منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   كأس ( ق.ق.ج) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=14796)

زياد القنطار 10-04-2014 06:57 PM

كأس ( ق.ق.ج)
 
أدارَ مفتاحَ الباب ،وبيدين أوقدتهما الشهوة , أخذ المعطف عن كتفين يسرجُ عند كل إغماضة لهما ولشغف النظرة الأولى سابحات الخيال..
بيدٍ مرتجفة ٍ, اقتادها من خصرٍ يميس ُعلى إيقاع الوجيب المتصاعد .وعلى كرسيَّين تخيَّر لهما المكان بعناية ،جلس قبالتها يرقب بتوقده ارتسام الشفاه على كأس تقصَّدت أن يطول مكوثه بينهما.
في المساء حول طاولة الطعام التفَّت العائلة من حوله , ومن طرف عين مراقبة , يلمح كأساً بيد ابنته تدسُّه بين شفتيها , تدفع بمائه لقمة معاندة ،فيحضر مشهد فتاته قبالة عينيه وتفاصيل لقائه الماجن....
انتفض عن كرسيه وبصحن فارغ ــ إلا من بقايا طعامه ــ يحذف ابنته محتجاً انكشاف خصلة معاندة من شعرها غادرت خلسةً غطاء رأسها........!!!

محمد الشرادي 10-04-2014 11:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد القنطار (المشاركة 181769)
أدارَ مفتاحَ الباب ،وبيدين أوقدتهما الشهوة , أخذ المعطف عن كتفين يسرجُ عند كل إغماضة لهما ولشغف النظرة الأولى سابحات الخيال..
بيدٍ مرتجفة ٍ, اقتادها من خصرٍ يميس ُعلى إيقاع الوجيب المتصاعد .وعلى كرسيَّين تخيَّر لهما المكان بعناية ،جلس قبالتها يرقب بتوقده ارتسام الشفاه على كأس تقصَّدت أن يطول مكوثه بينهما.
في المساء حول طاولة الطعام التفَّت العائلة من حوله , ومن طرف عين مراقبة , يلمح كأساً بيد ابنته تدسُّه بين شفتيها , تدفع بمائه لقمة معاندة ،فيحضر مشهد فتاته قبالة عينيه وتفاصيل لقائه الماجن....
انتفض عن كرسيه وبصحن فارغ ــ إلا من بقايا طعامه ــ يحذف ابنته محتجاً انكشاف خصلة معاندة من شعرها غادرت خلسةً غطاء رأسها........!!!

أهلا أستاد زياد
العنوان كان موفقا . لأنه لم يكن مجرد عتبة اختارها الكاتب بشكل اعتباطي.بل لعبت الكأس الدور الأساس في تحريك الغواية و إشعال نار الشهوة.
متن النص قوي جدا بلغته و حبكته و بنائه. تظافر مع العنوان لتقوية القفلة و جعلها ساخرة إلى حد الصدمة
حين يريد ان يلعب الأب دور الإنسان الورع. الحريص على عورات عرضه، بعد ان استفزته الكاس بين شفتي ابنته و أيقظت فيه مشهد الخيانة.

نص مائز و موفق إلى أبعد الحدود.
تحياتي. عيد مبارك سعيد

ابو ساعده الهيومي 10-05-2014 09:29 AM

الاستاذ العزيز زياد القنطار
كل عام وانت بالف خير
هنالك شيئان يوقضان الانسان الدين ثم الشرف اذا مانحرف
وبطل القصه لديه احداهما او كلاهما فالنار لم تخمد
ولو حدث خلاف ذلك لما جائت ردة الفعل هذه

