![]() |
خيمياء عشقٍ شرقي
ألا يا "ورودَ الدارِ" نائتْ فَمَي السَّما = فَهَاتي يَداً عَلّي أرَى ما دَهى الفَما
فقالتْ "ورودُ الدارِ"-في همْسةِ النّدى-: = خيالُ حبيبٍ غابَ قلتُ :لربّما أنينُ الهَوى إنْ حَنّ قلْبٌ لحِبِّهِ = وطابَ لهُ شهْداً إذا ذاقَ عَلْقما تعاقبَ ليْلٌ معْ تَناسٍ بغُرْبتي = ووجْدي جَليْسي لمْ يزلْ مُترنِّما وإنْ طَلَّ في العلْياءِ بدرٌ فقدْ خَفَى = بصوْرَةِ حِبٍّ والجَوى كانَ سُلَّما جَرَتْ بالفَتى أوْهامُ عِشْقٍ لمغْرَم ٍ = يَرَى فِيه موتَ النفْسِ حُلْماً ومَغْنما ألا لا أرَى داراً تطيبُ بذلَّةٍ = ولوْ كانتِ الفرْدوْسَ قلتُ : جهنّما ومنْ لم يذُقْ في العشْقِ ذُلّاً بجهْلهِ = يظُنُّ الرَّدَى لهْواً وذا الجُرحَ بلْسَما طَوَى اللهُ أعْواماً قبضْتُ بجمْرِها = كأنَّ الهَوى دِيْني لهُ جئْتُ مُسْلما فصيحةُ روميّاتِ عيْنٍ لواحِظي = وفي العربيّاتِ الفؤادُ تعجَّما بطبٍّ حِسانُ الغرْبِ تبْدوْ طبيعَةً = ولكنْ بسحْرِ الشرْقِ تُفضحُ كالدُمى عَليَّ بني قوْمي حَرامٌ بناتُكمْ = عيونٌ ترَى قتْلَ القلوبِ تكرُّما قتيلٌ بعشقِ المانعاتِ تحنُّناً = فإسْمي كقَلْبي قد بخلْنَ ترحُّما تذكَّرْتُكمْ والدمْعُ حشْوَ وسائدي = وليْلي غِطاءيْ حينَ ضقْتُ تكتُّما أ "يومُ العبورِ" اليومَ فينا مَفاوزاً ؟! = فلا والّتي جالتْ عبيْراً تنسُّما سعيْتُ وما ظنّي بها ما ظنونُها = تعالتْ عَلى عيْني وحطَّتْ تجَهُّما ومنْ يستخرْ عَقْلاً بُعيدَ لسانهِ = رَأى في عيونِ الناسِ نكْراءَ مُلهِما وسارتْ أمامي خلفَ واجِفةِ الخُطى = مَعي واقِفٌ قلْبي وكادَ تكلُّما كففْتُ يَدي والعينُ ظِلَّ خيالِها = وحارَ فَمي والقلْبُ يذْكُرُ مُعْجما وخلْخالُها تُرْباً دَنا في تعجُّلٍ = فطارَ الثَّرى فوْقي لأرْقُبَ أنْجُما تحومُ الحَمامُ البيْضُ في زرْعِ إثْرِها = وكادتْ بهِ أنْ تبعثَ الأرْضُ "جُرْهُما" بدتْ حدقاتُ العينِ ليْلاً وشعْرُها = وعِلْمي بأنَّ الليلَ ما كانَ تؤْأَما تجسَّدها أسحارُ "بابلَ" آنِساً = فحجَّ لها شيْطانُ شِعْري تعلُّما وتُحْيي منَ الأمواتِ عقْلاً بخاطِرٍ = وتُفني منَ الأحياءِ قلْباً تتيُّما لَها مِنْ وجوهِ الدهْرِ نرْدٌ بخافِقي = يُريْني عُبوسَ الدهْرِ إنْ صِبْتُ مَبْسِما مراياً لهُ الأشْخاصُ حينَ تبسُّمي = أخالُ بها نَفْسي وكُنْتُ توهُّما يُديرُ رحاهُ في شَبابي تسارُعاً = فدارَ غَدي أمْساً إذا عُدتُ مُقْدِما لها في وريْدي ورْدُ ليْلٍ بترْكهِ = تثورُ الخلايا إذ تظنُّ تجرْثُما وتعْلوْ ظُبا البيْضاءِ حمْراءَ أخْتِها = فكُلُّ الرؤى سوْدٌ إذا دانتِ العَمى تغشَّتْ بليْلٍ روحُها في مدامِعي = مَلومٌ وما كانَ الذي فاءَ "مرْيما" إذا جاءَني صُبْحٌ بمصْباحِ مُدْلِجٍ = بكَانا كِلانا إذ بَدا الدهْرُ مأْتما |
الساعة الآن 04:11 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.