Sms ( ق . ق. ج )
 

إعجابي أختي الكريمة فاطمة جلال بإبداعاتك القصصية القصيرة جدا،لتميزها بالاقتضاب
والتكثيف والقفلات غير المنتظرة أو التي تكسر أفق انتظار القارئ...
وبخصوص هذا النص الذي لا يخرج عن هذا الإطار ، أرى -حسب رأيي المتواضع طبعا-
أن ينتهي في كلمة معذرة ...

ولك أختاه الكريمة خالص مودتي وتقديري

الاستاذه العزيزه فاطمه جلال
من اصعب الامور على الانسان الاختصار لايصال رساله
وهي ميزه قليل من يجيدها في هذا الزمان وسابق الازمان
وان تكون الرساله مسموعه ومرئيه فهذا هو الاتقان
فالقصه رغم قصرها اخبرتنا عن فرحه حبيب
ورغبة في تفشي وانتقام
وخاتمته فيها حسرة والم
ورساله جديده تقول ليس في الافق امل

الأستاذة فاطمة جلال

نص مفتوح الدلالة .

قد يكون رقمه معروفا لديها كما شخصه ، فتكون الإضاءة هنا تنتقل من روتينية الهاتف إلى إضاءة أحلامها الغافية التي فقدتها لطارئ بينهما . فقرأت الرسالة محاولة فك شفراتها ، و خاصة الموعد ، فهي لم تتفق معه على موعد و ربما مواعدها السابقة معه لا تثير في نفسها ذكرى طيبة ، مما جعل غضبها يتعاظم و تستعد للانتقام من كرامتها التي جرحها الجفاء و تماديه في اللعب على وجدانها . فجاءت كلمة المعذرة لتزيد خطواتها إرباكا ، حيث تزيد من جروحها أنه مرتبط مع أخرى ، مما يجعل غيرتها تزيدها حنقا عليه وغضبا ، و خاصة أنه لايزال يحتفظ برقمها و لم يشطبها من ذاكرته ، مما جعل الكاتبة تترك نقاط حذف ليختار كل شخص نهاية تعجبه . فربما هو أيضا أرسل الرسالة القصيرة و لما لم يكن الجواب تلقائيا منها أحس أنها تعد مرافعة فراوغها بافتعال الخطأ في إرسال الرسالة ، وهنا يكون الموعد ربما هو مناسبة كانت بعيدة جدا عندما تم الاتفاق عليه قبل أن تحدث القطيعة بينهما ..

لكن من جهة أخرى فالنص يحتمل أنها فقدت هاتفها يوما فتمت سرقة رقمها من أحد المعجبين أو ربما المتربصين ، فتكون الإضاءة عملا مستفزا لما تحمله الهواتف من إزعاج ، وهنا تعمدت الكاتبة الإضاءة و لم تشر إلى الرنة مما يعني أن البطلة تفضل أن تجعل هاتفها صامتا للتقليل من الإزعاج و الإرباك الذي تعانيه في مثل هذه الظروف ، فيكون النص يعالج ظاهرة الإعتداء على الخصوصية و عدم احترام الأشخاص . و تكون تصرفات البطلة دفاعا مشروعا عن النفس أمام هذه الظاهرة التي تنتشر بكثرة في مجتمعنا .

تقديري لهذا الحرف البارع

تحياتي .