ايوب صابر 10-05-2014 11:55 AM

اهم ما يميز هذا النص الجميل هو :
اولا لغته الشعرية حيث يمكن تحويله الى قصيدة دون اي تصرف او عناء الا بالشكل الذي تظهر فيه الجمل والعبارات . حيث تظهر بهذا الشكل :
أدارَ مفتاحَ الباب ،
وبيدين أوقدتهما الشهوة ,
أخذ المعطف عن كتفين يسرجُ عند كل إغماضة لهما
ولشغف النظرة الأولى سابحات الخيال..
بيدٍ مرتجفة ٍ,
اقتادها من خصرٍ يميس ُعلى إيقاع الوجيب المتصاعد
وعلى كرسيَّين تخيَّر لهما المكان بعناية ،
جلس قبالتها
يرقب بتوقده ارتسام الشفاه على كأس تقصَّدت أن يطول مكوثه بينهما.
في المساء
حول طاولة الطعام
التفَّت العائلة من حوله ,
ومن طرف عين مراقبة ,
يلمح كأساً بيد ابنته تدسُّه بين شفتيها ,
تدفع بمائه لقمة معاندة ،
فيحضر مشهد فتاته قبالة عينيه
وتفاصيل لقائه الماجن....
انتفض عن كرسيه
وبصحن فارغ ــ إلا من بقايا طعامه ــ
يحذف ابنته محتجاً انكشاف خصلة معاندة من شعرها
غادرت خلسةً غطاء رأسها........!!
!


ثانيا ، لحظة الانقلاب والنهاية المدوية . فصاحب الكأس الذي يمارس المجون يغتاظ من خصلة شعر تبرز من راس فتاته.

ثالثا، التناقض في شخصية بطل القصة فهو يحلل لنفسه ما يحرم على افراد عائلته.

رابعا ، أيضاً من عناصر القوة في النص هو النمو في شخصية بطل القصة فقد نجح القاص في جعل شخصية بطل القصة نامية متطورة اي ديناميكية فنجده في بداية النص من اصحاب الكأس وينتهى النص بشعور عارم بالالم والثورة او الهياج وكانه استشف اثر مجونه قد انعكس على ابنته التي ظهر بانها عاجزه عن بلع الطعام فاحتاجت الى الشرب من الكأس هي ايضا مستعينة بالماء هذه المرة لتتمكن من البلع مما جعله يربط بين كاسه ومجونه وكاسها وعجزها عن البلع. أيضاً نجح القاص في رسم الانفصام في شخصية البطل فهو من ناحية يجيز لنفسه المجون لكنه يحرم على ابنته أدنى حد من السفور. وقد ابرز القاص التغير الحاد في شخصية البطل حيث جعله يرمي ابنته بالصحن احتجاجا على سفورها ولم يكتف مثلا بزجرها بالكلام .

خامسا، اتصور ان القاص أراد ان يقول بان اخطاء الآباء تظهر في الأبناء. وقد نجح في بناء حبكة متينة لإيصال فكرته هذه بلغة جميلة شعرية ، احدثت وقعا مدويا . .

سادسا ، في النص كلمات توحي بالحركة ( ادار ، أخذ ، يدين مرتجفة ) والحركة حياة وهو ما يجعل النص حيا مؤثرا .

سابعا ، صحيح ان القاص نجح في ابراز التحول في شخصية البطل لكنه أيضاً عالج البعد النفسي لمثل ذلك التصرف الماجن وانعكاسه على الشخصية .

*

حسام الدين بهي الدين ريشو 10-05-2014 01:35 PM

شخصية متناقضة
وهى شخصية يعج بها المجتمع الانساني
يقبل في الغير
مالا يقبله على نفسه
وهنا تكمن أزمة الأخلاق
التى استطاع النص أن يعالج
جانبا منها باقتدار
فنى
أو من ناحية المغزى
تحياتي
كاتبنا الملهم/ زياد القنطار
وكن بألف خير

ياسر علي 10-05-2014 07:27 PM

كأس ـ عنوان مفتوح الدلالة ، فالكأس تتلبسها متعة معاقرة الخمر ، و أيضا متعة الانتشاء والفوز ، فهي رمز للظفر و القوة . الكاتب محور نصه حول الكأس و هنا القدرة الإبداعية ، رغم أن الفكرة أعمق وأكبر من الكأس ، فالعنوان هنا تكميلي و جزء ثانوي في النص فهو مجرد أداة يمكن أن يحتسى منها الماء الزلال أو ماء الحياة .
رغم ثانوية العنوان إلا أنه هو من صنع النص وصنع المفارقة ، فمن كأس ماجنة مقبولة إلى كأس بريئة مرفوضة .

