![]() |
ثمرات من تدبر القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الأمين
سأختار لكم في هذا الباب بعون الله تدَّبرات في آيات قرآنية مقتبسة من بطون الكتب وأقوال العلماء , عسى ربي يجعلها مخلصة لوجهه الكريم ويرزقنا فهما ً لكتابه وتدبرا ً لآياته وعملا ً بمحكم تنزيله . |
رد: تأملات في القرآن
إن ّ علما ً لا يبعدك اليوم عن المعاصي , ولا يحملك على الطاعة , لن يبعدك غدا ً عن نار
جهنم , وإذا لم تعمل اليوم , ولم تتدارك أياماتك الماضية فستقول غدا ً يوم القيامة : ( رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ) السجدة (12) فسيقال لك : يا أحمق أنت قد جئت من هناك ! ! ( الإمام الغزالي : أيها الولد ) |
رد: تأملات في القرآن
كان الصيام في الأمم السابقة بدليل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة (183)
وكذلك الاعتكاف والقيام : ( وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) البقرة (125) وفي هذا تحفيز لهذه الأمة بأن لا تقصّر عمن كان قبلها من الأمم في تلك العبادات . |
رد: تأملات في القرآن
تأمل كم في آية الصوم من ترغيب فيه , بدأها بالنداء المحبّب : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) , وبين أنه فريضة لا مندوحة في تركه : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ )
وأنه ليس خاصّا ً بنا بل هو للأمم كلِّها : ( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ) , وبين ثمرته : ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) وقَّلله : ( أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ) . |
( فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ) طه (117) أسند الشَّقاء إلى آدم دون حواء لوجهين : - أن في ضمن شقاء الرجل شقاء أهله , كما أن في سعادته سعادتهم ؛ لأنه القيّم عليهم . - من الشقاء التعب في طلب القوت , وذلك على الرجل دون المرأة ؛ لأن الرجل هو الساعي على زوجته |
الشقاق بين أهل الكتاب والمسلمين أمر ٌ قدري , فلا يمكن أن يتفقوا , وبذلك تبطل
دعوة أهل الضلال الداعين إلى توحيد الأديان ؛ لقوله تعالى : ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ ) البقرة (137) فلما لم يؤمنوا صاروا معنا في شقاق , وهذا الشقاق لا بد أن يؤدي إلى عداوة ٍ وبغضاء وبالتالي إلى مدافعة , وهذا ما هو حاصل |
- كثيرا ً ما يستعجل الإمام أو يغفل المأموم عن تدبُّر سورة الفاتحة , خاصة مع تكررها في مثل التراويح , طلبا ً لتدبُّر ما بعدها من تلاوة وربما لتدبُّر قنوت مع أن ّ الفاتحة أولى السور بالتدبُّر , لأنّها أعظم سورة , والله تعالى يقول : ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) الحجر (87) والفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم . |
- ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الفاتحة (2) يؤخذ من سورة الفاتحة إيجاز المقدمة مع بلاغتها ؛ لئلّا تمل ُّ نفوس السامعين بطول انتظار المقصود , وهذا سنة للخطباء ألا ّ يطيلوا المقدمة فينسبوا إلى العي فإنه بمقدار ما تطال المقدمة يقصر الغرض ومن هذا يظهر وجه وضعها قبل السور الطوال مع أنها سورة قصيرة . |
( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الفاتحة (2)
الحمد هو المدح المقرون بالمحبة التامة والتعظيم التام , وهذا مناسب جدا للوصف الذي جاء بعد الحمد ( رَبِّ الْعَالَمِينَ : تعني الربوبية ) فإذا كان الله هو من ربّى العبد وجب عليه أن يحبَّه , وإذا كان هو القادر على ذلك وجب تعظيمه . |
- مبنى الفاتحة على العبودية , فإن العبودية إمّا محبة , أو رجاء , أو خوف
( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) محبة , ( الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ) رجاء , و ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ... ) خوف , وهذه هي أصول العبادة . |
الساعة الآن 02:05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.