![]() |
العطر القاتل
العِطْرُ القَاتِلُ : عطرها.. سلاف سَكَبَتْهُ رَائِحَةٌ.. وَمِضْتُ... فَأُودعنا.. الإِدْرَاكَ فِي صُنْدُوقٍ عَتِيقٍ... وَذَهَبنا بِأتجاه تلك.. النَّشْوَة.. الَتي أحدثها ذَلِكَ العِطْرُ... أَنْفَاسُنَا أَصْبَحَتْ مَمْلُوكَةً...له تَكَسَّرْتُ عَلَى زُجَاجه... وَتَفَرَّقت فِي المَكَانِ شَظَايَا... لِتَجْرَحْ أَوْرِدَتَنَا... وتتطاير مُتَنَاثِرَةٌ... فِي إِرْجَاءِ المكان ... وَتَسْتَقِرُّ فِي الزَّوَايَا خَجُولَةٌ... كُلُّ مَا أَحْدَثْتُهُ تِلْكَ النَّشْوَةُ... بِأَن جَعَلَتْنَا نَلْبَسُ الثِّيَابُ.. المُزَيَّفَةُ.. وَنَذْهَبُ نَحْوَ ذَلِكَ الخَطَرِ... بِأَمْرٍ مِنْ ذَلِكَ العِطْرِ.. أَصْبَحَت أَرْوَاحُنَا.. كَفَرَاشَةٍ... تَتَهَافَتُ عَلَى النُّورِ... وَيَقْتُلُهَا الظَّلَامُ الأَبْيَضُ... وَتَخْتَفِي وَرَاءَ الضَّبَابِ... وَتَرْقُصُ فِي عَرُوس الجان.. وَتُجْرُّ اللَّيْلُ خَلْفَهَا... بعباءته الفَضْفَاضَة.. تَتَسَلَّقُ السَّحَابَ... وَتُشِيدُ قَصْرَهَا... فِي وَسَطِ الغُيُومِ.. تُسَبَقُ أَرْوَاحُنَا.. أَعْمَارُنَا... يُعَاتِبُهَا (المشيب)... وَيَزْجُرُهَا الوَهْنُ... وَلَكِنْ لَا تَلْتَفِت إلى أَحَدٍ... تَجْرِي .. وَتَجْرِي وَتَجْرِي بِنَا نَحْوَ السَّمَاءِ... وَتَتْرُكُ خَلْفَهَا ذَاكَ الجَسَدَ... الَّذِي سَكَنت بِدَاخِلِهِ فِي العراء... أَيَّتُهَا الفَرَاشَة :- لَقَدْ قَتَلَكِ ذَلِكَ العِطْرُ.. فَوَدَاعًا.... لِلغُيُومِ... وَلِلسَّحْبِ... وَلِلعُطُورِ.. وَلِلمَطَرِ... عِطْرُهَا سلاف... سَكَبْتُهُ فِي أَنْحَاءِ المَكَانِ... وَمضت ...وَمضت.. سليّم السوطاني |
وداعا
من مثلها لا يستحق الا الوداع لكنه جاء لنا بهذا النص الرائع والجميل تحياتي شاعرنا |
الساعة الآن 02:06 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.