![]() |
|
الحب يركض في المقهى
..عضت على شفتها السفلى ، من كثرة البلل انتشر أحمـر الشفاه بين أسنانها ، أخرجت منديلا من الورق ، مسحته بلطف ، رسمت مسافة بين عينيها وبين الورق المغمس في مزيج بلل أحمر .. بقوة لملمته ودسته في المطفأة ..
أخذت رشفة من الكأس ، تأملت حافته ، ابتسمت .. بدأت تبحث في محفظتها اليدوية عـن هاتـفها المحمول وهي تردد في نفسها : ماذا به ..؟ لم يأت في الموعد .. إنها الخامسة مساء .. رفعت رأسها فوجدت شخصاً واقفا أمامها : كأنه انبعث من فراغ ، يقــرأ حـركاتها .. عصـر فمه في تكلف ، مرر ابتسامة خاطفة على شفتيه .. حدق في وجهها ، أطال النظر .. أصابها دوار الماضي فأيقظ ذاكرتها .. تراءى لها كشبح ، كطيف يبث الرعب بين الجدران .. وضعت سبابتها على خدها ثم نظرت إلى عينيه وقالت : ـــ من أنت ؟ ـــ أنا من يسكن قلبك ،هيا نلحق الأيام .. لا زال الزمن لم يباعد بيننا .. هوة صغيرة يمكن ردمها بحياة أفضل .. ـــ عن أي أيام تتكلم .. ؟ ـــ أنسيت .. تذكري .. ـــ ما أنت إلا رجل يهرب من صهد الزمان ، يغـــير أوراق حبه بين يوم وآخر ، ابتعد واترك الهواء يتجدد بين الكراسي .. لي حب واحد يجلجل صداه في صدري ، لكن ... ؟ اليوم ، هذا مزاجي فلا تعكره بما فاض عنك من كذب جديد .... ـــ لك مساحة في قلبي ، وددت أن تسكني في شق المحبة .. منذ مدة وأنا أرتب حبي على حرارة قلبك .. ـــ نسيتك .. وجعلت من النسيان حـــرية للمستقبل ، لا زلت أحمل اسماً واحداً .. وقلباً لا يتغير .. رميتني وتركتني أطحن الفراغ ، بعدما سددت الحب لغيري .. والآن ، جئت تلقي همومك على شط حياتي .. ـــ هيا .. قومي .. ذاك ..؟ إنه لا يستحقك .. أنا من بدأت معك ، وأرغب أن نكتب قصة حبنا بين أحياء المدينة .. قامت ، حدقت كثيراً في وجهه ، شـربت عـــرق اللحظة ، اقتربت منه حتى كاد وجهها يلامس جبهته .. ابتعدت ، استجمعت قوتها ، صفعته بمجمع يدها .. ارتجت الكراسي بما عليها من خلائق بشرية .. قـفـزت صرخة من جوفها فارتطمت بجدران المقهى ، تدلى رأسه على صدره والصمت ينهش ملابسه ويداري جرأته .. تطاول الناس بأعناقهم ، شخصوا بأبصارهم ، جـرت وشوشة قصيرة بين الشفاه .. اقتربت منه ، اقترب منها ، تعانقا ونحيبهما يصدح بين الأحضان .. خرجا يتهاديان ، وبقي الكل يتلوى تحت وقع نميمة طــرية .. |
و يبقى الحب الحقيقي هو المسيطر هنا ....
بعيداً عن التعجرف و التكبر سرعان ما يذوب كل اختلاف عند اتقاده .... أ. أبو عزة كم راقني أسلوبك في طرح قصتك ... سلم الفكر و اليراع احترامي الجم |
]تحية طيبة
سرد جميل ونهاية لم اتوقعها.. ان كانت على موعد مع غيره فكيف ذهبت معه في نهاية القصة؟وقد خذل قلبها في السابق! احترامي لشخصك الكريم عبير المعموري |
اقتباس:
الأديبة المتألقة ..جليلة .. تحية طيبة .. سررت بهذه القراءة القيمة لهذا النص المتواضع ، شكراً على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة .. تقديري واحترامي / الفرحان بوعزة .. |
اقتباس:
شكراً على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ، المبدعة المتألقة .. عبير .. اهتمام أعتز به .. تقديري واحترامي / الفرحان بوعزة .. |
عندما تحب شخص حتي لو رحل سيبقى ظله يتبعك ولو اختفت الشمس خلف السحاب
فهو الذي يسمعك بدون ان تتكلم ويضحكك ويرسم ابتسامتك وكذلك يبكيك فقط بنظرة من عينه انه الداء الذي ليس له دواء صاحبه ملوم وملعون فلا تراهن على انتهاء علاقة لقصة حب فاشارة من اصبع الحبيب ستصدع وتدمر سدود بنية بناها الغضب والكبر الاستاذ الفرحان بو عزة كعادتك الابداع هو حرفتك |
أهلا أخ بوعزة. كف حالك ؟
جميل هذا السرد الشائق الذي ينتهي إلى حيث لم يكن القارئ ينتظر. لكنه الحب صاحب المفارقات العجيبة. تحياتي |
لله درّك ..ولله درّ مغزل حرف يدار بكفٍّ شدَّ لبساط الذائقة خيوطاَ نقشت عليه كل هذا الجمال ......
لايستغرب منك كل هذا الفرح ....أسعدني الحوار ومال رأس الذائقة طرباً على إيقاع النهاية الجميل .... الفرحان بوعزة ....ساحر جمال هذا الحرف كأنت ..دام لك هذا الجمال وهذا الإبداع |
اقتباس:
الأديب المتألق .. أبو ساعدة .. تحية طيبة .. سررت بهذه القراءة القيمة لهذا النص المتواضع ، شكراً على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة .. تقديري واحترامي / الفرحان بوعزة .. |
اقتباس:
سررت بقراءتك المركزة والهادفة لهذا النص المتواضع ، شكراً على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة .. محبتي واحترامي / الفرحان بوعزة .. |
الساعة الآن 01:19 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.