![]() |
|
لحظة وقوع الزلزال
مهران طفل مدلّل..لايحتمل الفراغ..ولايطيق الوحدة..
واليوم تعطّل التلفاز وشعر بالملل..البيت الصغير المنفرد على حدود الغابة لايعجبه..وهويزداد ضيقاّ وضجراً عندما يسافر والده إلى المدينة ويتركه مع والدته وأخته الرضيعة.. وهذا ماحصل اليوم ..أخته في سريرها تصرخ وتكاد تثقب بصراخها أذنيه..أمّه تغسل الثياب في المطبخ.. وهي بالتأكيد لاتسمع الصراخ..فصوت الغسّالة مرتفع.. وهو قد برم بكل ّشيء ..بدفاتر رسمه التي امتلأت بخربشاته.. وبألعابه كلّها..كرته المثقوبة لاتترك له خيارات كثيرة غير ضربها بالجدار الخارجي للغرفة.. وإصدار ذلك الصوت المدوّي ..لذلك فقد خرج إلى الساحة الجرداء وراح يصوّب الكرة نحو الجدار ويركلها بقدمه بأقوى مايستطيع.. كانت الطفلة تسكت لحظات بعد سماع الدويّ الذي يحدثه الاصطدام.. ثمّ تعود للصراخ ..وكلّما استطاع تقوية الضربة ورفع الدويّ.. كان صمت الطفلة يطول أكثر..فيشعر بالزهو والرضى .. لقد اكتشف لعبة إسكات أخته..وراح يتفنّن فيها..وبعد دقائق.. قرّر أن يضرب ضربته الكبرى.. فسدّد وهو يكزّ على أسنانه وركل بأقوى مايستطيع مغمضاً عينيه ..وبووووم..علا صوت اصطدام الكرة بالجدار.. وصوت اصطدامه هو بالأرض..لقد عثرت قدمه بشيء ما.. وسمع صوت ارتدادات مرعبة..فرفع بصره..ورأى المنزل يهتزّ..ثمّ يعود للاهتزاز أكثر..ويتصاعد غبار كثيف من جوانب الجدران ثمّ يغيب كلّ شيء في زوبعة هائلة من الحطام والركام والضجيج..لقد هوى السقف والجدران وكلّ شيء..وانتهت اللعبة..وجلس مذهولاً مصعوقاً لبرهة ثمّ ركض صوب المنزل وهو يصرخ ويولول..وفي زاوية من زوايا المنزل أشبه بمظلّة استند فيها السقف إلى الجدران التي لم تتهاوى تماماً رأى أمّه تحتضن أخته وهي ترتعد..وتبكي وتضحك.. وتقول: أحمد الله ..على سلامتك.. ومن رحمتة سبحانه أنّك كنت خارج المنزل.. --------------- مع تحيات:عبدالحكيم ياسين |
رائع هذا الإبداع الأخ عبد الحكيم ياسين
تحية تقدير وإعجاب . |
الاستاذ العزيز عبدالحكيم ياسين
ولد مدلل ،كرة مثقوبه ،وحدة وفراغ ومنزل يتصدع ، ضحك وبكاء معاناة تراها بعينك ،تتكلم عن نفسها لاتحتاج لتعليق ولا عجب فهي لوحة فنيه اشترك في اخراجها اديب وفنان |
وحرفك زلزل سواكن الذائقة ,توافقية الزلزال بنفس الطفل مع حنق وزلزال الطبيعة ,أفردت كل هذا الجمال ,قص مدهش ولغة عذبة عذوبة حضورك ...
فيض مودة وخالص تقدير |
الأخ ياسر علي
أنت من يستحقّ التقدير لمتابعتك المخلصة وتضحيتك بالوقت والجهد ..نسأل الله أن يثيبك على ذلك وأن يهب لمن لكم عليه حقّ ردّ الفضل القدرة على ردّه بأحسن .. مع الحبّ والتقدير |
الأستاذ الكريم : أبو ساعدة الهيومي
أشكر تكرّمك بالتعقيب ..وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.. مع الحبّ والتقدير |
كلّ الشكر لذوقك الرفيع أخي زياد
وخالص الحبّ والتقدير لحرفك العذب.. وسرور كبير بحضورك وقراءتك .. وأدعو الله أن يجزيك كلّ خير.. |
أديبنا القدير عبد الحكيم
لقد زلزل حرفك كيان القارئ وهو يمتع ناظيه بالجمال والدهشة لما ترسمه ريشتك بكل اتقان ليتني كنت أمتلك القدرة على النقد لكنني أقرؤك بعين القارئ الباحث عن الجمال كل التقدير |
أهلا أخي عبد الكريم
تزامن ماكر بين لحظة ركل الكرة بقوة و لحظة وقوع الزلزال. كأنه يقول ان تدليل الأطفال أمر مدمر لحياتهم. شكرا على المتعة و الجمال. تحياتي |
أديبتنا القديرة فاطمة
شكراً للثناء الجميل والذي لايقلّ استحقاقاً للتقدير عن النقد.. ففيه مايريد الكاتب أن يسمع من وصف النص والتوجّه إليه..جزاك الله كلّ خير ويسّر لك نيل ماتتمنين.. رمضان مبارك لك وللقرّاء والكتّاب الكرام.. |
الساعة الآن 02:42 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.