![]() |
شيءٌ بينَنا
شيءٌ بينَنا
نَعدو إلى التِّلقاءِ غَضْبةَ ثائرٍ = وتَلَهُّـفَ الأعداءِ لا الأحبابِ محمد حمدي غانموكأنّنا خَصْمانِ في أرضِ الوَغَى = تُدمِي العيونَ طبائعُ استِذْآبِ فتَودُّ تَخمِشُ مُهجتي أَظفارُها = وتَودُّ تَنهَشُ جِيدَها أنيابي فإذا بها تَغفو بِصدري طِفلةً = كيمامةٍ تَنسابُ في أَسْرابي وتَقولُ تَكرهُني، فأَلثِمُ خدَّها = وتُذوبُ بينَ دُموعِها أهدابي وبلحظةٍ نَصفو بِغيرِ مَلامةٍ = وأُذِيقُها هَمْسي ولَحنَ تَصابي: بيني وبينَ الشِّعرِ سِربُ بلابلٍ = يَرنو إلى عينيكِ باستغرابِ أدنو ولا أدنو ويَنداحُ المَدَى = ألوانَ طَيفِ مُذهِلِ الإطرابِ يا أنتِ يا أَبَدِي بِكَونٍ صاغَهُ = نِسبيّةُ الأبعادِ والأَحقابِ يَنسابُ عِطرُكِ في شهيقي مُنبِتًا = سُدُمًا مِن الرَّيحانِ والأعنابِ ماذا سأفعلُ في كواكبِ لهفتي = منّي تَفِرُّ لِحُسنِكِ الجذّابِ؟ تتناثرُ الأقمارُ بينَ حُطامِها = عندَ انعكاسِ ضِيائِكِ الزِّريابي إنّي جعلتُ العُمرَ ليلةَ عاشقٍ = أغزو سماءَكِ باحتراقِ شِهابي لا تَسأليني: أينَ آخرُ حُبِّنا؟ = ما الضوءُ يَبلغُ منتَهى إعجابي ويَرُوعُ قلبي أنْ تلاشتٍ مِن يَدِي = هلْ كُنتُ مجنونا حَضنْتُ سَرابي؟! فإذا بها ذابتْ بصدري نَبضةً = تَسرِي إلى الشِريانِ والأعصابِ يا كيفَ نَعشقُ حينَ نُعلنُ كُرهَنا = يا كيفَ تَنزِعُ رِيحُها أبوابي لا ليسَ حُبًّا.. ذاكَ شيءٌ بينَنا = يَخفَى عنِ الشعراءِ والكُتّابِ لا تَسألوني كيفَ أحضُنُ عِطرَها = أو كيفَ راقصَ طَيفُها أثوابي أو كيفَ حولي حلّقتْ أشياؤها = والحُورُ تَشدو عازفاتِ رَبابِ أو كيفَ أنظرُ في الجِدارِ شُرودَها = فأُقبّـلُ الأحجارَ باستعذابِ! أو كيفَ في سُهدي أُتمتمُ بِاسْمِها = عَذْبًا فأَسْـكَرُ عنْ لهيبِ عَذابي أو كيفَ أَرسُمُها جَناحَ فَراشةٍ = وشِفاهَ نَبْـقٍ واخضرارَ الغابِ ورحيقَ فَجرٍ وابتسامةَ زهرةٍ = وتَعانقَ الأشجارِ واللَّبلابِ أو كيفَ في عُنفٍ أُمزّقُ شِعرَها = لو قدْ أغارُ لأتفهِ الأسبابِ أو حينَ أَكرَهُها وأَلعنُ هَجرَها = أو حينَ أهجو شَعْرَها بِغُرابِ وأَسُبُّ خدّيها بِنزفٍ مِن دَمِي = وأُغيمُ ناعسَ بدرِها بِسَحابي فتَظلُّ تَرميني بِحُمقِ تَوَهُّمي = وتُعيِّرَنِّي كيفَ طاشَ صوابي وتقولُ تُبغِضُني، فأُعلِنُ أنّها = مِلْكي وأنَّ زُهورَها بِتُرابي وأقولُ إنّي سوفَ أَكسِرُ كِبْرَها = وأَجُرُّها جَبْرًا إلى مِحرابي ولَسَوفَ تَشدو لي بألفِ قصيدةٍ = تَرجو تَذُوقُ هَوَايَ باستعتابي ولَسَوفُ أَربِطُ قلبَها بِسلاسلي = وجدائلِ الأزهارِ في سِردابي حتّى تَبوحَ بِكلِّ ما ضَنَّتْ بهِ = وتُقِـرَّ حبّي لحظةَ استجوابي تَروِي الجَوَى بالدمعِ ثمَّ تُذيقُني = شَهدَ الخُضوعِ بِثغرِها الكذّابِ! ولسوفَ... أُقسمُ سوفَ... وَهْيَ تَغيظُني = وتُهدِّدَنْ قلبي بِكلِّ عِقابِ أعلنْتِ ساعةَ صفرِنا فتَخيّري = أرضَ التحدّي والتقاءَ حِرابِ نَعدو إلى التِّلقاءِ غَضبةَ ثائرٍ = وتَلَهُّـفَ الأعداءِ لا الأحبابِ فيَضُمُّ شَطُّ البحرِ هادرَ مَوجِها = ويَذوبُ حِصنُ الرملِ في تَرحابِ! لا تسألوني.. ذاكَ شيءٌ بينَنا = يَعلو على الأسماءِ والألقابِ هيَ حسْبُ تلكَ، وذا بعينيها أنا = سِرٌّ عَصِيُّ الشرحِ والإسهابِ أناْ حسبُ أهواها بِكلِّ عيوبِها = أناْ قدْ فُتِنتُ بِسِحرِها الخلاّبِ 29/12/2014 |
الساعة الآن 01:58 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.