![]() |
ضيق أفق ققج
دخل السجال فرحا بما لديه.
فاجأه الخصوم بتماسك حججهم، و تنوع مشارب ثقافتهم. باتت تنقصه الأسلحة للدفاع عن آرائه. اشترى مسدسا، و كاتم صوت. |
أجزت لنفسي أن يهمسني الأستاذ محمد الشرادي في ومضته هذه .
فيقول : في الهمسة الأولى ....أنا أقول سجال وأنت قلْ حوار . أحتج مبعداً أذني ..فيباغتني بالهمسة الثانية قائلاً : لاتتوهم ياصاحبي فنحن لانملك ثقافة الحوار . في الثالثة .....نصيحة لوجه الله ,وليست بجمل ....في السجال القول الفصل لإصبع على زناد بندقية . الأستاذ محمد الشرادي ....كعادة حرفك عوّاد جوّاد .يوقد تحت مرجل الحقيقه حتى يبج غثوها ...ومضة مبدعة |
تحية للأديب محمد الشرادي
ضيق أفق ، العنوان متكون من مفردتين ، الأولى مضافة للثانية ، للتأكيد أن هذا الأفق ضيق للغاية ، هذا التضاد بين الكلمتين منح العنوان إثارة الجمع بين النقيضين ، الأفق الموحي بالإمتداد والشساعة ، و الضيق وما يعنيه من تحجيم و تقزيم و انضغاط . فالعنوان يفتح الباب على عالم ممتد تم إغلاقه و تأطيره و تصغيره . دخل فعل حركي أعطى انطلاقة قوية للنص ، السجال يوجه فعل الدخول نحو التصعيد فهو داخل إلى معركة كلامية ، فرحا بما لديه ، الحال يزيد من جرعة التصعيد ، و يعطيه ثقة بالنفس أكثر إلى درجة الغرور . هذه الجملة صنعت التشويق و جعلت المتلقي ينتظر مالذي سيجري أثناء السجال ، و ما عدة البطل التي جعلته معتدا بنفسه ، و ما الحيلة التي بها سيكسب الرهان والمعركة ، و ما الدهاء الذي سيوظفه لكسب جولة الحرب الأولى التي ستزيده قدرة على الصمود تمهيدا للفوز . تمنيت لو استمر النص بنفس النسق و توالت الأفعال المرتبطة بممارسات البطل ، لكي تكون الصياغة مرتكزة على الجملة الفعلية و يستغني النص عن الجملة التفسيرية التي غالبا ترهق القصة القصيرة جدا ، هذا فعلا بين قوسين . لأن الجملة الموالية تفي بالغرض وتجعل بطل النص يصاب في غروره و ينكمش اندفاعه ، و رأى بأم أعينه توالي الحجج العابرة لتكهناته و الناطحة لسحب مداركه ، فأحس بآفاقه التي ظنها ممتدة تتصاغر أمام بحور معارفهم و تحاصرها جبال علومهم. هذه الجملة صنعت المفارقة : باتت تنقصه الأسلحة للدفاع عن آرائه. فالسلاح في الجملة يحمل مدلول الحجج والبراهين والقرائن التي تعوزه لينال من خصومه و يحبط توغلهم في رحابه ، و إزعاجهم لرحابة صدره ، فهو انتقل من الهجوم في البداية إلى الدفاع ، لكن صموده بات مسألة متعبة و انهياره لم يعد إلا مسألة وقت ، لكن الكاتب وجد أن تغيير مدلول السلاح من معارف و نظريات إلى السلاح الحقيقي ، لتتحول المساجلة إلى حرب ضروس لا تبقي ولاتذر . و هنا جاءت الخاتمة لتنقذ البطل من السلبية إلى الإيجابية ، لكن في نفس الوقت رمت به في قاع الشر بعدما كان متارجحا بين الخير والشر . النص في المجمل موفق و يطرح سؤال العنف كسلوك ناتج عن عدم القدرة على التواصل . تحية تقدير أستاذي الكريم . |
اقتباس:
تحياتي |
اقتباس:
شكرا على هذه الإضاءة الجميلة للنص إضاءة أضاءت كل جوانبه. تحياتي |
اقتباس:
كان وزير الدفاع الألماني |
المسدس أداة لكسب السجال
نص جميل ورائع .. |
اقتباس:
المستبدون كانوا دائما ضد التنوير. تحياتي |
الساعة الآن 05:53 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.