![]() |
الرعيّة
الرعيّة
تركض كالسلحفاة...تزخرف الطريق بدربها الحافي، ترسم أصابع قدميها المنتفخين حكاية مشوارها...الطويل وقسوة الحياة... الرمال المتوهجة تلسعها...فترفع قدما وتنزل الأخرى..وتوحوح من فرط الشواء اسفل قدميها...تركض كالسلحفاة وتحدث نفسها.: ــ لماذا أنا ؟ ..هم مجانين! تركض كالسلحفاة والطريق ممتد..والرمال متوهجة..لايوجد ظل.. لا ظل حائط ولا ظل شجرة ولا ظل رجل..فقط أغنام تصقع جرتها فى قيلولة الظهيرة ثم تنتشر أمامها.. الظل الوحيد الذى قذفته المئذنة أمامها ، حين سقطت أشعة الشمس خلف المسجد فى انحدارها الأزلي.، صرخت بأعلي صوتها حتى فزعت الأغنام: ــــ لماذا هذا العذاب..أنا الزهوة بت رضينة أعفو عني..يارب ثم إلتفت..للرجل المتسرول بلباس أبيض،يعتمر عمامة، ينتعل مركوبا،و يخلل لحيته بأصابعه،يتكئ على عصاه مستظلا عند عتبة المسجد متجهما، ينتظر. ــ أريد الدخول للمسجد ياهذا.... نظر إليها..نظر من خلالها.. ثم ، أدار ظهره وأغلق باب المسجد..طرقت عليه طرقا خفيفا ـــ أريد الدخول...أواه العطش.. قطب جبينه وزجرها: ــ أذهبي بعيدا يا امرأة أعوذ بالله هذا مسجد..ليس مكانك! ـــ مشوارى طويل أريد ماء العطش.. العطش...العطش ...العطش.. أزعجته، بإلحاحها قفز أمامها ملوحا بعصاه فتلاشت ..ركضت.. ركضت أمامها الأغنام..توارت شمس المغيب..جلست الزهوة تتفقد قدميها واحمرار وانتفاخ.. نظرت إلى حذائها الذى كانت تحمله فى يدها.. حينما كانت تركض فو ق الرمال الساخنة ابتسمت مسرورة تحدث نفسها: ــ لو انتعلت حذائي لتمزق.. رفعت حذائها وقبلته، وانطلقت حافية تركض كالسلحفاة..خلف الأغنام.. رفع النداء للصلاة التفت إليه، رأته يهرول نحو المسجد مصت شفتيها ثم تمتمت: ـــ ليتكم تعلمون..!؟ ومازالت تركض كالسلحفاة ، خلف غنم إبليس! |
دربها طويل .. لذلك هي تركض !
لكن كسلحفاة؟ و هل تركض السلحفاة ؟ و إن ركضت كيف ستكون ؟ سعاد اﻷمين أدهشني رمزك في هذه القصة ... أحسستها قصيدة بنكهة قصة ... رائعة و متفردة يا سعاد ... لك من الود جنائن ! |
الأخت جليلة
مرورك الجميل دوما أسعدني هناك الرمز فى النص..هذا النص ليس كمايبدو معناه فى ظاهره ولنترك كل يفسر على فهمه لذلك لا أريد تفسير فكرتي الركض والسلحفاة نقيضين(مكانك سر) أجمل التحايا لك |
قصة مثيره ورائعه ---أبدعتي غاليتي في تأليف خيوط القصة حقا القصة أسلوب معين ومشوقه --------- دمت سالمة
|
الاخت القديرة سعاد الامين باقة تقدير لشخصك وحرفكراق لي المكوث هنا |
يا أهل العراق أهل الأدب والفن
أحبكم جميعا لقد علمتموني الكتابة.. لا أنكرهم وأحفظ نصائحهم..لكم فى القلب منازل سعدت اليوم بقدوم قلمك الأنيق هنا... ..الشاعرة رجاء دمت بخير |
العزيزة أماني
محبة لاتشيخ شكرا لمرورك العبق أتمناك دوما هنا..يزدان النص بحرفك الجميل دمت بخير |
الساعة الآن 08:25 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.