![]() |
|
غَرَّبْتُ مَشْدودًا إلى زُحَلِ!
غَرَّبْتُ مَشْدودًا إلى زُحَلِ! عبد اللطيف غسري مِن شَرْقِكِ المَحْفُوفِ بالأسَلِ = غَرَّبْتُ مَشْدودًا إلى زُحَلِ سَئِمتُ رَعْدًا فِيكِ صَيْحَتُهُ = تَغتالُ عُمْرَ الماءِ والعَسَلِ وَضَحْكَةً حَيْرَى مُحَنَّطَةً = وَمَوْعِدًا لَمْ يُشْفَ مِن شَلَلِ ونَظرَةً باتَتْ بَراءَتُهَا = تنامُ فِي أُرْجُوحَةِ الكسَلِ مَسْكُوبَةٌ كالشَّمسِ أنتِ على = أثوابِ هذا الجِذعِ والطلَلِ وَالليلُ فِي كَفَّيْكِ بُرْدَتُهُ = قد حَاكَهَا مِنْ سُترَةِ الوَجَلِ رُدِّي عَليهِ لونَ شَهقَتِهِ = هَيهاتَ! لا عَوْدٌ عَلى أمَلِ مَشْبُوبَةٌ كالبَحرِ أنتِ.. ألمْ = تصْرَعْكِ مِنِّي ثَورَةُ الغَزَلِ؟ مِن مَائِكِ الصَّادِي إلى شَبَهٍ = أصْدَرْتُ وَجْهِي خَشْيةَ البَلَلِ وَمِن زَوَاياكِ التِي شَحُبَتْ = جَمَّعْتُ أشْيَائِي على عَجَلِ عَلِمْتُ أنِّي دَفَّتَا خَبَرٍ = فَاخْتَرْتُ أنْ أُطْوَى بلا جَدَلِ وأنَّنِي سَطْرٌ على طَبَقٍ = مِن فِضَّةٍ مُلْقًى إلى أجَلِ فَاخْتَرْتُ أنْ أمْتَدَّ فِي زَمَنٍ = يُقِلُّنِي فِي ذِرْوَةِ الجَذلِ مَضَيْتُ مَشْمُولاً بعاصِفَةٍ = مِن صَيِّبِ الآهاتِ والمَلَلِ جِسْرٌ مِنَ الغَيْماتِ يَعْرُج بِي = إلى شِتاءٍ ذابِلِ المُقَلِ الظلُّ يَسْعَى بِي ولا أثرٌ = إلاَّ لِمِشْكاةٍ على جَبَلِ وَالشَّادِنُ المَنْفِيُّ فِي جَسَدِي = يثْغُو إذا أرْعاهُ بالقُبَلِ لا تَسْألِي عَنِّي غَدًا ثَمِلاً = أوْ أيَّ يَومٍ شَبَّ في كَلَلِ بَلْ فاسْألِي عَنِّي قُرُنْفُلَةً = حَمَّلتُهَا أُضْمُومَةَ الجُمَلِ الوَقْتُ يَذرُوهَا بِلا أسَفٍ = والصَّمتُ يَتلوهَا على مَهَلِ |
الشاعر الراقي عبد اللطيف غسري
كنت أخشى أن يكون بوحك موغلا في الفلسفة ولكني وجدته موغلا في الشاعرية! رائعة هذه اللامية ببحرها وصورها ولغتها الأنيقة وحكايتها الحزينة وربما حزنك هذا المطمئن هو الذي لم يجعلنا نشعر بسرعة البحر الذي روّضته كما شئت. كثيرة هي التعابير التي أطربتني: وَمَوْعِدًا لَمْ يُشْفَ مِن شَلَلِ ونَظرَةً باتَتْ بَراءَتُهَا = تنامُ فِي أُرْجُوحَةِ الكسَلِ مَسْكُوبَةٌ كالشَّمسِ أنتِ على = أثوابِ هذا الجِذعِ والطلَلِ مِن مَائِكِ الصَّادِي إلى شَبَهٍ = أصْدَرْتُ وَجْهِي خَشْيةَ البَلَلِ عَلِمْتُ أنِّي دَفَّتَا خَبَرٍ = فَاخْتَرْتُ أنْ أُطْوَى بلا جَدَلِ ولا أنسى المطلع البديع الذي أغراني بالزيارة.هل أفهم منه أنها شرقية؟! مودتي وإعجابي |
اقتباس:
أشكرك على ما تفضلت به من حسن القراءة وجميل الثناء. لا تنفصل الفلسفة عن الشعر في شئ، إذ أن هناك ما يسمى بفلسفة الشعور Philosophy of Emotions.. والشعور بؤرة الشعر ومعينه! تقبل تحياتي ومودتي |
وَالشَّادِنُ المَنْفِيُّ فِي جَسَدِي = يثْغُو إذا أرْعاهُ بالقُبَلِ
لا تَسْألِي عَنِّي غَدًا ثَمِلاً = أوْ أيَّ يَومٍ شَبَّ في كَلَلِ بَلْ فاسْألِي عَنِّي قُرُنْفُلَةً = حَمَّلتُهَا أُضْمُومَةَ الجُمَلِ الله يا عبد اللطيف.. لاميّة رائعة تستحق أن تكون بروعتها .. على قمة المنبر.. فبها من الروعة ما يشدّ لها القلوب والألباب.. تثبت وبارك الله بالمبدعين في منابر العطاء ولك من قلب أخيك تحية علاء الأديب |
اطلق الشادن ساقية للعتاب لا يلوي عنق الصفح ولا يمد للرجاء كف عينيه الواسعة لا تتسع لغير النجوم يهتدي بها ويناجيها لقبول صحبة طويلة مجهولة الأجل.. الشاعر عبداللطيف غسري عذرا أن تعقبت كعب الشادن بفضول نحو الجمال في قصيدتك.. |
الأخ الفاضل عبد اللطيف الغسري الموقر
لاشك يا أخي أن مخيلتك مضافا إليها عمق التجربة الشعرية جعل التمييز وشمة على نتاجك الشعري وهكذا غربت مشدودا إلى زحل دالة من الدلالات دمت بحفظ الله |
شاعرنا المفضل/ عبداللطيف غسري بصمة شعرية فارقة، استمتع جدا بقراءتك وفي رياضك نجد دائما الجديد والإبداع هنا توقفت ثم طربت : مَسْكُوبَةٌ كالشَّمسِ أنتِ على أثوابِ هذا الجِذعِ والطلَلِ والقصيدة مليئة بمثل هذه فسلمت ودمت بألف خير |
اقتباس:
أتقدم إليك بالشكر الجزيل على ما تفضلت به من حسن قراءة للنص وجميل ثناء عليه وعلى صاحبه. كما أشكرك على التثبيت، وأود أن أقول إن النص قد فُكَّ عنه التثبيت قبل استيفاء المدة الزمنية التي تخصصونها عادة لتثبيت النصوص. لا شك أن أحد المشرفين قد قام بفك التثبيت عنه من غير أن ينتبه إلى أنه لم يستوفِ مدة التثبيت بعد، خصوصا وأن هناك نصوصا أخرى قد ثُبِّتت قبل نصي هذا ولم يُفَكَّ عنها التثبيتُ بعد! تقبل تحياتي ومودتي |
غربت مشدودا إلى زحل
|
اقتباس:
تحياتي السامقة.. |
الساعة الآن 06:27 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.