![]() |
طلقني ان كنت رجلا!
عاد وقع خطواته العجلى يملأ أرجاء المنزل صخبا ، تردد جدرانه صداه..كانت تجلس القرفصاء في إحدى زوايا الغرفة المطلية باللون الأزرق..دقات قلبها تضطرب شيئا فشيئا..كلما اقترب ذلك الصخب..
القادم إليها..لازالت اليوم..مثل الأمس..كما هو الحال منذ خمس سنوات..لا تفارقها تلك المشاعر الخائفة.. كطفلة كسرت الإناء..و لاذت بالفرار تخشى عقاب والدتها..لتختبئ في إحدى الزوايا المظلمة..أو تدس جسدها الصغير وسط كومة الملابس داخل الدولاب!! اليوم أين تختبئ تلك المرأة من ذلك الغول..الرجل الأنيق المهذب الذي سرعان ما يتحول إلى حيوان مفترس للانقضاض على الفريسة!! دفع الباب بهدوء و هو يمد رأسه إلى الداخل..تسارعت دقات قلبها الشاب.. مالبث أن رآها حتى ركل الباب بقدمه تعبيرا عن حنق وغضب شديدين... و الآن ماذا؟؟..سأل الزوج باستهزاء..ماذا في جعبتك أيتها الساقطة..ثم تعالى صوته مقهقها كمجنون فقد صوابه..أخبريني..؟ عاد يكمل سؤاله الساخر..مالذي تنونين فعله معي..!! اقترب منها..و يده تلوح لها بحركات الوعيد..أأقتلك الآن أم أنتظر قليلا كي تقتليني أنت أولا؟؟ لم تكن خطاه متزنة..بعد كل عبارة يقولها يوشك على السقوط أرضا (مظاهر التعب والإعياء تبدو جلية عليه)..من هو.؟؟...تناول كأس الماء الذي وضعه عند الصباح على طاولة مستديرة و هو يتصفح آخر الأخبار الاقتصادية..اتكأ على الحائط..ثم استأنف حديثه المشبع بالسباب والشتائم القاسية..!! من..هو سعيد أحمد..؟؟ تحرك ذلك الجسد النحيل المتعب..من تلك الزاوية من الغرفة..بشيء من الشجاعة أجابته بصوت أنثوي خفيض..قائلة: سعيد أحمد البدري أضافت لقب الشاب بثقة..أحد طلابي عندما كنت أعمل في التدريس..له من العمر13 عاما!! لم أره منذ أن تزوجتك و تركت عملي بناء على رغبتك أنت..!!..عادت خطوات الزوج..تذرع الغرفة جيئة..و ذهابا..وقد احتل العرق جبينه..وعلى غير المعتاد أجابها بصوت هادئ حليم: و لكنه الآن في الثامنة عشرة عندما التقيته صباح اليوم..سألني عنك..و بعث لك بتحيات و سلام!! ماذا يعني هذا برأيك؟؟ هذا يعني برأيي..(أجابته دون ابطاء)..تلزمك مراجعة سريعة لدكتور نفسي!! (ولكن هل أنت مجنون لتتوقف أفكارك عن هذا الحد!! منذ خمس سنوات و أنا لم أر الشارع بأم عيني.. حتى هاتفي قد أخذته و رميته في المرجاض في ذلك المساء..و كل يوم يتكرر نفس المساء..!! نفس الشتائم..السباب..الأسئلة الغبية تكرر نفسها.. بل تنقسم إلى أجزاء متعددة..و باستمرار دون انقطاع.. ليلا و نهارا..و لكن انظر في المرآة.. و أخبرني..حتى متى سأبقى أدفع ضريبة خيانة زوجتك السابقة.. لم يبق سوى الهواء..لم تقطعه عني..و لو كان بيدك أمره لما تأخرت!..أصبحت أحدث نفسي كامرأة عجوز.. إذ لا أجد بفضلك من أتحدث معه.. هل تعجبك نظراتك المتلاحقة لي و خطواتك العجلى و أنت تراقبني..هل يعجبك مسلسل الشك..فأدمنت بطولته البائسة.. و لكن طفح الكيل معك..أطلق سراحي..أخرجني من زنزانة مخيلتك المريضة..و طلقني إن كنت رجلا!! |
يظل الجرح السابق حيا
لا يتخثر تتوحش مخالب الشك حتى فيمن هم او هن كالملائكة الأستاذة الأديبة / عبير المعموري نص يترجم واقعا مؤلما كم تعذب به الأبرياء خالص تقديري |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سرتني رؤيتك في مساحتي المتواضعة الجرح السابق اتى على الاخضر واليابس ممتنة لكرم مرورك وتشريفك لي دمت بحفظ المولى عبير المعموري اقتباس:
|
أ. عبير نص رائع يحكى عن الواقع دون تكلف ..