من التعابير الجميلة التي جاء بها النص : تدفع بمائه لقمة معاندة تعبير راق جدا رغم بساطة الكلمات ، لكن إشارة عميقة إلى حالة البنت و ماتحس به من ضغط في حضور والدها ، فهي تحتاج إلى من يدفع عناد اللقمة أو بالأحرى ، ما يخفف وقع الأب ، الذي أرهب فيها الغدد اللعابية فأمسكت عن ضخ ما يجعل اللقمة سائغة .

بمهارة الكبار انطلق الكاتب من الكأس ليجعلها منطلق تحفيز لعدوانية الأب ، متذرعا بظهور زغيبات من شعر ابنته ليقدم على فعلته الشنيعة .

نص متكامل الأركان ، أستاذ زياد القنطار .

كل التقدير

زياد القنطار 10-06-2014 01:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الشرادي (المشاركة 181789)
أهلا أستاد زياد
العنوان كان موفقا . لأنه لم يكن مجرد عتبة اختارها الكاتب بشكل اعتباطي.بل لعبت الكأس الدور الأساس في تحريك الغواية و إشعال نار الشهوة.
متن النص قوي جدا بلغته و حبكته و بنائه. تظافر مع العنوان لتقوية القفلة و جعلها ساخرة إلى حد الصدمة
حين يريد ان يلعب الأب دور الإنسان الورع. الحريص على عورات عرضه، بعد ان استفزته الكاس بين شفتي ابنته و أيقظت فيه مشهد الخيانة.

نص مائز و موفق إلى أبعد الحدود.
تحياتي. عيد مبارك سعيد


الأستاذ محمد الشرادي ...أهلاً كبيرة.
حينما يقف النص على حدود ذائقتك السامقة ,ينفث حرفك الدفء في صميمه ,فكيف به إذا توسطها .
تسعد كلمتي بوقوفك على معانيها وغوصك بها ,وتسعدني مفردة نقدية تعذب حلاوتها عند كل مرور لك على حروفي .
أحمل جميل هذا المرور العابق بالجمال ,وتقبل مني خالص الاحترام والتقدير لك ولحرفك ,وخاصة أني عائد للتو من ( زهرة الجوري )
كل عام وأنت بألف خير

زياد القنطار 10-06-2014 03:31 AM

الأستاذ أبا ساعده.
مرورك إضاءة جديده على النص ,وقد تختلف المعايير بين الناس وتتوزع بين الديني والأخلاقي والإنساني ,وإنما تبقى الحقيقة مبنية على ثقافة مجتمعية تلبس ثوبه وتتكيء على مبررات سطوعها.
لمرورك خالص التقدير ,وأعاده الله على الجميع بألف خير .

زياد القنطار 10-07-2014 03:03 AM

الأستاذ أيوب صابر .
حقيقة الأمر أنني أغبط نفسي وقوفك على نصي ,والإحاطة به بمفردتك النقدية المميزة ,وشرف كبير لي أن يعالج حرفي بمبضع ذائقتك الراقية ,باذخ مرورك كما أنت ,لعلمي أن الكتابة في النقد من أصعب أنواع الكتابة لما تتطلبه من دقة وحذر واستنفار كامل للحواس حتى تأتي بمفردةعلى شاكلة مفردتك العارفة المتيقنة .
أعود لأجدد شكري والتقدير ,وخالص الود والاحترام

زياد القنطار 10-07-2014 02:20 PM

الأستاذ حسام الدين بهي الدين ريشو.
لمرورك عبق حرفك ولحسن ظنك ،وما أودعت من ثناء خالص التقدير.سرّني وزادني غبطة وقوفك على كلماتي
تقبل مني خالص التقدير والمودة


الساعة الآن 12:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team