منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الهر يموت واقفا(2) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=15534)

سعاد الأمين 01-02-2015 09:52 AM

الهر يموت واقفا(2)
 
(على الناس الذين يحبهم المرء أن يموتوا بكل اشيائهم....ماركيز*)
الهر يموت واقفا
(2)
كان الباب مغلقا بالقفل والرتاجات، هو يجلس عند حافة الفجر وحيدا خلف نافذة صغيرة لاتظهر للمارة من ذلك الشارع الضاج بالحركة،كان يراقبها عندما تسير فى الشارع بكبرياء طبيعي ملفت، نظرها ثابت أمامها لاتعبأ بنظرات المارة الحارقة،تضم هرها إلى صدرها وتلثمه على جبينه بحنو بالغ، والهر مستمتع برؤية الصبية له وابتساماتهم البلهاء..
كادت عيناه أن تخرج من محجريهما، عندما مرت فى مرمى بصره، شهق ونثر عرقا غزيرا رغم برودة الصباح الندية، كان ابن السابعة عشر يعاني عصفا بايولوجيا عنيفا، جعله منبوذا فى الحي لكثرة تحرشه بالفتيات، وهروبه من مقاعد الدراسة وتسكعه المريب بين الأزقة والحواري حيث النسوة ومآربهن المغلفة له بطلبات وهمية ، أناث حيونات المزرعة تهرب فزعة حين يواقعها من فحولته الجامحة، علقة شهيرة نالها من العم حماد حين فقد حمارته فوجدها فى خلوة ذميمة معه تحت شجر المسكيت وشهر به، فاصبح مثار سخرية وجلب لوالده العار فما كان منه إلا أن أودعه لشيخ الطريقة، ليتشرب العقيدة السمحاء ليؤوب إلى جادة الطريق، ويشفي من شبقه الفاضح،وتزول نزواته المنفلته..ولكنه أظهر شذوذا آخر يطفئ به شهواته، أعاده الشيخ لوالده ضجرا، اجتمع أهل الحي وأخبروا والده بأن ابنه خطر على عذرية الشارع لابد من حبسه، فتم لهم ما أرادوا، سجنه فى تللك الغرفة المطلة على الشارع وأحكم المزاليج،الفتاة الجميلة كان يلتهمها بنظراته الجائعة، وينتظرها كل صباح ويحلم بها فى المساء،كان يشاهد خطواتها مبتعدة دائما وفى حضنها هرها كان يتمني الالتصاق بهامثله، ولكنه اكتفي بممارسة ذلك فى خياله، وتدفقت مشاعره وهام بها..ماكان يفكر فى أي شئ سواها.
راها تدخل متجر ابيه أربع مرات خلال هذا اليوم وسمع ضحكات ابيه مجلجلة، وسمع صوتها الجميل تداعبه وهو يغازلها، وهي تستجيب بغنجها وينسى أن يأخذ ثمن ما ابتاعته من المتجر أو يتناسى، بعد انحلال أعضائه فتخرج لاتلوى على شئ وهرها المستكين شاهد على سطوة الغريزة، ويمسح شاربه ويخرج ويشيعها بنظرات جائعة ويتمتم جزلا:
ــ لقد صنعت يومي أيتها الجميلة!
الأب لايصدق إن هناك عين متلصصة تراقبهوالفتاة التي أشعلت ترمله، كان يشترى اللحظة معها، ويغريها بحديثه المعسول فى خلوتهما، ولكن غير ذلك فهو الأب الصارم كما يريده المجتمع.
هو لايصدق أن أباه الصارم هذا يمكن ان تنحل صواميله الأخلاقيه ويتداعى هكذا مع فتاته، ويحبسه فى حجرته مقيدا بسبب السيل الجارف من هرمونات الفحولة الموروثة بجينات عنيدة مشاكسة..تمتم غاضبا:
ــ لقد سجنتني وأنت الذى أورثتني هذا العصف..!!
كان يحدق من النافذة عندما شاهد مايجري، اغتيال الهر شمسون..على يد عبد الجليل،نظر الناس إلي أعلي من حيث انطلقت الرصاصة الثانية واستقرت فى قلب التاجر أمام متجره.. صاح من نافذته بأعلي صوته:
ــ لقد أغتال أحلامي..
نظرت إليه سمسومة فاغرة فاها،ثم جلست صامتة بقلب ممزق تراقب المشهد الدامي. ونسيت هرها!
:confused:

جليلة ماجد 01-02-2015 08:49 PM

يموت الظالم و يبقى الظلم ...

و هذا من عجائب الدنيا ...

فمن تعود الخنوع و اتباع هواه

لن يستنير إﻻ إن أعمل ما فوق كتفيه ...

سعاد .. يا وجه الفرح و كل التفاصيل ...

بوركت ألفا ... و ألفا .. و ألفا !

سعاد الأمين 01-03-2015 09:41 AM

الأديبة جليلة
باقات من الورد يفوح عطرها فى سماء حياتك..
ويعطر عامك الجديد بتحقيق أمانيك الغوالي.
.يسعدني مرورك المبهر الذى يجعل لنصوصي معني.
.فتزدان وتزدهر ..
شكرا لحرفك الأنيق وكل عام وأنت بخير

طارق أحمد 01-03-2015 11:40 AM

المراهقة و ما أدراك ما المراهقة .. الكل يعانى منها
في أوانها .. مرحلة من مراحل العمر ..
و البنات كما الأولاد يعانين منها .. و يفعلن الأفاعيل
و لكن فعلهن لا يبين كما الأولاد لحيائهن ..
و عدم إقدامهن كما الأولاد ..
هذا جانب : و هناك الإغراء الذي يعترى كل من المرأة
و الرجل في كل مراحل العمر .. البعض ينجر معه
و لكن سرا حينما يتقدم به العمر .. و البعض يكتمه
في نفسه .. و تبتهج به أساريره .. و تفضحه ملامح
وجهه و تصرفاتها ..
قصة رائعة أ-سعاد حكت عن الممنوع في الحياة العربية
كما هي عادة الكاتبه .. و لمست جانبا يكتنفه الظلام
من حياتنا .. و لا يجد حظه الوافي من التنوير الثقافى
لكِ الشكر صديقتى الكاتبه الرائعة سعاد ..

سعاد الأمين 01-04-2015 05:30 PM

الأديب طارق
كل عام وأنت بخير
شكرا على المرور والتعليق المائز. وتأكيد أن المراهقة عصفا بايولوجيا ثائرا...يختلف فيه الذكور عن الإناث.. فى سلوكياتهم بفعل الفسيولوجيا والبيئة المحيطة من الاسرة ونوع المجتمع..هناك من تشذ انفعالاته الهرمونية فلايستطيع السيطرة على نفسه وهذا مرض..
تحياتي لك

زياد القنطار 01-05-2015 04:12 PM

يداه أوكتا وفوه نفخ ..فأوصل الحال إلى هذا المآل .
أما هذا الحرف فقد أوكى تحت مراجل ذائقتنا حتى بج غثوها . فأ نضج فيها الجمال .
سعيد بمتابعة هذا الحرف ...لك ولهذا الحرف خالص الاحترام والتقدير

سعاد الأمين 01-06-2015 04:21 PM

الأديب الأستاذ زياد
كل عام وأنت الخير كله والمحبة وأسرتك الكريمة
سعدت بمرورك البهي ونثرك المائز.لقد أضأت المتصفح بحرفك السامي
شكرا جميلا جمال ذائقتك


الساعة الآن 06:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team