إضطهاد الزوج صاحب الوساوس المريض .. يضطهد زوجته .. و الاولي به كان ان يقدرها .. و يحترمها .. و لكن ما نقول عن سكير عربيد .. لا يرجي علاجه .. *(هل تعجبك نظراتك المتلاحقة لي و خطواتك العجلى و أنت تراقبني..هل يعجبك مسلسل الشك..فأدمنت بطولته البائسة.. و لكن طفح الكيل معك..أطلق سراحي..أخرجني من زنزانة مخيلتك المريضة..و طلقني إن كنت رجلا!!) نعم لو كان رجلا لطلقها .. و لكن يا لخيبته لا يمكن ان يكون *إمرأة حتي .. أ . عبير سعيد بالقرأة لكي .. فالكتابة عن الواقع هى الأجدى و الأ*نفع .. شكرا للإبداع يراعك الوافي .. |
أهلا أختي عبير
الشك يقضي على كل شيء إذا أصبح مرضا. و إذا تسرب إلى عقل احد الزوجين هدم صرح الزواج بسرعة و سهولة.إذ نادرا ما يقتنع الذي يشك بأنه على خطأ حتى و لو بدت له الحقيقة ساطعة. و عن العلاقة الزوجية اقرئي هنا نصا نشرته تحت عنوان خارج اوهام العود الأبدي. يناقش طغيان بعض الزواج من جانب آخر. تحياتي لقلمك الخفيف الظل. |
إعجابي الكبير أخت عبير بالنص لغة وحبكة ...
مع تحياتي الخالصة |
تحية طيبة اخي طارق
الواقع حافل بالالاف الحكايا المؤلمة سيما شك الزوج مخيلته التي تنتج عشرات الاوهام تنخر كالسوس حتى لايعود بيت الزوجية الركن الهادىء والامن..بل ليل مظلم لافجر له. مؤكد ستكون صرخة الزوجة (تعيسة الحظ هي طلقني ان كنت....). كبير الامتنان لحضورك العبق اخي دمت بحفظ الرحمن عبير المعموري اقتباس:
|
إذ نادرا ما يقتنع الذي يشك بأنه على خطأ حتى و لو بدت له الحقيقة ساطعة.
تحية مسائية طيبة اخي محمد نعم اصبت..ولو احكم سيطرته واغلق جميع المنافذ التي يرى انها من الممكن ان تكون مقدمة للخيانة الا انه لايشفى ولايبرأ بل يبقى يعيش في دوامة لاتتوقف..اعان الله ضحايا هذا المرض. بأذن الله لي عودة للقراءة(خارج اوهام العود الابدي) سعيدة بمرورك الكريم تحياتي واحترامي عبير المعموري اقتباس:
|
الاخ الفاضل مصطفى الطاهري
لااجد نقدا للنص..اتمنى ان لاتبخل على قلمي بمزيد النصح..فانا اشعر ان في النص شيئا ماينقصه..ولكن لااعثر حتى الان على ذلك الشيء..في كل الاحوال ارحب وانتظر وجهة نظرك الثاقبة لنصوصي.. شكري لحضورك العبق ممتد بلا سواحل مودتي الاخوية لشخصك الكريم عبير المعموري اقتباس:
|
الاستاذه عبير
لقد تطرقت لموضوع مهم الاوهو الشك فاذا شك الانسان فالانفصال هو الحل والعلاج اذ هو لم يستطع دمل جراحه بايمانه وثقته بنفسه لانه مرض مدمر وخطير يدمر صاحبه قبل الاخرين |
الساعة الآن 02:48 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.