![]() |
سأختفي
سأختفي كأخر ما في الحَرب مخلفة خراباً يضج بحواس لا وجود لها أو كربيع ملأ الكون زهر و عطر، يأتي من بعده صيف جاف! أنا الأنثى التي لا تؤمن بالنهايات السعيدة بل الفريدة و لا تعجبها الاحاديث السائدة بل المعتقة و لا تغفر الخطايا الصغيرة بل تعظمها! سأختفي و أقطع سبيلاً يربطنا بعض الحروف و الكثير من الصمت الا أنني سأكون بالقرب أقرب من وجودي ذاته! أنها لعنة الغياب تضخم حجم الحضور في الذاكرة المريضة بالاشياء الظاهرة و لأنني أحسن التخفي.. سأمكث في جدرانك كأطار لأحداث العمر المعمرة و أجد لي حيزاً في عالمك لا يتجاوز مبدأ أن تسقط عليه عينك كل لحظة... سأختفي و كأننا لم نلتقي يوماً خجل جميل سيزين لقاءاتنا التي لن تكون و سأحتفظ ببعض المواقف البائسة كي تُعبد لي طريق الرحيل ذلك الرحيل الذي أخترته بلا سبب يذكر و من أجل ال بلا سبب ها أنا أخلق أسباب عديدة لن تغفر لي و لن أطلب الغفران... سأختفي و أنا هنا في أرضي مع أوارقي و وجودي وقتها ستجد انشغالي حيلة و كل أقوالي مجرد عبارات تتبعها جيوش خرساء تردد خلفها الهدوء الا أن انشغالي كان بالهدوء و للهدوء ولم يكن لك موضع بيننا لسبب غبي أن صمتك لا يناسبنا.. يخنقنا! سأختفي بلا شعور لا تسأل كيف لا أعلم كيف نستيقظ بعد غيبوبة لنُتم حياة طبيعية و كأن الموت لم يُصبنا لزمن! الا أن ما يربطني بكوني أنا.. أكبر من أن تكون مجرد أنفاس هاربة من الرئة. سأختفي و ليس للألم موضع في روحي بعد أن أمتزج بها و مضغتنا الايام معاً و ابتعلتنا على غفلة سأتخذ من إحتراقي شُعلة أمل ثم لا بأس أن أموت و تُذرف بَعدي بعض الدموع حقي بدمعكم محفوظ ثم بذاكرتكم أبدي... لم يعد يضحكني شيء فأخذت أستعير إبتسامة صديقتي و أنا أفقد الدمع و تلك غصة الفقد و لا أبالي بحضور و غياب أشباح و أشباح و رؤية لا علاقة لها بالمعقول وقتها أدركت أن الوقت قد حان لـأختفي |
أختي الفاضلة رغد حفظها الله
تبقى آثارك طاغية في النص حتى لو إختفيت ، دامت نصوصك بهذا الجود ، تحيتي وأحترامي مع جوري القدس بهية المدائن ، |
اقتباس:
كم أسعدني حضورك و جميل رايك دمتَ بطيب خاطر |
نعم الروعة في النص طاغية اسلوب كتابي اشبه بالاحتراق . * |
اقتباس:
بعد أن تشتعل شرارة البداية يأتي الإحتراق مُرحب به ايوب صابر شكرا لك على هذا المرور الكريم |
ها هنا نستعيد نكهة النصوص الجميلة و هي تتسرب بين روائع الخواطر و عطر المشاعر لتحمل لنا شذى كلمات مخملية تملأ أرجاء آل المنابر نسمات تفوح من عبق االحرف و صدق الوجدان تنسدل علي أرواحنا انسدالا كنسمة صيفية هاربة تصافح صفحة نهر حالم.. اسمحي لقلمي المتواضع أن يضع بصمته هنا و هو يتصبب عرقا أجدتي أستاذة رغد بكل ما تحمل الكلمة من معنى |
الساعة الآن 11:15 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.