المندس
 

المُندس

عندما يأوى إلى فراشه ليلا يسب ذاته:
ـ أنت مجرد جرثومة لا تُرى بالعين المجردة..
فترد ذاته التعيسة:
ــ لا أحد يحبك ..لا أحد يفتقدك!
لحظتها يشعر بالعدمية ، فيحضن وسادته وينشج فى صمت، حتى يغلبه النعاس.
يستيقظ ...يتحسس جسده بضجر :
... لم أمت..ليتها هامت وضلت جسدي..
ينهض ويرتدي اسماله، وينتعل خفه الذى لايترك أثرا على الأرض..ويسير فى الشارع الذى تعود أن يعبره كل يوم.. يغالب شعوره المرير بأنه مخفي لم يره أحداً.
منذ أسبوع وهو حبيس الجدران، مكدود وطأه الجوع فخرج مرغما، صاح به نادل المطعم مرحبا:
ـ أينك؟
التفت خلفه فلم يرَ أحدا فبادره النادل:
ـ أسبوع لم نرك يا رجل... افتقدناك..والله
همهم:
ـ هل هذا يتحدث معي ؟.. افتقدني ! يا مرحى
وخرج يغالب ابتسامة عنيدة تقاوم الارتسام، ولأول مرة يحس أنه مرئي.
شعر بثقله فوق الأرض فاختال.

الانسان يعيق نفسه بافكاره السلبيه التي مع الزمن تصنع جدارا يمنع وصول الضوء اليه
وبطل القصه ساعده القدر الذي حطم ذلك الجدار
والقدر لحكمة لا يتدخل دائما ليغير الحال بل يطاب من الانسان العمل كي يساعده
الاستاذ العزيزه سعاد الامين
استمتعت بما قرات دمتي بخير وفقك الله ورعاك

الأديب طارق
تحية عطرة
كيف أشكرك على هذا الألق الذى زينت به نصي المتواضع
تعليقك المبهر أسعدني وراقني سبرك غور النفس البشرية فى صراعها الأزلي مع ذاتها..
تقديري وامتناني لحرفك الباهي
دمت بخير

الأديب ابوساعده
تحية طيبة
سرني كثيرا أن النص أعجبك...كما تعليقك حول النص الوافي أضئت وأنرت
شكرا لقلمك المائز
ودمت بألف خير
تقديري

"ولأول مرة يحس أنه مرئي"

من اجمل الروايات التي قرأتها رواية الرجل الخفي the invisible man تاليف رالف السون وهذا النص يحاكي فكرة الاختفاء لكن لاسباب مختلفة فهناك في الولايات المتحدة اسباب الرغبة في الاختفاء هما العنصرية ضد طفل من اصول افريقية في مجتمع ابيض ومن ناحية اخرى اليتم وما يترتب عليه لكن هنا لا نعرف اسباب ذلك الشعور بعدم القيمة.
لا شك ان القصة محبوكة بصورة جميلة ومهنية ولغة الحوار فيها عنصر مهم منحها الحياة ولا شك ان القاصة نجحت في رسم الشخصية بصورة مستفزة للمتلقي بحيث يجد نفسه يتخذ موقف من بطل النص وذلك على الرغم من قصر النص ..

هي قصة جميلة لكني كنت افضل ان يتمرد ذلك البطل على واقعه.