![]() |
|
غـُـــرْبَــــــة ...!
[youtube]https://www.youtube.com/watch?v=_gomLOIl-9g[/youtube] : غُرْبَة ...! المثير للخيبة أن كل الصباحات لها ذات الوجه ذات النفس ذات الرائحة .. قهوة تصرخ في اﻹبريق .. و رائحة خبز ساخن يعانق جدران المنزل .. و زقزقة عصفور يختار أن يوقظ الدنيا بأعذب بوح ... تئن فيروز في مكان ما .. و يبدو لك أنّ كل شيء يتمطى ببطء .. أقف على الشرفة .. أشاهد المارة بعيون ﻻ ترى و حنين ﻻ ينقطع .. ترتجف القهوة في يدي و أنا أتابع فقيراً على دراجة هوائية بثيابٍ مهترِئة ..فرحاً و هو يغني بصوت مرتفعٍ جذل .. أبتسم ككذبة كبيرة .. و أنا أتنهد .. كم يبدو هذا الوطن غريباً .. و كم تبدو هذه الشوارع بلا جذور .. تنطلق سيارة مسرعة فأعطيها ظهري و أنا أغتص بغربتي هنا ! من قال أن الغربة حصراً على الوطن ؟ هأنذا أشعر بها أكاد اتقيأ من طعمها المقزز و كل ما حولي يذكرني بمدى غرقي في وجعي ... مثلك ﻻ يبكي يا فتاة! أشد على أصابعي .. أصّرّ على أسناني .. و أتنفس بعمق مغمضةً عيني فـ أراك! أتساءل لم أراك كلما أغلقت عيني فيرد قلبي : ﻷنك تحسينه ... ما تشعرين به ﻻ تحتاجين بِه لـ (عين) ترى ! قد بردت القهوة ككل صباح ! نعم .. الصباحات مملة .. مملة جداً .. و لها ذات الوجه! |
دائما |
السلام عليكم ورحمة الله
أيتها الجليلة، أحس وكأنه دهر مر منذ آخر رد لي على قصة لك، ليس من إهمال بل لأنني أصبحت مقلة في الدخول اليوم قرأت هذه القصة، سيناريو بطله نفس معذبة، تنسج حوارات تنضح بالحزن رغم أن كل ما حولها يوحي بالفرح والإشراق صباح عادي ككل الصباحات: يعني أنه الحمد لله ليس هناك من كرب فقير يغني بفرح، قاصدا عمله الذي ربما لا يسد احتياجاته عصفور يغرد ويشدو طربا لأن رزقه مضمون سيارة تمر مسرعة توحي بأن الدنيا لن تتوقف عند حزن أو كرب أو ضيقـ فالدنيا تسير بحلوها ومرها بفرحها وحزنها، ولاحزن دائم فيها ولا فرح ساكن للأبد هكذا هي الدنيا ويجب أن نتأقلم معها، كل يوم نرى صورا أمامنا مرسلة عبر بريد الحياة تعطينا الدافع القوي للإقبال على الحياة بوجه مشرق إن كنت ترينه كلما أغمضت عينك فأبقيهما مفتوحتان، وإن كانت القهوة بردت فممكن أن تعيدي تدفءتها مرة أخرى، رغم أن القهوة الباردة لديها مذاق خاص، جربيها وستعرفين الفرق خاصة وصوت فيروز الملائكي يملأا المكان شكرا عزيزتي على ما قرأت هنا، وقد انتابني إحساس أن ما بحت به هنا إحساس حقيقي همسة فقط ربما أكون على صواب وربما أكون مخطئة، لكنني أرى أن ما كتبته أقرب للخاطرة منه للقصة مجرد رأي، فأنا كما تعرفين أختي لست متخصصة دمت بخير ودامت صباحاتك ومساءاتك أحلى وأهنأ |
مرحبا استاذة جليلة والجميع،، على الرغم من روعة اللغة وجمالية الاسلوب ...انا ايضا اعتقد ان النص اقرب الى الخاطرة منه الي القصة واتصور انه كان بامكان الاستاذة جليلة وضع الفكرة في اطار قصة قصيرة اي جعل الفكرة تتحمور حول حبكة، ما دامت قد قصدت كتابة قصة وليس خاطرة. مثلا كان يمكن بدء النص على الشكل التالي: على نغمات صوت ذلك العصفور الذي اعتاد عزف سمفونيته الصباحية على مسافة قصيرة من نافذة غرفة نومها، انتفضت ( جليلة ) من مرقدها. كانت الساعة حوالي الخامسة صباحا. الليل ما يزال يرخي سدوله، وبالكاد بدأت