمشاهدة العرض و الأحداث ، بل يشاهد من يشاهدونها لمجرد المتعه ... و تبقى المفارقات بين البشر ... كما هى ... و يبقى المثل موجود ، فى المسرح الصغير ... أيا من نوعيات البشر نريد أن نكون ... فالإختيار لنا ، و الطرق واسعه و دائما ما ترحب بالماره ... فلك الخيار .. نعم لا تتعجب .. لك أنت و أنت فقط الخيار .. فأختر .. |
الساعة الآن 01:00 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.