![]() |
* بيــاتْ شــتـــويْ *
خاطرة قصصية ,,
" الساعة السابعة مساءاً إلى الآن ! " رددت جدتي هذا محدثة اخوتي و هم يلعبون "حاكم جلاد " على ضوء الشمعة , و الأغطية تلتفُ حول أجسادهم التي تكسوها الفرح و السعادة . وأنا لوحدي ! أنا لوحدي في زاوية الغرفة متقوقع , أنسج ما بداخلي سطوراً , معلنة لهم أني في بياتٍ شتوي . ليلة أمس *توقف بث قنوات التلفاز , حيثُ كنا أنا و أخواتي و بنات عمي حول جدتي والألفحة متراكمة علينا من شدة البرد , و مضت فترة قصيرة قبل أن يأتي أبي و يخبرنا بأن لا أمل في عودة القنوات , مؤكداً لنا سقوط الثلوج ! و سرعان ما تبخر حزننا لتوقف بث القنوات من حرارة سعادتنا بقدوم الزائر الأبيض ! , أصبحت كل أحاديثنا في هذه اللحظة عن توقعات احتمالية سقوط الثلوج و ما قرأته كلٌ منا على صفحات الفيس بوك عنه . بينما كنا غارقات بالحديث و الضحك مرّت أثناء ثواني سكوتنا ضجةٌ من الخارج ترحب بمجيء الزائر الأبيض , كل الحي فاض من الفرح ! لم أعطي لنفسي وقت لتفكير في شيء , كل ما فعلته أنني مشيتُ مع عواطفي و شوقي لرؤية ذلك الجميل الأبيض ,, و في أقل من دقيقة كنتُ بالخارج !أوقفني نور خارج من مدخل منزل الجيران , يتخلله ريشٌ من الثلج على لحن أخرس . كان اللحن المنبعث إلينا هادئاً , ناعماً , يزرعُ في قلوبنا الطمأنينة بأنه لن تجتاحنا ريح أو غزوة من الأمطار أو البَرَد . و لكن! كل ذرة في جسمي تئنُ من البرد و تستغيثُ و تطلب الدفىء , كان عليَّ أن أترك ذلك الجميل الأبيض لأحتضن فراشي , نمت تلك الليلة و ربما لم أنم ! فإني إستيقظتُ قبل أن يطل الفجر الأبيض على وقع خطوات جدتي و هي تتحسس طريقها في الظلام إلى دورة المياه . *لقد إنقطع التيار الكهربائي ! و أسعفني نور هاتفي الجوال لأرشدها إلى الطريق , وكم تجمدت من تلك الثواني الباردة التي تركتُ بها فراشي و أنا مغصوبة على ذلك . لم أستطع النوم جيداً بعد ذلك , فكل أفراد عائلتي بدأو بالاستيقاظ و التجمع في غرفة والِدّي , تعالتْ أصوات ضحكاتهم , فشممتُ رائحة المحبة و الألفة فلم أستطع المكوث في فراشي أكثرْ و كالبرق كنت معهم . و قبل أن تمضي الساعة كنا نغني و نضحك و نلعب و نلتقط الصور لبعضنا مع رجل الثلج الذي صنعناه مع كل الجيران , مضت ساعات من الزمن ونحن بالخارج المتجمد و بالواقع لم تكن سوى ساعة فقط ! ساعة واحدة إحتفلنا بالزائر الأبيض , كلنا هربنا من التجمد و البرد إلى بياتنا الشتوي , تلفنا الأغطية الثقيلة , نتركز في غرفة واحدة التي تتوسطها المدفئة و نتلذذ بالأطعمة الشتوية الساخنة , و تحيطنا الألفة و المحبة , من دون : كهرباء , و لا إنترنتْ ! مرام عيّاد |
جميل
ذلك الاحساس بالثلج ودفء العائلة وبركة الجدة هو نص " قصة " مكتملة وليس خاطرة لكن مادامت الاستاذة / مرام أرادته هنا مرحبا خالص التحية والتقدير |
أختي الفاضلة مرام حفظها الله
نبض مهيب ذاك الذي بحت به ، دامت أيامك سعيدة ، تحيتي وأحترامي مع جوري القدس بهية المدائن ، |
اقتباس:
تعقيبك على النص حقاً أعاد لي الأمل في أن أحي روح الكاتبة لدي قد شككت في أمر هذا النص , فقلت أجعلها خاطرة , و أنجي نفسي من النقد :d;) شكراَ لكَ :) |
اقتباس:
شكراً لمرورك الدائم على نصوصي :) لكَ كل الشكر و الاحترام |
الساعة الآن 06:37 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.