خطوط النور تتسلل على استحياء من خلف الافق الشرقي. سكون غامر يعم المكان ولا يكاد يسمع صوت سوى شدو ذلك العصفور الشجي. اندفعت جليله الى الشرفة في محاولة الاقتراب من ذلك العصفور. وعلى الرغم من سحرية المشهد وعذوبة ذلك الصوت، شعرت وهي تشاهد تبدد الظلام واحتلال نور الشمس الافق، شعرت بانقباضة وخيبة غامرة. بدى لها ان كل الصباحات لها ذات الوجه، ذات النفس ذات الرائحة .. قهوة تصرخ في اﻹبريق .. و رائحة خبز ساخن يعانق جدران المنزل .. و زقزقة عصفور يختار أن يوقظ الدنيا بأعذب بوح ... تمر الدقائق بطيئة بطء سلحفاة، وكلما انتشر الضوء على حساب العتمة ارتفعت حدة الاصوات وتداخلت النغمات...تئن فيروز في مكان ما .. و يبدو لك أنّ كل شيء يتمطىببطء .. مجرد اقتراح وانت الاقدر حتما وصاحبة الاسلوب الجميل. |
هذا ليس مروري الأول ,وليست قراءتي الأولى لهذا النص .في كل مرة أعود إليه أحاول استنطاق الرابط بين الخيبة والصباح ولا أفلح ,ولا أخفي أنني أريد الانتصار للصباح وساءني أن يأتي بالخيبات رتيباً متثاقلاً ينقل خطوات إشراقاته ليعبرنا متسللأً دون أن يلتفت أو نلتفت إليه .
والحقيقة أن هذا النص اعتصار لوجد استبد بالروح فأقفل شرفة الصباح , وكأني بالحرف اعتصر أو نزّ من قروحها . الأخت جليلة ماجد .....نص فاخر اللغة وعميق الرسم .أرجو لك استفاقة على صباح يذهب صدآ الأيام ....خالص التقدير |
اقتباس:
و من تعليقك أرى أنك فهمت النص و اسقاطاته ... يا له من تواضع كبير أشكرك عليه ... أنحني لهكذا حضور .... شكراً. .. و قوافل ياسمين ...! |
كلنا غرباء في الحياة
هنا تمكن من تصوير الاحساس بالغربة مودتى أ جليلة |
اقتباس:
أحببت تحليلك و أحببت ردك العفوي النابع من القلب .... أما عن هذا النص فهو قصة من نوع السرد الذاتي و فيه يتحدث الكاتب عن نفسه و إحساسه و يختار قفلة غير متوقعة ... طبت يا فاتحة ... برجاء ﻻ تغيبي .... أشكرك ... ممتنة لجمالك .... |
أهلا بالأستاذة جليلة ماجد
اشتقنا لهكذا نصوص ، نعم لو اكتفيت بالقراءة الأولى لخدع النص حواسك و ظننت أنه خاطرة صباحية ، لكن هناك من النصوص ما يحتاج إلى الوقوف عليه وتمحص جزئياته ، النص بني على أسلوب القصة القصيرة جدا التي تعتمد على التنقل السريع و الإيحاء مع الحذف أحيانا ، مما يجعله مكثفا ولا أقصد كثافة حجم فقط بل ملء المفردة أو الجملة بمدلولات عميقة . جميل هذا النص ولو أنني سجلت ملاحظة بسيطة ، فيرد قلبي : ﻷنك تحسينه ... ماتشعرين به ﻻ تحتاجين بِه لـ (عين) ترى! ربما وجدت هذه الجملة لو تم الإستغناء عنها لكان ما قبلها بليغا جدا . والرجوع إلى القهوة هو اللمسة الإبداعية في النص . و ربما لو كان العنوان ملمحا لكان أفضل . شكرا على النص الجميل أستاذة جليلة . |
اقتباس:
الروتين قاتل يؤثر على مزاجنا فيبدو لنا العالم بلون واحد و رائحة واحدة و صورة واحدة لا تتغير أبدا.فيتسرب لأعماقنا الملل فتترسخ في دهننا الصورة ذاتها. صورة لا تتغير تبلد الإحساس و تقضي على البسمة. النظر بالقلب العضو اللطيف كما يسميه الصوفية هو اعمق و أسلم من النظر بالعينين. راقني هذا النص كثيرا.لروحه المرحة، وأيضا لعمقه. تحياتي |
الساعة الآن 06:36 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.