![]() |
قصيدة ( أتيتُ من الشباب ) للشاعر الدكتور ابراهيم مصطفى الحمد
أتيتُ من الشباب تعلّمَ أن يُعلمَني وينســـى ====== فأسألُهُ وقلبــــــي لا يجيبُ يسافرُ وهو ينصحنـي بأني ===== إذا سافرتُ تأكلنــي الـــدروبُ يُذكّرني بأنّي صرتُ كهـــلاً ===== وللأيامِ في شَعـري نُشـــــوبُ لقد ولّى الشبابُ ، يقول دومـاً===== فكيفَ بكـلِّ تجـربــةٍ يــذوبُ يلامسُ لهفتي ويغيبُ عنّـــي===== مراراً ، فهو عن جسدي غريـبُ ويجلدُني بأعطاف الليـالي ===== كأنّي مذنبٌ ، وهو الذنـــــوبُ عجيبٌ أنتَ يا قلباً دعانـي===== إلى أن أستحي، وبــهِ العــيوبُ تعلّقَ بالصبابةِ ، وهــو غِــرٌّ ===== وعندَ الشيبِ أقسمَ لا يتــــوبُ وإني خلفَهُ كالظلِّ أجــــري ===== ووحدي مَنْ تُلاحقُهُ الخطــوبُ أتيتُ من الشبابِ بلا شبـــابٍ ===== فمن لي بالملامةِ يــا مَشيــبُ وهل لي أن أرمّمَ ما تبقّــــى ===== لكهلٍ من كهولتِــهِ يؤوبُ يرى كلَّ النساءِ بكـــلِّ أرضٍ===== حبيباتٍ لـــهُ ، وهــــو الحبيبُ تَوَزّعَ في رجالِ الأرضِ طُـرّاً===== لهُ في كلِّ فاتنةٍ نصيـــبُ تَوَرّطَ أن يجوبَ الدهرَ عِشقاً===== وخلفَ خطاهُ تشتعـلُ الدروبُ لهُ كلُّ الجهاتِ رياحُ عشـقٍ ===== ومن عينيهِ ينطلقُ الهبــوبُ فيمنحُ حزنَها فَــرَحاً صبيّــاً ===== كأنْ لمْ تُشْقِهِ هذي الحـروبُ ويجرحُ صمتَها بندى هديـــلٍ===== وألْحانٍ تُعَـتِّـقُها القلـــوبُ أنا الليليُّ ، أزمنتي انتـظــارٌ===== وصوتي جمرةٌ ، ودمـي لهيبُ أعَتِّـقُ صرختي بِفَمِ الليالــي===== ويحطبُ لهفتـي غَبَشٌ نَضـوبُ وأرضى أن أكونَ بلا نهــارٍ ===== تَوَلّى دفنَهُ صبــحٌ كـــــــذوبُ ويبقى الليلُ مملكةً لمجـــدي===== أنا ملِكُ ، وأنجمُهُ الشعـــوبُ أنا قلبٌ ، ضلالتُهُ وجـــوبٌ ===== أنا جسدٌ ، وأحلامــي صليــبُ ولي مَنْ لي سوايَ وبعضُ همسٍ ==== لسهـمٍ لا يصيبُ ، ولا يخيبُ أنُثُّ أسايَ ، بل فرحي جريحـاً===== فَيُطفِئُـني على خبَرٍ شحـوبُ لكلِّ لَذاذةٍ منّي اشتعـــالٌ ===== ولي : أن ليسَ لي منها نصيبُ |
رد: قصيدة ( أتيتُ من الشباب ) للشاعر الدكتور ابراهيم مصطفى الحمد
ما أروع هذا الهطول وأصدق هذا النص
في ردهات الماضي وجدتك أخي الشاعر الدكتور إبراهيم الحمد تقديري |
رد: قصيدة ( أتيتُ من الشباب ) للشاعر الدكتور ابراهيم مصطفى الحمد
أنا الليليُّ ، أزمنتي انتـظــارٌ===== وصوتي جمرةٌ ، ودمـي لهيبُ
أعَتِّـقُ صرختي بِفَمِ الليالــي===== ويحطبُ لهفتـي غَبَشٌ نَضـوبُ وأرضى أن أكونَ بلا نهــارٍ ===== تَوَلّى دفنَهُ صبــحٌ كـــــــذوبُ : قصيدٌ يستقي من عذوبةِ الرافدين تتلاحمُ فيه المعاني فتسّاقطُ دِبسًا تحت ظلال النخيل |
رد: قصيدة ( أتيتُ من الشباب ) للشاعر الدكتور ابراهيم مصطفى الحمد
يا ألله
ما شاء الله ما أجمل هذا النص وأعذبه!! صافٍ سلسال متدفق أحسنت شاعرنا وأبدعت كثيرا جدا أستاذ إبراهيم لك ألف تحية وتقدير |
رد: قصيدة ( أتيتُ من الشباب ) للشاعر الدكتور ابراهيم مصطفى الحمد
نص منساب ثري الصور والمعاني جميل الاسترسال ..دام العطاء ..أزكى التحيات
|
الساعة الآن 10:00 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.