![]() |
|
حديث الرياح
حديث الرياح
غادرت شلة الأصدقاء النزل الرخيص، الذى كان يأوينا منذ ضياع الوطن...لقد وضعت الحرب أوزارها فى بلادهم فغادروا تباعا. ــ مازال وطني جريح... الأمطار تهطل بغزارة، تعصف بها رياح ذات صفير، فتقرع النافذة الزجاجية المطلة على زقاق ضيق، هي العين التي أري بها العالم من حولي، أتابع المارة على قلتهم أراهم ولايروني، يهرولون كل إلى وجهته، أنا الذى ليس لى وجهة غير الانتظار! وهذا الصمت الذى خلفه رحيل الأصدقاء.. ــ يا إلهي لقد تجرأت الرياح ! وكشفت عنها الغطاء.. أراها تحاول جاهدة أن تجمع ثوبها الطائر إلي أعلي، لتستر تللك الأفخاذ المجنونة لقد أطارت صوابي! حينما سقطت منزلقة عند حافة الطريق، وفقدت السيطرة على أبعاد جسدها...التقطت تلك اللحظة التى مرت كالبرق، بين عريها الذى انكشف وشهوة كان العهد بها بعيدا..وخزنتها فى تلافيف الذاكرة المثقوبه على عجل، حتى لا تتسرب كذكريات كل النساء فى وطني. فى تشردي لم أعرف النساء، ولم ألفت نظر أي منهن. توددي يقابل بالرفض والسخرية أحيانا كثيرة، لهن العذر حطام رجل خريج سجون، تجرع كل أنواع الذل والهوان جسده ملئ بندوب التعذيب ومحفظته الخاوية يسكنها العنكبوت..هرب من وطنه يتسول وطنا. لاجئا تعيسا هذا أنا! ــ أوّاه كيف أسكت هذه الوسواس الذي إحتل ذاتي.. الليلة أهدتني الرياح ما يبدد وحدتي حين أغرق فى مرقدي البارد، وتهاجمني الرغبة المختبئة فى مساماتي لدفء أنثي أي كانت. سأستحضرها لتطفئني. ــ ياسيدتي مهلا أرجوك لاتهربي من ذاكرتي! إن سقوطك آلمني ..لست قاسيا إن تمنيت إلاتتركك الرياح تنهضين، لقد أسعدت رجلا!! |
اخت : سعاد : ما أجملها من كلمات صاغها يراعك الغض
حكت عن الحرمان الكثير المثير الخطر عطش الرجل للأنثي .. ما أجمل ان تصوره الأنثي فله طعم خاص .. و لون خاص .. شكرا لأبداعك الشيق .. |
أهلا بالأستاذة سعاد الأمين
نص فاخر يرسم الضياع ، ضياع الوطن ، ضياع الذات ، وضياع الحب . النافذة تفتح الأمل على الحياة لكن لا تكفي المشاهدة ، بل لابد من الخوض من جديد في معترك النضال. الرياح كثورة ربما ستخمد آجلا أوعاجلا ، لكن يبقى من قدم لمسته في البناء و الرفق بالأوطان ، و لن يبقى إلا من ناضل بإيجابية من أجل تجسيد الحب . تحياتي |
الأديب طارق
تحية طيبة شكرا على مرورك وتعليقك الرائع نورت المتصفح دمت بخير |
الأستاذ ياسر
تحية تليق بك لقد سعدت بما نثرته بحرفك الراقي حول نص الساعة الضياع النفسي وضياع الهويات والأوطان والحروب شكرا جزيلا لك |
الأستاذة سعاد الأمين .
يا لأوطان حبلى بأحلامنا ما أن تغادر رحمها حتى تلامس أقدامها صقيع اغترابنا بها وبالوطن ..!!! نفرُّ بأجسادنا بعريها من سطوة سوط جلادها لنسلم الروح لسياط غربة أكثر سطوة وأكثر إيلاماً ..!! نص تعمد بالنازف من الروح وسطر بحروفه حالة وجدانية بتفصيلية التشظي الروحي الذي تبعثه حالة ضياع الوطن والمهجر عنوة في أحلامنا ....لك ولهذا الحرف المتألق خالص التقدير . |
للرياح أحاديث شتى ...
و يبقى الضياع مسيطرا على كل ما تقول ... سعاد اﻷمين ... كل إناء ينضح بما فيه ... كعادتك ... تبهرين القارئ بتفاصيلك الجميلة .... ضياع وطن ... ضياع ذات ....ضياع جسد .... كم أنت عميقة ! أصفق لك! |
السلام عليكم ورحمة الله
ارى أنها قصة تتحدث عن الحرمان بكل تفاصيله وجزئياته حرمان من الوطن وسمائه والأهل وحبهم وحرمان من وليف وشريك روحي وجعلتني أستاذة سعاد أتساءل عن أصعب حرمان يمر به المرء، هل عندما يفقد وطنه، أم يفقد أهله، أم أن الغريزة تجعله الأكثر تضررا استمتعت جدا بالقراءة، قصة رائعة بكل المعاني ، شكرا لك على هذه التحفة القيمة |
الأديب زياد
تحياتي ما أجمل ماخطه يراعك تعليق مبهر سعدت به أنها الأوجاع والدواخل الحساسة حين الضياع شكرا جزيلا لك |
الأديبة جليلة
صباحاتك نواضر لقد صنعت يومي بهذا التعليق البهي شكرا جميلا لذائقتك الرائعة فخورة بمتابعتك دمت |
الساعة الآن 06:32 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.